قرية بغديدا في محافظة نينوى

قرية بغديدا في محافظة نينوى

بغديدا أو بخديدا هي واحدة من القرى السريانية الموجودة في محافظة نينوى شمال العراق، وتقع على بعد 32 كيلومتر جنوب شرق مدينة الموصل، و60 كيلومتر غرب مدينة أربيل، وتقع القرية على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يشكل مع نهر الخازر في المنطقة الجنوبية من سهل نينوى بالقرب من مدينة كالح ونينوى الأثريتين، وتتوسط القرية 7 كنائس ومجموعة من الأديرة التاريخية والمناطق الأثرية والتلال، وتعتبر القرية أيضاً مركزاً لقضاء الحمدانية الذي يعد واحداً من الأقضية الخمسة لمحافظة نينوى، والجدير بالذكر أنّ بغديدا واحدة من أكبر القرى المسيحية الموجودة في العراق.

تسميات بغديدا

تسميات بغديدا
  • بكديدو: ومعناها الشباب، ويوجد رواية تقول أن معركة حاسمة دارت بين قوات الفرس والآشوريين في عام 610 قبل الميلاد حصلت قرب بكديدو.
  • بيث خوديدا: وهو اسم محرف عن لفظ بيث كذوذي الآرامية وتعني بيت الشباب.
  • بيث خديدا: وهي لفظ آرامي معناه بيت الآلهة واستعملها الساسانيون أيضاً.
  • بيث خديدة بغديدا أو بخديدا أي بيت خديدا: وتعني بيت الله، وهي اسم فارسي يعني بيت الآلهة، وكانت بغديدا بلدة مجوسية تحتوي على الكثير من المعابد المختلفة للنار والأوثان، ولا تزال آثارها شامخة حتى اليوم وخاصةً الآثار الموجودة تحت تلة كنيسة مارت شموني من زقورة وثماني آلهة، وكان أهل بغديدا يعبدونها قبل اعتناقهم للدين المسيحي.
  • بيث كذاذي: لفظ آرامي سرياني يعني الموقع أو مكان كذاذي بمعنى الخيوط، ويقال أن بغديدا اشتهرت في فترة من الزمن بصناعة الغزل والنسيج وخاصةً في أواخر القرن الـ 18.
  • باخديدا: لفظ آرامي محرف عن لفظ بيث ديتا وتعني بيت الحدأة، وهو طائر أسود كان يكثر وجوده في المنطقة.
  • بغديدا: يطلق هذا الاسم على المنطقة من قبل سكانها المسيحيين الناطقين باللغة الآرامية السريانية، وتسمى محلياً باسم السورث.
  • قرة قوش: وهي لفظة تركية تعني الطير الأسود، وتم اطلاق هذه التسمية خلال الحكم التركي للمنطقة.
  • الحمدانية: في سبعينات القرن العشرين تم تبديل اسم بغديدا رسمياً إلى اسم الحمدانية نسبةً إلى الحمدانيين الذين قاموا بحكم الموصل بين عام 890 وعام 1004 ميلادي.

خريطة قرية بغديدا

تاريخ بغديدا

تاريخ بغديدا

ما قبل المسيحية

اعتقد بعض الباحثين أن مدينة راسن المذكورة في الحوليات الآشورية توجد في بغديدا، فقد عثر أحد سكان بغديدا بالقرب من دير ناقورتايا على ختم حجري اسطواني الشكل نقشت عليه صورة للملك الآشوري عابداً للشمس وللإله ياي، وقد اتخذ الملوك الآشوريون من منطقة بلاوات الواقعة على بعد 4 كيلومتر جنوب بغديدا منتجعاً لهم، فقد شهدت المنطقة عمليات تنقيب كبيرة أدت إلى العثور على القصور ومجموعة من القطع الأثرية المهمة التي ما تزال أغلبها منشرة في متاحف عالمية حول العالم مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني.

دخول المسيحية

دخلت المسيحية إلى بغديدا في القرون الأولى، ولا يعرف تاريخ دقيق لاعتناق القرية للدين المسيحي، ولكنها اتبعت المذهب النصوري على أثر مجمع أفسس، واستمرت على هذا المذهب حتى مجيء مار يوحنا الديلمي، الذي استطاع أن يحول البلدة إلى الطائفة الارثوذكسة في نهاية القرن السابع، ومن المعتقد أن يوحنا نفسه مدفون في مقورتايا التي تبعد 3 كيلومتر عن مركز بغديدا.

