تعرف البصرة بأنها محافظة عراقية تقع في أقصى جنوب العراق، وهي ثالث أكبر محافظة من حيث عدد السكان، وسادس أكبر محافظة من حيث المساحة، ولها أهمية خاصة وذلك لكونها تمثل ميناء العراق الأوحد ومنفذه البحري الرئيسي إلى الخليج العربي، وليس هذا فحسب؛ حيث تعد البصرة أيضاً وجهة سياحية مفضلة للكثيرين وذلك لما تضمه من معالم سياحية، ومواقع أثرية، ومعالم ترفيهية مخصصة لجميع أفراد العائلة، فإن كنت تخطط لزيارة هذه المدينة الجميلة فإليك بعضاً من أرقى المناطق الموجودة فيها والتي ننصحك بزيارتها وهي:
حي الجزائر
صنف هذا الحي كواحد من أرقى مناطق البصرة وذلك لكونه يضم شارع الجزائر، والذي يقابل بأهميته شارع الكرادة الشرقية في بغداد؛ حيث يعد مركزاً تجارياً للستوق ووجهة تقصدها العوائل العراقية مساء كل يوم وحتى ساعات متأخرة من الليل، كما يقصده أيضاً الشعراء والمثقفون والأدباء ويجتمعون في المقاهي، وليس هذا فحسب؛ حيث توجد فيه مجموعة من المرافق الخدمية والترفيهية الأخرى ومنها: بصرة سنتر، والخيمة مول، ومطعم فطوطة، ومطعم جيكور للأكلات السريعة، ومرطبات القمة، وأبو شعير وفستقة للهدايا، وصالة ألعاب الفوارس، وفندق قصر السلطان، وفيه مسجد السيد علي الموسوي الذي صنف كواحد من أجمل المساجد في جنوب العراق، والجدير بالذكر هنا أن أغلب البنايات في هذا الحي تعود ملكيتها إلى آل عامر (الحساوية).
الجنينة
تقع هذه المنطقة في قلب المدينة على مقربة من شط العرب والبصرة تايمز سكوير، وتحيط بها أحياء عديدة منها: حي الاندلس، وحي الضباط، وحي الجمهورية، وهي واحدة من المناطق الجميلة التي يسكنها العديد من أبناء الطائفة الأرمنية ويشكلون الغالبية العظمى فيها، ومن الشخصيات المشهورة التي سكنت فيها الفنانة الأرمنية سيتا هاكوبيان، وقد اكتسبت أهمية خاصة نظراً لموقعها المتميز؛ حيث يوجد فيها سوق الجنينة الذي يعد واحداً من أهم أسواق البصرة، كما توجد فيها أيضاً مدرسة المحاربين التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1951، وتعد واحدة من أقدم المدارس الموجودة في المنطقة، ومدارس شط العرب الأهلية الخاصة التي تخرج منها العديد من الطلاب المتميزين.
تضم هذه المنطقة أيضاً العديد من المعاهد مثل معهد الفنون الجميلة، وفيها جامع الكرناوي الذي يعد واحداً من أهم الجوامع في المدينة ويعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1964، وفيها أيضاً شارع البهو الذي يربط ما بين منطقتي الجنينة والجبيلة، ويضم العديد من المحال التجارية التي تقدم خدماتها حتى ساعات متأخرة من الليل، وقد تم تقسيم منطقة الجنينة إلى عدة مناطق هي: الجبيلة أو الرباط الكبير، والصوفية، والحكيمية، والخربطلية، والمفتية، وجبيلة الرياحي.
البراضعية
تطل هذه المنطقة على شط العرب من خلال كورنيش صغير، ويحدها من الشمال نهر الخورة، ومن الجنوب نهر السراجي، ومن الشرق شط العرب، ومن الغرب نهر الأميلح ومنطقة مناوي لجم، وفيها مجمع القصور الرئاسية، ويسكنها عدد كبير من طلاب الطب وذلك لكونها قريبة من المستشفى التعليمي الذي يضم كلية الطب، ويقع في الركن الشمالي الشرقي منها في الجهة المقابلة لشط العرب ونهر الخورة، والجدير بالذكر هنا أن هذه المنطقة كانت ممتلئة ببساتين النخيل، ما جعلها مقصداً للعوائل البصرية وذلك للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلاب، والسباحة في فروع الأنهر الممتدة في جميع البساتين، من ناحية أخرى فإن من أهم القصور التي كانت موجودة في منطقة البراضعية ما يأتي:
قصر عبد الوهاب الخضيري
سمي بهذا الاسم نسبة إلى مالكه السيد عبد الوهاب الخضيري، وهو واحد من أجمل القصور التي كانت موجودة في البصرة قديماً؛ حيث تم تأسيسه في العام 1932 على ضفاف شط العرب، وكان مؤلفاً من طابقين وتحيط بالطابق الثاني شرفة من جميع الاتجاهات، كما تحيط به مجموعة من الحدائق ويستان تبلغ مساحته قرابة 5 دونم، لكن تمت إزالته عام 1952 من قبل الدولة وذلك لإنشاء كورنيش البراضعية.
