من بين آثار العراق التي تضرب في أعماق التاريخ تحتل الجوامع التي تم تشييدها خلال حقبة الفتح الإسلامي أهمية كبيرة لما تعكسه من ثقافة ترجع لهذه الحقبة الزمنية، ومن أبرز هذه الجوامع الجامع الكبير في منطقة القلعة بمدينة شمال كركوك، والذي تم تشييده عام 634هـ/1237م، على مساحة تزيد عن 2200 متراً.
موقع الجامع الكبير في القلعة
إبان حقبة الفتح الإسلامي، تم اختيار أحد أفضل مواقع مدينة كركوك لتشييد المسجد، وهو قلعة كركوك التي تم تشييدها خلال الحقبة السلوقية على يد الملك سلوقس الأول نيكاتور الذي قام بتشييد قلعة تحتوي على 72 برجاً دفاعياً ومدخلين، وخلال حقبة الفتح الإسلامي تم تشييد أكثر من مسجد داخل القلعة، كما تم القيام بالعديد من أعمال التشييد بالقلعة خلال فترة الحكم العثماني على العراق.
وصف الجامع الكبير في القلعة
يتكوّن الجامع الكبير من مبنى يحتوي على حرم قديم لإقامة الصلوات الخمس يومياً، ويتصل بالحرم غرفة صغيرة للخلوة مقامة تحت المبنى، ويتم الوصول إليها عبر سلم صغير، أما قمة المبنى فتحتوي على قبة ذات لون أخضر، أما الفناء الخارجي للجامع فيحتوي على حديقة واسعة تحتوي على العديد من النباتات والزهور الجميلة، وعلى ممرات تم استخدامها في الماضي لإقامة مجالس لتدريس بعض العلوم الإسلامية والشرعية للطلاب.
أشهر أئمة الجامع الكبير في القلعة
على مر العصور تعاقب على إمامة الجامع الكبير في القلعة العديد من أبرز علامات الدين الإسلامي، مثل: الشيخ عناية الله، والشيخ سعيد، والشيخ ملا علي، والشيخ سنان، والشيخ بهجت، وفي الوقت الراهن يشغل منصب إمام وخطيب الجامع الملا سعدون.
ترميم الجامع الكبير
رغم قرار هيئة آثار كركوك بالعمل على ترميم الجامع نظراً لكونه أحد أهم المساجد التاريخية بالمدينة، إلا أن هذا لم يمنع فتح المسجد بصورة جزئية لإقامة صلاة الجمعة إسبوعياً وإقامة صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى.
