شط العرب في العراق يُطلق عليه اسم دجلة العوراء، هو عبارة عن نهر يتكوّن نتيجة التقاء نهريّ الدجلة والفرات، ويصب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو، وهو من المعالم السياحية الهامة والشهيرة في العراق.
موقع شط العرب
يقع شط العرب إلى الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، ويمتد على طول ما يزيد عن 200كم، في قرية القرنة جنوب العراق، فيما يصب في الخليج العربي، وقبل ذلك يمر بميناء بصرة وميناء عبدان الإيراني، ويُعرف في إيران باسم “أرفاند رود”.
خريطة شط العرب
تاريخ شط العرب
على الرغم من أن منطقة الخليج العربي خضعت للاحتلال الأوروبي لأربعة قرون، سواء على أيدي البرتغاليين أو على يد الهولنديين، إلا أن شط العرب بقيت منطقة عربية فقط، حيث حافظت على عروبتها حتى أثناء الصراع، والتي حدثت بين الفرس والأتراك مرة، وبين الأتراك والإنجليز مرة أخرى.
تدخلت بريطانيا في قضية الحدود بين الدولتين العثمانية والفارسية، عندما ازدادت نفوذها خلال القرن الثامن عشر، وكان هدفها البحث عن سبل لتأمين نقلها البحري عبر الممرات المائية، بما في ذلك شط العرب، لذا كلفت بريطانيا الرحالة والدبلوماسي البريطاني السير أوستن هنري لايارد مهمة رسم مشروع للحدود تكون خلاله منطقة شط العرب تابعة للإمبراطورية العثمانية، بشرط أن يُعطى نهر سيحان أو نهر سليج لإيران، وهذا النهر هو فرع من نهر كارون يصب في الخليج وليس شط العرب، وعليه قام لايارد بنشر مشروعه في مجلة الجمعية الجغرافية الملكية بلندن عام 1848م.
بعد ذلك، استمرت الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالحدود بين الدولة العثمانية وبلاد فارس من عام 1843 حتى بروتوكول أستانة عام 1913، ومع بداية القرن العشرين تم اكتشاف النفط في العراق وإيران وظهر أيضًا في منطقة الأحواز العربية التي احتلتها إيران وأخضعتها للدولة الإيرانية، وكانت تسميها “عربستان”؛ أي بلاد العرب، وبناءً على ذلك ازدادت أهمية منطقة شط العرب في بريطانيا نتيجة نقل النفط إلى الخليج العربي ومن هناك إلى أوروبا.
المدن الواقعة على نهر شط العرب
تقع العديد من المدن على ضفاف نهر شط العرب، موزعة بين الجانبين العراقي والإيراني، ومن أبرز المدن الواقعة ضمن الأراضي العراقية المطلة على هذا النهر: القرنة، والدير، والهارثة، والبصرة، وأبو الخصيب، والفاو، وقضاء شط العرب، أما المدن داخل الأراضي الإيرانية فهي: عبادان، والمحمرة.
البيئة الجيولوجية لشط العرب
يصنف بعض الجيولوجيين المنطقة التي يقع فيها نهر شط العرب على أنها من المناطق التي لم يكتمل تكوينها الجيولوجي. لم تستطع مياه بلاد الرافدين الوصول إليها بسهولة، وهذا الأمر دفع مياهها إلى الانسياب نحو المنخفضات المجاورة حتى تجمعت مرة أخرى ونزلت تدريجياً باتجاه الخليج العربي، مكوّنة ما يُعرف بنهر شط العرب.
بدأ نهر شط العرب في الفترة الأخيرة بالتوسع تدريجياً من الجانب الإيراني، بسبب توسع دولة إيران من جانبها، وقيامها ببعض الأعمال الجيولوجية، وكان الهدف من ورائها التنقيب عن النفط، فيما استمر الجانب العراقي في معاناة ويلات الحروب والمصائب.
أسئلة شائعة
يبلغ طول شط العرب 204كم، أما عرضه فهو متفاوت: حيث يبلغ عند مصبه أكثر من كيلومترين، وفي البصرة حوالي كيلومتر واحد.
يعتقد بعض الباحثين أن الرواسب التي شكلها نهر كارون والأودية القادمة من الجانب الغربي تسببت في ظهور سد في الخليج يعيق وصول مياه بلاد الرافدين إليه بسهولة، مما يجعل مياهه تتدفق إلى المنخفضات المجاورة لتتجمع مرة أخرى، وتنحدر تدريجياً باتجاه الخليج مكونة شط العرب.
أثبت تاريخياً أن الرحالة الفارسي ناصر خسرو علوي كان أول من أطلق اسم شط العرب على المجرى المائي الذي تشكل نتيجة التقاء نهريّ دجلة والفرات، وتحديداً عند حدود مدينة البصرة الشمالية داخل منطقة كرمة علي، حيث زار الرحالة مدينة البصرة خلال 1051م، وأطلق عليه هذا الاسم بدلاً عن الاسم القديم له؛ ألا وهو دجلة أو دجلة العوراء كما هو مذكور في معجم البلدان للحموّي.
