بلدة برطلة في محافظة نينوى

بلدة برطلة في محافظة نينوى

برطلة هي بلدة عراقية آرامية سريانية تقع في شرق مدينة الموصل وضمن الحدود الإدارية لمحافظة نينوى، ويحد البلدة جبل مار دانيال من الشمال الشرقي، ويعتبر أغلب سكان البلدة من المسيحيين السريان الأرثوذكس والكاثوليك، وحالياً يسكن في أطرافها الشبك.

تاريخ بلدة برطلة

تاريخ بلدة برطلة

تحتل هذه البلدة منزلة مرموقة في تاريخ الكنيسة السريانية، وذلك بسبب ما أنجبته من بطاركة ومطارنة ومفارنة ورهبان وأدباء وشعراء وعلماء، وذلك ما أدى إلى تعزيز مكانتها ورفع شأنها بشكل كبير، فقد ذكرها بعض المؤرخين في العهود القديمة من ضمن القرى الكائنة بين أربيل والموصل في عهد الإسكندر المقدوني.

في القرن الثالث عشر ميلادي ازدهرت البلدة بشكل كبير، فقد كانت هذه الفترة بمثابة عصرها الذهبي، فقد قيل عنها بأنها بلدة كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشراء، فقد كان يبلغ دخلها السنوي 20 ألف دينار أحمر، والغالب من أهلها من النصرانية وفيها جامع للمسلمين.

بسبب تاريخها العظيم أحبها الكثير من مفارنة المشرق، وقد انتقلوا إلى العيش فيها، ومن هؤلاء المفارنة كل من:

  • اغناطيوس لعازر.
  • غريغوريوس يعقوب.
  • ديونيسيوس صليبا.
  • العلامة يوحنا ابن العبري.
  • برصوم الصفي.
  • غريغوريوس متى بن حنو البرطلي.
  • قورلس يوسف.

خريطة بلدة برطلة

كنائس بلدة برطلة

كنائس بلدة برطلة

كانت بلدة برطلة من أوائل القرى في نينوى التي اعتنقت الدين المسيحي، كما تم إنشاء مجموعة من الكنائس فيها، ومن هذه الكنائس:

  • كنيسة مار احودامه الكبرى: تأسست على يد المفريان اغناطيوس الثاني، وكانت هذه الكنيسة عامرة في القرن الرابع عشر بدليل الرقم السرياني الحجري الذي تم اكتشافه في خرائبها في عام 1933، وترجمة هذا الحجر هي: “غادر هذه الحياة الشقية إلى عالم الأفراح: الشماس ميخائيل في شباط سنة 1386”.
  • كنيسة القديسة شموني المقابية: نشأت الكنيسة بظاهر القرية، ولم يتم تحديد تاريخ بنائها بشكل دقيق، وإنما البعض يرجح تاريخ بنائها إلى القرن الخامس عشر، وتم تجديدها في عام 1807 بهمة أهالي برطلة، ثم في عام 1869 في عهد البطريرك يعقوب الثاني ومار قولس نحا أسقف دير مار متى، ومؤخراً قام الكاهن الياس شعيا بترميمها، فقد عمل على فتح شبابيك كبيرة فيها، كما قام بتشييد باب كبير في مدخلها مع قبة للجرس، وأنشأ بالقرب منها مدرسة ابتدائية تتألف من 20 غرفة كبيرة.
  • كنيسة مار كوركيس: من الكنائس القديمة في المنطقة، وقد تم تجديد بنائها في عام 1807، وقد أخذها السريان الكاثوليك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد انفصالهم عن الكنيسة السريانية الارثوذكسية.
  • كنيسة السيدة العذراء والدة الإله الجديدة: تم بناؤها في وسط القرية عام 1892 بهمة مار قولس الياس مطران ابرشية دير مار متى، وريعها جاء من تبرعات وجهود المؤمنين في بلدة برطلة، وقد بنيت الكنيسة بانقضاء دير مار يوحنا في برطلي ودير مار دانيال في جبل مار دانيال.

متحف برطلة

يهدف هذا المتحف إلى إعادة إحياء التراث الشعبي في برطلة، وقد عمل أبناء البلدة على تجميع ما كان مبعثراً للكشف عن كل ما كان مجهول وإبراز ما كاد يطويه النسيان، وبذلك أصبح متحف مار كوركيس الذي تعمل لجنة متخصصة على إبراز محتوياته وتطويره وتحديث جدارياته، ويقسم هذا المتحف إلى 4 أجنحة، وهي:

الجناح الأول

هذا الجناح مخصص للتراث الموصلي، ويضم تراث الجماعة البرطلية القديمة، كما يحتوي على مجموعة من الأثاث النادر، ومجموعة من الأدوات التي كانت تستخدم في تخزين المحاصيل والأغذية والمياه، بالإضافة إلى لوازم الحياة اليومية من جرار لحفظ الأطعمة وجرار أشورية والتنور والصاج والمعجن، ويضم الجناح أيضاً جزءاً من جدار البيت الذي يحتوي على سراج قديم وزوايا لإخفاء المجوهرات، ويضم نموذجاً لمهد طفل من الخشب، ومختلف أشكال الملاعق وأحجامها، بالإضافة إلى مكواة فحم قديمة، ومجموعة من الأحذية محلية الصنع، وغيرها الكثير من الأدوات والتراثيات المميزة.

الجناح الثاني

يخصص هذا الجناح للأدوات المستعملة في الزراعة، مثل المحراث والمناجل وآلات سحق العشب والشعير والحنطة، بالإضافة إلى وجود مجموعة من المخلفات الحيوانية التي كانت تستعمل للتدفئة، ويحتوي على إطارات قديمة انكليزية الصنع، ومحامل لنقل المياه، ويضم الجناح نموذج لإحدى الآبار القديمة، وأجراس تعلق على رؤوس الخراف، بالإضافة إلى الكثير من الأدوات الأخرى.

الجناح الثالث أو الكنسي

يحتوي على كل ممتلكات مار جرجس منذ نشأته، ومنها الكتب القديمة والسجلات، وباب النساء لكنيسة مار جرجس القديمة والذي يمثل الأسلوب الأشوري في صناعة الأبواب المغلقة المؤلفة من طبقات من الحديد المطروق عبر مسامير أشورية، ويحتوي الجناح على ملابس الكهنة ومنبر اعتراف ومنصة للمطران، وتتميز موجودات هذا القسم بأنها تعطي فكرة عن تاريخ الكنيسة في المنطقة وعادات السكان الدينية بالإضافة إلى المخطوطات القيمة.

الجناح الرابع

هو جناح الأزياء الشعبية، ويمتد بشكل زقاق يتزاوج ضمنه زي الموصل مع الزي الأشوري، ثم تتألق أزياء القرى المجاورة لقرية برطلة مثل بعشيقة وقوش وغيرها.

مواقع مجاورة
عرض الكل