قصر آغا جعفر
يقع هذا القصر في قرية السراجي جنوبي البراضعية وعلى ضفاف شط العرب، ويسمى أيضاً بقصر أبو السباع وذلك لوجود تمثالين لأسدين أمامه ويقودان إلى درج ينحدر إلى النهر، ويعود تاريخ بنائه إلى العام 1902 وذلك عندما أراد آغا جعفر تحويل الأرض التي بني عليها القصر إلى قصر يجسد الفن والتراث والجمال في آن واحد، ولعل أبرز ما يميزه أنه يجمع ما بين العمارة العربية، والعثمانية، والفارسية، والهندية، ويغطي مساحة واسعة تزيد عن 20 ألف متر، وقد استخدم في بنائه حوالي 700 ألف طابوقة من النوع السميك العريض والبابلي الطويل، وعدة آلاف من المرمر وقطع السيراميك التي استخدمت في إنشاء الأسس والجدران.
العشار
تقع هذه المنطقة بالقرب من شط العرب وتعد مركز مدينة البصرة في وقتنا الحالي، وقد سميت بهذا الاسم وذلك لكونها المنطقة التي يؤخذ فيها ضريبة مقدارها العشر من ثمن البضاعة التي يتم استيرادها أو تصديرها، وهي منطقة حيوية تضم العديد من المحلات التجارية، والمطاعم، والمقاهي، والأسواق، وأشهرها سوق الصيادلة؛ وقد سمي بهذا الاسم لكثرة الصيدليات والعيادات فيه، وليس هذا فحسب؛ حيث يوجد أيضاً سوق الجمعة، وسوق الخضارة، وسوق السمك، وسوق المقام، وسوق البنات، وهذه الأسواق جميعها هي من أشهر الأسواق الموجودة في مدينة البصرة، أما من الناحية السياحية، فتعد منطقة العشار واحدة من المناطق المميزة التي يقصدها الكثيرون وتحديداً شارع الكورنيش على ضفاف نهر شط العرب؛ حيث تكثر فيه المتنزهات، والحدائق، والمقاهي، والفنادق السياحية وغيرها الكثير.
المعقل
صنفت هذه المنطقة كواحدة من أجمل مناطق البصرة وأكثرها جاذبية في منتصف القرن الماضي، وذلك لكونها شبيهة جداً بقرى الريف الإنجليزي من حيث الجمال، والهدوء، والبيوت المتفرقة عن بعضها والتي يغلب عليها الطابع الأوروبي القديم، وأبرز ما يميزها شوارعها التي تزدان بأشجار السدر، والنخيل، والكاليتوس، وأرصفتها المزينة بأزهار النرجس، والقرنفل، والياسمين، والبنفسج، وجداولها التي تنساب باتجاه شط العرب في نظام فريد يمتد طاقته الطبيعية من حركتي المد والجزر في الليل والنهار، وليس هذا فحسب؛ حيث تمتاز هذه المنطقة برائحة عطر أزهار ملكة الليل التي تفوح في كافة أنحائها كعلامة فارقة لا يمكن نسيانها، من ناحية أخرى فقد بدأت هذه المنطقة في التطور والازدهار عام 1919، وذلك بالتزامن مع تطور التجمعات السكنية في الموانئ العراقية عقب الحرب العالمية الأولى؛ حيث أصبحت الوجهة المفضلة للأشخاص الذين يحبون الاستمتاع بالهدوء وسط الطبيعة الخلابة، كما أصبحت المنتجع المفتوح الذي تقصده طواقم السفن التجارية التي تتردد على مينائه ميناء المعقل، وليس هذا فحسب؛ حيث بني فيها مطار مدني أطلق عليه اسم مطار المعقل الملكي، وظل قائماً من الثلاثينيات حتى السبعينيات من القرن الماضي.
