مدينة الحضر في محافظة نينوى

مدينة الحضر في محافظة نينوى

مدينة الحضر

مرّ على تاريخ الإنسان حضارات عديدة كانت جميعها السبب في تكوين حاضر الإنسان الحالي حيث استفاد البشر من كل حضارة بخبرة ولو بصغيرة في كيفية الحياة والتعايش. فمنهم من نقل علمه، ومنهم من نقل ثفافته، ومنهم من نقل دينه، ومنهم من نقل فنّه، فلا يمكننا اللإستهانة بأيٍ من الحضارات السابقة حتى ولو كانت منسيّة ومهمّشة، فعلينا أن نحيي ذكرى جميع الحضارات السابقة بالأخص وإن كانت مثل حضارة مدينة مميزة سنتحدث عنها في هذا المقال وهي مدينة الحضر.

تاريخ مدينة الحضر وتسميتها

تعود مدينة الحضر -وهي من أقدم الحضارات العربية في العراق- إلى محافظة نينوى، حيث تبعد عن التاريخية 2كم ، وتبعد عن جنوب غرب مدينة الموصل قرابة 110كم. أسست المدينة في بداية القرن الثاني قبل الميلاد حسب اعتقادات المؤرخين.

لمدينة الحضر التاريخية عدة مسميات مثل: حترا، ومملكة الشمس، مملكة عربايا، حيث تعود المسميات إلى تاريخها العميق وو مكانتها العريقة، فهي تعد من أهم المدن في بادية الهلال الخصيب نظراَ لمكانها الجغرافي، إذ تعد طريقاً واصلاً ما لنقل البضائع من الهند والجزيرة العربية إلى بلاد أوروبا والسوق الغربي عبر الطرق والمسالك البرية المحاذية لنهري دجلة والفرات.

سادت مدينة الحضر القوانين والأعراف، والتي عثر عليها محفورةٌ على أحجار كبيرة خلال عمليات التنقيب التي قامت بها دائرة الآثار والتراث في العراق منذ عام 1951.

خريطة مدينة الحضر

فترة وأسباب ازدهار مدينة الحضر

تمتاز الحضر بالأهمية الدينية التي اكتسبتها خلال فترة القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثالث، ويعود السبب لتمركز القبائل العربية التي سكنت الجزيرة والمدن المحيطة بمدينة الحضر لاحتوائها على المعابد الكثيرة، ولوجود المقابر الكافية لدفن الأموات، وللقيام بكافة الشعائر الدينية فيها دون مقيدات، فكان هذا سبباً كافياً لتوجه الناس إليها بالإضافة إلى موقعها كما ذكرنا سابقاً.

تميّزت المدينة بشكلها العام وطريقة بنائها، حيث كانت مبنية بشكل دائري على دائرة قطرها 2كم، حتى يساعدهم بالإبقاء والحفاظ على الأمان، وكان يحيطها خندق عميق وجدارين بينهما 12 متر لضمان الحماية المطلقة نظراً لما لها من أهمية عسكرية، جغرافية، ودينية كما ذكرنا سابقاً. يوجد العديد من التماثيل والنصب داخل أسوار هذه المدينة ومنها هو الصقر ذو الجناحين المفرودين، حيث يمثل القوة والشجاعة.

الحُكم والحُكّام في مدينة الحضر

حكم الحضر 4 ملوك على مدى 84 عامٍ تقريباً، أول ملك حكم في الحضر كان الملك ولجش، وتلاه أخوه سنطروق الأول الذي كان يلقب بملك العرب كما وجدت محفورة على أحد المباني، وتلاه ابنه عبد سيما وآخرهم سنطروق الثاني وهو ابن عبد سيما.

المدينة اليوم

عام 2015، قامت جماعات إرهابية بتدمير أجزاء كبيرة من آثار وبقايا هذه الحضارة العريقة، حيث تمت السيطرة عليها لفترة وجيزة من الوقت إلى أن استعاد سكان المنطقة الحكم عليها ومحاولة إعادة ترميمها من جديد. خلال فترة حكمهم، حاول الفرس والروم إحتلالها وشن حروبهم عليها ولكن لم يقدروا؛ لأن سكانها دافعوا عنها كثيراً ولكن في عام 241 م سقطت بيد الفرس حيث كانت نهايتها ونهاية مجدها.

مواقع مجاورة
عرض الكل