العصور الوسطى

ازداد عدد سكان القرية بشكل كبير في كل من القرن العاشر والحادي عشر، وذلك بعد هجرة عدد من السريان من وسط العراق إلى المنطقة، فأصبحت بغديدا في هذه الفترة مقر للبطريركية السريانية في شمال العراق لفترات متفاوتة، واستمرت حتى انتقل البطريرك الممثل لكنيسة أنطاكية إلى الموصل نهائياً، وقد امتلأت حوليات القرية في فترة العصور الوسطى بالعديد من غزوات القبائل الكردية التي بدأت تستوطن في نهر الزاب الأعلى، ومنها:

  • عام 1171، وأثناء انشغال أمير الموصل بالحرب مع أمير دمشق، قام أكراد بمهاجمة دير مار متى والقرى المحيطة به، كما قتلوا العديد من الرهبان وقاموا بسرقة محتويات الدير وحرقه.
  • عام 1261، تعرض دير مقورتايا لمصير مشابه لدير مار متى، فقد تم سرق وحرق وقتل العديد من الراهبات اللواتي حاولن التحصن بالدير.
  • عام 1288، وقعت معركة طاحنة بين الأكراد والتتر في بغديدا.
  • عام 1324، قام الأكراد بمهاجمة بغديدا مرة أخرى، وقاموا بحرق الكنائس الأربعة الموجودة في القرية وقتل جميع أهلها.

لغة بغديدا

لغة بغديدا

يتحدث سكان القرية باللغة الآرامية الحديثة، وهي تعتبر من أقدم اللهجات الآرامية المعروفة، وتحتوي هذه اللغة على العديد من التراكيب النحوية والصيغ التي اختفت في اللهجات الآرامية الأخرى، كما تحتوي هذه اللهجة على مجموعة من المفردات التي تعود إلى اللغة السومرية واللغة الأكادية، وتستخدم بغديدا اللغة السريانية بشكل أساسي في التدريس ضمن بعض المدارس وفي الكتابات الأدبية والدينية.

الثقافة والأدب في بغديدا

الثقافة والأدب في بغديدا

تتميز بغديدا بإقامة العديد من المهرجانات الثقافية والأدبية بكل من اللغتين العربية والسريانية، ومن أهمها مهرجاناتها مهرجان بغديدا للإبداع السرياني ومهرجان المحبة الشعري ومهرجان ملتقى الثقافات العراقية، وتنتشر داخل القرية العديد من الصحف منها جريدة صوت بخديدا المعروفة باللغتين العربية والسريانية، ومجلة الإبداع السريانية المعروفة أيضاً باللغتين العربية والسريانية.

الاقتصاد في بغديدا

الاقتصاد في بغديدا

اعتمد اقتصاد بغديدا بشكل أساسي على الزراعة، كما ازدهرت القرية في صناعة الحرف اليدوية مثل النسيج وإنتاج المعاطف الجلدية من جلد الغنم، أما في يومنا الحالي فقد أصبحت بغديدا مركز للتجارة والأعمال التجارية، فكثرت فيها المنازل والمباني العالية والمحلات التجارية، كما أن العديد من أبناء القرية يشغلون مناصب وظيفية في دوائر الدولة الحكومية، ولكن تعتبر الزراعة بشكل أساسي هي مصدر الرزق الأكبر للقرية.

المعالم في بغديدا

الكنائس

تحتوي بغديدا على 3 كنائس للسريان الأرثوذكس، و6 كنائس للسريان الكاثوليك، ومن أهم الكنائس فيها كل من:

  • كنيسة الطاهرة الكبرى.
  • كنيسة مار يوحنا.
  • كنيسة مار يعقوب.
  • كنيسة مارزينا.
  • كنيسة مار بهنام وسارة.
  • كنيسة سركيس وباكوس.
  • كنيسة مار كوركيس.
  • كنيسة مار يوسف.
  • كنيسة الرجاء.
  • كنيسة التجلي.
  • كنيسة القيامة.

الأديرة

  • ناقوريتا.
  • مار قرياقوس.
  • مارت شموني.
مواقع مجاورة
عرض الكل