تكية علي البندنيجي في بغداد

تكية علي البندنيجي في بغداد

تُعرف تكية علي البندنيجي بأنها واحدة من تكايا الصوفية الموجودة في العاصمة بغداد، وتقع في جانب الرصافة في محلة باب الشيخ وتحديداً في نهاية محلة فضوة عرب وعلى مقربة من جامع الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقد تم تأسيسها عام 1156 هجري على يد الشيخ علي البندنيجي وذلك وفقاً لمنطوق الوقفية الخاصة بها وسميت باسمه، ودفن فيها في حجرة مجاورة للمصلى عام 1186 هجري. 

من هو علي البندنيجي؟ 

هو العالم السيد علي بن السيد إبراهيم البندنيجي، شاعر زاهد وعالم مشهور ولد في بندجين “مندلي الحالية” ونشأ فيها وتعلم في كتاتيبها، وعرف فيما بعد باسم أبي الحسن، وقد كتب عنه الكثير من العلماء وأشادوا بزهده وعلمه وتقواه وطريقته وأذكاره، ويذكر بأنه تربى تربية صوفية على الطريقة القادرية على يد زاهد مشهور عرف باسم أحمد الموصلي المتصوف؛ حيث أسكنه في تكيته الواقعة في صوب الكرخ وأخذ يعلمه الفقه، والنحو، والصرف، والشعر، وآداب اللغة العربية، واستمر في ذلك على مدار 3 سنوات حتى فتح الله عليه فتوح العلم والمعارف وأصبح من أهل الزهد والتقوى، ثم ما لبث أن باشر في بناء تكيته في منطقة فضوة العرب بباب الشيخ، وسميت بتكية البندنيجي نسبة إلى بلده (بندنيج- مندلي).  

تأسيس تكية علي البندنيجي

هذه التكية هي عبارة عن بنيان قديم واسع له قبة كبيرة وبوابة كبيرة، وقد شيد فيها السيد علي البندنيجي مسجداً جامعاً تقام فيه الصلوات الخمس، وجعل فيها مدرسة تدرس فيها مختلف أنواع العلوم العقلية والنقلية، وكان يقيم فيها الأذكار القادرية كل ليلة ثلاثاء وجمعة لجميع أهالي بغداد، وليس هذا فحسب؛ حيث جعل فيها أيضاً إماماً ومؤذناً وخادماً للجامع، وشيخاً للتكية، ومدرساً خاصاً للمدرسة العلمية، وشرط الولاية على كل من التكية والمسجد والمدرسة لأعلم تلميذ فيها، وهو الشيخ العلامة عيسى صفاء الدين البندنيجي، والذي أصبح فيما بعد شيخاً للتكية ومدرساً للمدرسة وإماماً للمسجد.

أما في الوقت الحالي، تقام الأذكار في التكية كل يوم خميس عقب صلاة المغرب، وفيها مصلى صغير ومكتبة متواضعة تضم مجموعة من المصاحف والكتب، بالإضافة إلى مرقد يعود للشيخ صفاء الدين عيسى بن موسى جلال الدين بن جعفر البندنيجي الذي توفي ودفن فيها عام 1283 هجري، وقد دفن إلى جواره أيضاً حفيده الشيخ صفاء الدين الذي توفي عام 1385 هجري.

مواقع مجاورة
عرض الكل