المنارة المظفرية في العراق

المنارة المظفرية في العراق

تُصنف المنارة المظفرية في العراق ثاني أكبر معلم تاريخي بعد قلعة أربيل، حيث تشتهر بجمال وهندسة بنائها في إقليم كردستان العراق، لذا تعد من أهم الوجهات السياحية التي ننصحك بزيارتها. 

تاريخ المنارة المظفرية

من المعتقد أن المنارة المظفرية يعود تاريخ بنائها إلى عهد أتابكة أربيل والموصل، وتحديداً إلى عصر السلطان مظفر الدين كوكبري -أي الذئب الأزرق باللغة التركية- الذي حكم أربيل خلال عهد صلاح الدين الأيوبي، حيث لم يتم العثور على أي دلالات تشير إلى تاريخ بنائها بشكل دقيق، وتخلو جدران المنارة من أي معلومات مكتوبة عليها حول هذا الأمر أو حتى عن هوية مهندسها، والجدير بالذكر أن السلطان صلاح الدين الأيوبي كان آنذاك صهراً للكوكبري. 

موقع المنارة المظفرية

تقع منارة المظفرية في محافظة أربيل إلى الجزء الشمالي من العراق، على بعد ما يقارب من 500 متراً عن قلعة أربيل، وإلى الجزء الجانبي الغربي من مدينة أربيل، فيما يبلغ ارتفاع المنارة المظفرية 37 متراً، وتشمل على أبواب يبلغ طول كل منها حوالي مترين ونصف، علماً أن هذه الأبواب جميعها تؤدي إلى سلالم تصلك بدورها إلى أعلى المنارة، بحيث يصل عدد السلالم فيها إلى ما يقارب من 110 سلم لكل باب. 

خريطة المنارة المظفرية

تسمية المنارة المظفرية

يُطلق على المنارة المظفرية أيضاً اسم منارة جولي؛ أي منارة البرية باللغة الكُردية، حيث أطلق عليها هذا الاسم نظراً إلى بعدها عن المدينة في الوقت الذي تم تشييدها فيه. 

وصف المنارة المظفرية الهندسي والعمراني

المنارة المظفرية تتخذ شكلاً هندسياً مثمن من الأسفل، واسطوانياً من الأعلى، وتحتوي على باب صغير الحجم يتمركز إلى الجزء الجنوبي، بحيث يخرج من بداية الشكل الاسطواني إلى سطحه، فيما يبلغ ارتفاع المنارة في الوقت الحالي حوالي 37 متراً، وتم تشييدها بواسطة الجص والآجر الأحمر، وبنائها على مساحة مثمنة ذات أضلاع متساوية باستثناء في ضلعين. 

تشمل المنارة المظفرية على بابان مغلقان يضم كل منهما سلم، بالإضافة إلى أنها تضم بداخلها بناء ذو شكل اسطواني يصبح ذو حجم أصغر كلما صعدنا إلى الأعلى، ويحيط به سلمان، بحيث يشمل كل سلم بالمنارة على 132 درجة، علماً أن هذه السلالم لا تلتقي. 

إضافةً إلى ما سبق؛ نشير إلى أن المنارة المظفرية تحتوي على شباك يساعد على حركة الهواء موجود في وسطها من الشرق، بحيث يدخل الهواء منه بسرعة 40 كم/الساعة، كما أن المنارة تم العمل على تزيينها من الخارج بصورة مشابهة نوعاً ما بالموجودة في منارة الحدباء، ومنارة داقوق جنوب كركوك. 

وصف المنارة المظفرية الهندسي والعمراني

حكايات شعبية حول بناء المنارة المظفرية

يُوجد العديد من الحكايات التي توّرث بين الأجيال حول بناء المنارة المظفرية، والهدف من بنائها، ولما هي مشابهة في تصميمها لبقية المنارات الموجودة في كردستان العراق، ومن أشهر هذه الحكايات أن المهندس الذي أشرف على تصميم المنارة المظفرية كان طالياً لدى مهندس منارة داقوق، ولكن أثناء فترة العمل دبّ خلاف فيما بينهم أدى إلى ترك الطالب لمعلمه، ليذهب بعدها يعمل على تنفيذ هندسة منارة المظفرية في أربيل، وآنذاك أدرك الطالب أن معلمه سوف يقوم بزيارته بالتأكيد بعد أن يسمع بخبر عمله، وكان قلقاً مما سيحمله له من ضغينة وحسد حينما يشاهد روعة بناء المنارة الشامخ الذي تفوّق فيه على معلمه.

قرر الطالب الاستعداد لزيارة أستاذه بشكل مُسبق، لذا عمل على بناء سلمين في أسطوانة المنارة بحيث لا يلتقيان، وبالفعل جاء الأستاذ وطلب من الطالب أن يتجولان في المنارة لرؤيتها، وعليه بدأ الأستاذ بالصعود على السلم الأول دون أن يعلم بوجود السلم الآخر، والذي صعد عليه الطالب بدوره، ليتقابلا في قمة المنارة فقط، وبعد ذلك يدرك الطالب أن أستاذه يمر في حالة نفسية غير مستقرة وطبيعية، لذا يقلق ويسارع بالنزول من السلم الأول، بينما نزل الأستاذ من السلم الثاني اعتقاداً منه أن السلمان يلتقيان، وعند وصولهما الأرض قرر الأستاذ التخلي عن انتقامه وهنئ الطالب بإنجازه ورحل، ثم قرر بناء منارة أفضل من المظفرية، إلا أنه فشل في مسعاه، بحيث قام بتشييد منارة مائلة وممن المتوقع سقوطها، وهي الآن ما تُعرف بمنارة الحدباء في الموصل.

ما هو تعريف المظفرية؟

المظفرية هي منارة تم بناؤها في عهد مظفر الدين كوكبوري حاكم أربيل خلال عصر صلاح الدين الأيوبي. 

مواقع مجاورة
عرض الكل