تشتهر محافظات العراق بوجود العديد من الآثار القديمة الشاهدة على الحضارات البشرية التي عاشت في المنطقة منذ قديم الزمن، وتُعتبر محافظة نينوى واحدة من أشهر هذه المحافظات، وقد وجد المؤرخون وعلماء الآثار مجموعة كبيرة من الآثار في هذه المنطقة وتحديداً في قرية جروانة، وهي عبارة عن آثار قديمة لقناة مائية تعود إلى الحضارة الآشورية التي سكنت المنطقة في عام 690 قبل الميلاد، وقام الملك الآشوري سنحاريب في ذلك الوقت ببناء مشروع ري كبير يصل عبر قنوات مائية إلى نينوى التي كانت في ذلك الوقت عاصمة الدولة الآشورية.
موقع قرية جروانة
تقع قرية جروانة في شمال مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى العراقية، ويُحيط بها من الجهة الجنوبية الشرقية منطقة عين سفني على بُعد 3 كيلومتر من القرية، وهناك العديد من المعالم البارزة التي تقع على بُعد عزة كيلومترات من القرية، مثل شلالات الموصل ومزار نصر الدين يزيدي.
خريطة قرية جروانة
قرية جروانة في عصر قبل الميلاد
في ذلك الوقت تم إنشاء مشاريع مائية مثل عبارة جروانة ومشروع إروائي كبير اسمه قنطرة جروانة، وقد عملت القنطرة على ربط الأودية التي كانت تعترض القنوات التي عمل الملك سنحاريب على إيصال الماء من خلالها الى عاصمته، وكان الماء يصب في القناة من نهر الكومل، ونهر الخوصر، ومن خلال هذا المشروع استطاع الملك سنحاريب إيصال الماء الى نينوى في كل المواسم حتى في موسم الصيهود، وهو الموسم الذي تميز بارتفاع الحرارة فيه و جفاف نهري دجلة والفرات.
بَلَغَ طول عبارة جروانة المائية عند بنائها 280 متر وارتفاعها 9 متر وعرضها 20 متر، وتتخللها 13 فتحة لتصريف المياه، مع العلم أنه عدد الأحجار المستخدمة في بنائها وصل إلى حوالي 2 مليون حجر ووزن الواحد منها يبلغ بين 250 إلى 500 كغم، وتقول المصادر التاريخية أن سنحاريب أقام بحيرة كبيرة للاستفادة من المياه الفائضة عن هذه القناة في السقي والزراعة.
طريقة بناء قناة جروانة
تم بناء قناة جروانة بواسطة ما يُقارب مليوني حجر، ويبلغ وزن كل حجر من هذه الأحجار 250 كغم، ويصل وزن بعضها إلى 500 كغم، ويبلغ ارتفاع القناة 9 أمتار، ويبلغ عرضها 20 متر، ويتخلل القناة 13 فتحة تعمل بدورها على تصريف المياه من القناة، ويرجع تاريخ أول اكتشاف لهذه المنطقة الأثرية لعلم 1850 بواسطة القنصلية الفرنسية في العراق.
