تعتمد الدول والقبائل العلم الوطني رمزًا للدلالة على حضارتها وتاريخها وإرثها الحضاري والفكري وليس رمز لنظام حكم بعينه، ويعتبر العلم العراقي رمزًا مهمًا من رموز سيادة الدولة وتذكير بالتاريخ الغنيّ والمليء بالاضطرابات الذي عاشه العراقيون، وتم رفع العلم العراقي لأوّل مرّة عام 1921 وتم تغييره مرّات مُتعدّدة، ويتكون العلم العراقي من 3 ألوان رئيسية يفصل بينها خطوط مستقيمة مُتوازية وهي بالترتيب الأحمر ثم الأبيض ثم الأسود، وتتوسط المساحة البيضاء للعلم كتابة “الله أكبر” بالخط الكوفي العربي باللون الأخضر للدلالة على الإسلام.
مراحل تطور العلم العراقي
1 – علم العراق (1921-1963)
احتلت بريطانيا العراق بعد الحرب العالمية الأولى وسلمت الحكم فيها إلى ابن حاكم الحجاز حينها فيصل بن الحسين بن علي والذي استخدم علم والده عام 1921، حيث كان العلم مُكوّناً من خطوط أفقية من الأسود والأبيض والأخضر مع مثلث أحمر، ثم تم تعديل تصميم العلم واقتطاع المثلث مع إضافة نجمتين بيضاء سُباعيّة بموجب القانون العضوي الصادر في 10 يوليو 1924، حيث تُمثّل النجمات كُلًا من العرب والأكراد.
تم إنشاء علم جديد تمامًا في 14 يوليو 1959، وذلك بعد الإطاحة بالنظام الملكي العراقي في عام 1958، حيث كان الشعار المركزي للعلم يتضمّن شمس صفراء تدل على الأكراد ومُحاطة بثمانية أشعة حمراء، أمّا خطوط العلم عمودية سوداء، وبيضاء، وخضراء.
2 – علم العراق (1963-1991)
حاولت دول مصر وسوريا والعراق في تاريخ 31 يوليو 1963 تشكيل اتحاد جديد واعتماد نسخة من علم التحرير العربي كعلم جديد بديل عن علم 1959، مع بعض التعديلات بوضع ثلاث نجوم للدلالة على دول الاتحاد الثلاث؛ إلا أنّ المحاولة باءت بالفشل، ولكن تبنّى العراق النجوم الثلاثة الخضراء الموجودة في العلم للتعبير عن رغبته في الاتحاد مع مصر وسوريا، كما يحوي العلم خطوط أفقية ذات اللون الأحمر والأبيض والأسود، حيث يُشير اللون الأحمر إلى الرغبة في إراقة الدماء، واللون الأسود للمعارك والحروب، والأخضر لازدهار الحقول العربية، والأبيض لنقاء الدوافع والأفعال.
3 – علم العراق (1991-2004)
تم تعديل العلم في 13 يناير 1991 بأمر من الرئيس صدام حسين أثناء حرب الخليج، حيث أضاف كلمة التكبير “الله أكبر” بين النجوم الثلاثة في علم العراق، وقد تم عرض هذا العلم أمام مبنى الأمم المتحدة وفي دورة الألعاب الأولمبية المقامة عام 1992 في برشلونة، وفي سفارة العراق في المكسيك، وتم إصدار نسخة ثانية من العلم العراقي مُشابهة للنسخة الأولى لكن دون علامات التشكيل، حيث فشل أيضًا في نيل رضا العراقيين.
4 – علم العراق (2004-2008)
أعلن مجلس الحكم العراقي في 26 أبريل / نيسان 2004 عن علم وطني جديد بعد الإطاحة بالنظام السابق عام 2003، حيث عرض المسؤولون الأمريكيون فكرة تغيير العلم لإسقاط كافة رموز النظام السابق، لذا سعوا إلى الاستغناء عن عبارة التكبير في النسخة الجديدة، إلا أنّ العراقيون رفضوا ذلك كونه يُعدّ رمز وطني كبير.
كان العلم المقترح حينئذ على شكل هلال أزرق شاحب مع خلفية بيضاء حيث يُمثّل الهلال رمزًا للإسلام، وفي أسفل العلم شريطين بلون ازرق يرمزان لنهريّ دجلة والفرات يتوسطهما شريط أصفر يُمثّل الأكراد، وقد تم اعتماد نسخة جديدة في تاريخ 16 يناير 2008 من العلم تتضمن إزالة النجوم الثلاثة وكتابة كلمة التكبير باستخدام الخط الكوفي المزخرف ذو المنشأ العراقي والمُستخدم في الخط القرآني، ورفع العلم الجديد فوق السفارة العراقيّة في واشنطن.
معنى ألوان العلم العراقي
تُمثّل ألوان العلم الثلاثة مراحل مختلفة من التاريخ العراقي، حيث يُمثّل اللون الأحمر نضال الأمة وشجاعتها، بينما يُمثّل اللون الأبيض كرم العراقيين والمُستقبل العراقي المُنتظر، واللون الأسود يُعبّر عن التاريخ الإسلامي.
بروتوكولات علم العراق
يحتوي نظام علم العراق رقم (6) لسنة 1986 على 26 مادة تُفصّل بين الحالات المحلية والدولية لرفع العلم وإنزاله، نسرد منها ما يلي:
- يُرفع العلم على سارية توضع إلى اليمين على الأرض وذلك في مكتب رئيس الجمهورية.
- يرفع علمان يتوسطهما شعار الجمهورية العراقية وذلك في صدور قاعات الاستقبال والاجتماعات الرسميّة التي يحضُرها رئيس الجمهورية.
- يُرفع العلم على سارية في مُقدّمة السيارة التي يستقلها الرئيس في تنقلاته الرسميّة وذلك على الجهة اليُمنى وعلى الجهة اليُسرى.
- يُرفع العلم على الطائرة التي يستقلها رئيس الجمهورية في تنقلاته الرسميّة وذلك على النافذة اليمنى وعلى النافذة اليسرى قبل الإقلاع وبعد الهبوط.
- يُرفع العلم العراقي في الطائرة على النافذة اليمنى لرئيس الجمهورية وعلم الدولة التي يزورها على النافذة اليسرى التي يستقلها في زياراته الرسمية، حيث تُحدّد النافذتين من داخل الطائرة وذلك بعد الهبوط وقبل الإقلاع.
