المدرسة النظامية في محافظة بغداد

المدرسة النظامية في محافظة بغداد

المدرسة النظامية هي من المدارس القديمة والمعروفة في محافظة بغداد، تم إنشائها من قبل الوزير نظام الملك خلال عهد الخليفة العباسي أبو جعفر عبدالله القائم بأمر الله، حيث تم بنائها عام 1066م. 

بناء المدرسة النظامية في بغداد

تم بناء المدرسة النظامية عام 459هـ/1066م، في جانب الرصافة في محافظة بغداد، حيث تم افتتاحها يوم السبت الموافق 10/ذو الحجة/1066م، بينما تم العمل على تجديد مبناها عام 1110م. 

تُعنى المدرسة النظامية بتعليم شتى أنواع العلوم، وتعتبر واحدة من أشهر المدارس خلال العصر العباسي، إلى جانب المدرسة المستنصرية، حيث تصنف من أهم المعالم الأثرية في المدينة، إلا أنها تعرضت للاندثار مع مرور الوقت، ولم يتم تحديد موقعها بشكل دقيق، لكن من أبرز آثارها منارة المئذنة المقطوعة في محلة تحت التكية، والتي تعرضت للهدم خلال فترة الخمسينات من القرن الماضي، بالإضافة إلى دار القرآن؛ وهو عبارة عن حجرة كانت موجودة في سوق البزازين تم تحويلها إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم من قبل الملا أحمد بن الحاج، إلا انها أيضاً تعرضت للهدم. 

الجدير بالذكر أنه في الوقت الحالي تم بناء مدرسة إعدادية حديثة في بغداد ضمن حيّ الوحدة، اطلق عليها اسم الإعدادية النظامية نسبةً إلى المدرسة النظامية. 

تاريخ المدرسة النظامية

تم تأسيس المدرسة النظامية من قبل أحد أشهر وزراء السلاجقة، ألا وهو الوزير نظام الملك، حيث بلغت تكلفة بناء المدرسة 200 ألف دينار عراقي، وأقام ضمن محيطها أسواقاً، وابتاع مخازن وحمامات وضياع ودكاكين أوقفها عليها. 

تم تصميم مبنى المدرسة النظامية بشكل رباعي الأضلاع، تضم قاعات تعلوها القباب، وفي وسطها صحن، كما تضم مصلى، وأروقة ملحقة بها، وأماكن مخصصة للدارسين للنوم بها، ومطبخ ومخازن ودورات مياه، بالإضافة إلى حجرات الدراسة، ومكتبة، إلا أنها اندثرت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وأصبحت تتخذ موقعاً لها بعد ذلك في محلة كبيرة ضمن محلات بغداد، أما موقعها القديم فهو المكان الحالي لسوق الخفافين. 

خريطة المدرسة النظامية

النظام التعليمي في المدرسة النظامية

يهدف النظام التعليمي في المدرسة النظامية إلى تطوير التعليم ومحاربة البدع والخرافات، وتعزيز المنهج السني في المجتمع، حيث تمتد المرحلة التعليمية في المدرسة النظامية لمدة 4 سنوات تقريباً، يتعلم بها الطلبة الفقه وأصوله، وبعض أنواع العلوم، وسرعان ما أصبحت وجهة طلبة العلم من شتى أصناف العالم الإسلامي، حيث استطاع المسلمون من الوصول إلى مستوى متقدم جداً في عصر السلاجقة في العديد من العلوم، مثل: الكيمياء، والطب، والفلسفة، والرياضيات، والفلك، والجغرافيا، وساعدهم في ذلك الترجمة والاقتباس من التراث الفارسي واليوناني، حيث درسوه وأضافوا عليه. 

الجدير بالذكر؛ أن العلماء التركمان آنذاك كانوا يؤلفون كتبهم باللغتين الفارسية والعربية، حيث كانت في ذلك الوقت بمثابة اللغة العالمية، وكان من يتقنها يتباهى بذلك، لذا كانت المؤلفات المكتوبة بها في عهد السلاجقة كثيرة، الأمر الذي جعل طلبة العلم على معرفة بالكثير من الفنون والعلوم، إلا أنه بعد عام 1414 لم يبق أي أخبار حول استمرارية الدراسة بهذه المدرسة. 

طلبة العلم في المدرسة النظامية

كان عدد الطلاب الملتحقين في المدرسة النظامية محدوداً، حيث كان الطلاب في ذلك الوقت يرتادون المساجد لتلقي العلم بشكل أكبر من المدارس، وقد خصصت المدرسة النظامية لطلابها المسكن والمأكل، وكانوا يستفيدون من الاوقاف الخاصة بها. 

خرجت المدرسة النظامية الكثير من العلماء الذين نالوا شهرة كبيرة لاحقاً، أمثال: سلطان العلماء العز بن عبد السلام، والإمام الحافظ فخر الدين بن عساكر، وابن رافع الأسدي، وأبو علي ابن منصور الخطيبي، كما درس بها كبار الفقهاء والعلماء الآخرين، أمثال: أبو إسحاق الشيرازي الذي درس بها قرابة 4 سنوات، والإمام الغزالي الذي يصنف من أهم مؤلفي الكتب، فمن أشهر مؤلفاته كتاب إحياء علوم الدين، وكتاب تهافت الفلاسفة، وكتاب كيمياء السعادة، وكتاب الاقتصاد في الاعتقاد. 

أبرز العلماء الذين درسوا في المدرسة النظامية

  • الإمام شيخ الإسلام أبو إسحاق الشيرازي. 
  • الإمام حجة الإسلام الغزالي. 
  • إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.
  • شيخ الشافعية أبو القاسم الدبوسي.
  • شيخ الإسلام أبو يعقوب الهمذاني.
  • الإمام شمس الإسلام إلكيا الهراسي.
  • الإمام الحنفي الزائر علي بن أبي طالب البلخي.
  • شيخ الإسلام ابن الجوزي.
  • شيخ الشافعية أبو سعد المتولي النيسابوري.

أبرز أساتذة المدرسة النظامية

كانت المدرسة النظامية تضم 3 أنواع من الأساتذة، هم: 

  • طبقة المدرسون؛ كان لكل مدرس نائب. 
  • طبقة المعيدون؛ هم المسؤولون عن إعادة الدرس. 
  • طبقة الواعظين.

إضافةً إلى هيئة التدريس في المدرسة النظامية كان يوجد مجموعة من العُمال لخدمة الطلاب والمدرسة، وبعض الكتبة، وأمين مكتبة، وإمام لمصلى المدرسة، ومسجل. 

مواقع مجاورة
عرض الكل