تتميز العاصمة بغداد بشوارعها التاريخية التي شهدت تاريخ قيام الجمهورية العراقية، ويُعتبر شارع المتنبي واحداً من أهم هذه الشوارع، فهو يجمع بين الماضي والحاضر، ويقع هذا الشارع تحديداً بالقرب من شارع الرشيد في وسط العاصمة بغداد، ويتميز عن باقي الشوارع المُحيطة به بكونه الوجهة الثقافية لسُكان العاصمة بغداد، فهو غني بالمكتبات، و تزدهر فيه تجارة الكتب، ويعود تاريخ شارع المتنبي إلى القرن التاسع عشر، ولا يقتصر الشارع على وجود المكتبات فقط، فهناك العديد من المباني القديمة التي كانت تُستعمل فيما سبق محاكم ومدارس ومن أشهرها المدرسة الموفقية اضافة الى بعض المحاكم القديمة التي تم تحديثها حالياً لتُصبح معروفة باسم مبنى القشلة، ويزدهر هذا الشارع بشكل كبير في يوم الجمعة، حيثُ يتهافت عليه الزائرين من مناطق مختلفة.
شارع المتنبي بين الماضي والحاضر
تأسس شارع المتنبي في العصر العباسي الثالث، وقد ازدهر في ذلك الوقت بشكل كبير فقد انتشرت فيه العديد من المدارس والمؤسسات الثقافية وقد عُرف في ذلك الوقت باسم درب زاخا، ومن أشهر المدارس التي تأسست في هذا الشارع في العصر العباسي مدرسة الأمير سعادة الرسائلي، وفي العهد العثماني تم إنشاء أول سرايا للحكومة في هذا الشارع والتي يُطلق عليها اسم القشلة، وقد عُرف شارع المتنبي قديماً بشارع جديد حسن باشا نسبة إلى رئيس بلدية العراق في ذلك الوقت حسن باشا، وفي عهد الدولة العراقية الحديثة تم تغيير اسم الشارع ليُعرف باسم المتنبي نسبة إلى الشاعر أبي الطيب المتنبي، وقد شهد الشارع مجموعة من التحديثات في العصر الحاضر فقد أصبح يضم العديد من القاعات المُخصصة لعمل الندوات والمحاضرات الثقافية، كما يضم معرض للرسم التراثي، إضافة إلى مقهى الشابندر التراثي المعروف والذي يقع في آخر شارع المتنبي.
خريطة شارع المتنبي
مرافق وفعاليات شارع المتنبي
يتميز شارع المتنبي عن باقي شوارع العاصمة بغداد بفعالياته وأجوائه المتميزة، ويقصده العديد من ُسكان العاصمة بغداد لقضاء أوقات مميزة فيه بصحبة الأهل والأصدقاء، ومن أهم الفعاليات التي يمكن القيام بها في هذا الشارع التجمعات الشبابية والثقافية والإجتماعية التي يتم تنظيمها في القاعات والمراكز المُختلفة الموجودة في الشارع، كما يمكن للأشخاص زيارة المراكز الثقافية والمقاهي الأدبية الموجودة في الشارع، إضافةً لبيع وشراء الكتب والمجلات المُختلفة والتي تتم في المكتبات والمحلات المنتشرة على طول الشارع.
أسئلة شائعة
اُنشئ شارع المتنبي في الدولة العباسية الثالثة عام 1932 ميلادي، وعُرف في ذلك الوقت باسم درب زاخا، وتوالت عمليات تعمير هذا الشارع في عهد الملك فيصل الأول، وأطلق عليه اسم المتنبي نسبةً إلى الشاعر أبو الطيب المتنبي.
يمتد شارع المتنبي إلى نهر دجلة ويبلغ طوله ما يُقارب 1 كيلومتر، ويمكن تمييز هذا الشارع عن طريق تمثال أبي الطيب المتنبي الذي يقع في بداية الشارع، كما وينتهي هذا الشارع بنصب حُفر عليه بيت من أبيات أشهر قصائد المتنبي.
يضم شارع المتنبي العديد من المرافق الثقافية، حيثُ تنتشر المكتبات العامة، والمراكز الأدبية والثقافية، إضافةً إلى محلات بيع وشراء الكتب، كما يحتوي شارع المتنبي على المدرسة المستنصرية التي تم بناؤها في العصر العباسي، ومعرض للرسم التراثي، إضافةً إلى مقهى الشابندر التراثي، كما يضم الشارع العديد من الجوامع الاثرية القديمة مثل جامع الحيدرخانة.
