منطقة الشونيزية في العراق

منطقة الشونيزية في العراق

تعرف منطقة الشونيزية في العراق بأنها الجانب الغربي لنهر دجلة في بغداد، ويطلق عليها اليوم اسم جانب الكرخ وهو المكان الذي بنى عليه المنصور مدينة بغداد المدورة، وتتميز المنطقة بالعديد من المعالم الدينية منذ قديم الزمان.

أقسام منطقة الشونيزية 

الشونيزي الصغير 

الشونيزي الصغير 

هي مجموعة من مقابر قريش، وتضم رفات العديد من أبناء الخلفاء وأقاربهم من القرشيين، وأول من دفن فيها هو جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور الذي توفي عام 150 هجري بعد تشييد بغداد، ومن ثم دفن فيها الأمين بن هارون الرشيد عام 198 هجري وتبعته والدته التي توفيت عام 216 هجري، ومن أشهر من يرقد فيها أيضاً موسى بن جعفر المعروف بالإمام الكاظم والذي توفي عام 183 هجري، وحفيده محمد بن علي الجواد الذي توفي عام 220 هجري. 

الشونيزي الكبير 

يضم هذا القسم مجموعة من الأضرحة والمقامات لعدد من أعلام بغداد، وفيه قبر النبي يوشع الذي يقال بأنه أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد ذكر الخطيب البغدادي أن النبي يوشع مدفون في هذا المكان وذلك استناداً إلى وصية عبد الله بن أحمد بن حنبل، والتي قال فيها بأن دفنه في جوار نبي أحب إليه من دفنه في جوار أبيه، وقد وصف بعض الرحالة الأجانب الذين زاروا هذا القبر في العهد العثماني بأنه قبر صغير يعلوه بناء يشبه الصندوق أو القفص، وعلى رأسه لوحة من النحاس كتب عليها بالحروف العبرية جملة “يوشع رئيس الكهنة”، وعلى مقربة منه توجد مراقد لمجموعة من أشهر أئمة التصوف في بغداد ومنهم: ذو النون المصري، والشيخ الجنيد البغدادي والسري السقطي، ويوجد في هذا المكان أيضاً تل يسمى “تل اليهود” وقد دفن بالقرب منه الشاعر المعروف أبو نواس، ومقبرة باب الدير التي دفن فيها الشيخ معروف الكرخي، وتل أحمر الذي يعتقد بأنه يضم رفات الحسين بن منصور الحلاج، وغيرها الكثير. 

مسجد الشونيزية 

اكتسب هذا المسجد شهرة واسعة من خلال عدد من مشاهير متصوفة بغداد الذين أقاموا فيه في تلك الفترة، ومنهم الإمام النوري الذي مات في المسجد جالساً متقنعاً، وبقي لأربعة أيام دون أن يعلم بموته أحد، وقد عرف بأسماء عدة منها: شيخ الإسلام، ومحيي السنة وغيرها الكثير، وكان حافظاً لكتاب الله وملماً بالقراءات وعالماً بالخلاف بين المذاهب الأربعة، وصاحب عقل لماح وحريص على نشر معارف الكتاب والسنة، وأيضاً النيسابوري الذي عرف بأنه أحد مشايخ العراق، وقد أقام في مسجد الشونيزية في بغداد وصحب الفقراء مثل الجنيد البغدادي، وأبي عثمان، وأبي حفص حتى أصبح شيخ الصوفية، ومات في بغداد سنة 328 هجري. 

رباط الشونيزية 

يقع رباط الشونيزية في الجانب الغربي من بغداد بالقرب من مسجد الشونيزية، ويعرف بأنه حصن منيع ومنطلق لنشر العقيدة الإسلامية من أخلاق وعبادة ومعاملات، ونتيجة لمكوث المرابطين فيه لفترة طويلة فقد أصبح هذا المكان بمثابة مدرسة علمية تدرس فيها مختلف علوم الدين من فقه وحديث وتفسير، إلى جانب العديد من العلوم الأخرى، وتسودها أجواء من التعاون الاجتماعي بين الأفراد، أما عن تاريخ تأسيس هذا الرباط فلم يذكر بشكل واضح في المصادر القديمة، ولكن يعتقد بأنه أسس في القرن الخامس الهجري. 

أشهر من أقام في الرباط 

  • عبد الله بن محمد بن أبي المفضل، أبو بكر الطوسي الشنجي شيخ رباط الشونيزية، وقد توفي في ذي الحجة عام 84 هجري. 
  • المعين أبو محمد عبد الرحمن بن اسماعيل بن محمد بن يحيى الزبيدي، والمعروف باسم أبو محمد البغدادي الشافعي، وقد برع في الفقه وصار معيداً في مدرسة أم الخليفة، ثم أصبح شيخاً في رباط الشونيزية وتوفي عام 620 هجري. 

أهم المعالم الدينية في الشونيزية 

أهم المعالم الدينية في الشونيزية 

عاشت مجموعة من الديانات متآخية في هذه المنطقة لعقود طويلة، وظهر ذلك جلياً من خلال المشاهد، والأضرحة، والقبور، والمقامات، ودور العبادة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، ومن الأمثلة عليها قبر النبي يوشع بن نون الذي يعد واحداً من أهم المعالم الدينية اليهودية القديمة الباقية، وقد عرف كصرح ديني قديم وبقي اسمه متداولاً في مذكرات ومدونات الرحالة الأجانب الذين قدموا من دول مختلفة لزيارة المنطقة، وتل اليهود الذي دفن بقربه الشاعر المعروف أبي نواس. 

على الرغم من اندثار الكثير من المعالم التي كانت موجودة في المنطقة نتيجة تعرضها للعديد من الحروب والغزوات، فقد بقيت مجموعة منها شاخصة حتى وقت قريب ومنها ما يأتي: 

  •  دير الثعالب: يقع هذا الدير في بغداد في الجانب الغربي، وتحديداً في الموضع المعروف بباب الحديد، وهو واحد من الأماكن المفضلة بالنسبة للكثير من أهالي المدينة الذين يزورونه بهدف التنزه.
  •  دير مديان: يقع هذا الدير على نهر كرخايا في بغداد، ويشق من المحول الكبير ويمر على العباسية التي تعرف بأنها واحدة من محلات الجانب الغربي من بغداد القديمة، ويشق الكرخ ويصب في نهر دجلة. 
  •  دير الجاثليق: يقع هذا الدير بالقرب من باب الحديد، ويميزه كثرة البساتين والأشجار التي تجذب الكثير من الزوار إليه في أغلب الأوقات.
مواقع مجاورة
عرض الكل