أفضل 5 معالم سياحة رئيسية في بغداد

أفضل 5 معالم سياحة رئيسية في بغداد

تعرف العاصمة العراقية بغداد بأنها واحدة من أجمل المدن العربية في العالم، وواحدة من التجمعات الحضرية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط، ولعل أبرز ما يميزها أنها ذات تاريخ عريق يتجلى في العديد من المواقع الثقافية والأثرية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، فإن كنت تفكر في زيارة هذه المدينة الجميلة فإليك بعضاً من أفضل معالم السياحة الرئيسية الموجودة فيها، ومنها ما يأتي: 

نصب الشهيد العراقي 

يقع هذا النصب في جانب الرصافة من بغداد، ويقصده الكثير من الأشخاص للاستمتاع بجماله المعماري ورمزيته للشهيد العراقي، ما جعله واحداً من أهم المعالم المعمارية الحضارية الموجودة في المدينة، وقد بني في فترة الحرب العراقية الإيرانية لتخليد ذكرى الشهداء الذين قضوا في هذه الفترة، ولعل أبرز ما يميزه أنه يقف فوق منصة دائرية قطرها 190م، وفوقها قبة مقسومة إلى نصفين ويبلغ ارتفاعها 40م، وفي منتصفها راية على شكل ثريا ترتفع عن الأرض بطول 5 أقدام، وتنغرس تحتها لمسافة تعادل 3م.

تحيط بالبناء بحيرة صناعية واسعة، وخندق يتخلله جدار مشيد بالصفائح الرخامية من الداخل والخارج، وقد نقش عليه يدوياً أكثر من 150 ألف اسم من أسماء الشهداء، ناهيك عن نقوش المياه الجارية وأشجار النخيل وذلك باعتبارها رموزاً حضارية للبيئة العراقية.

إضافةً لما سبق، يعد هذا التصميم واحداً من أكثر التصاميم عبقرية في العالم وذلك لكونه يعتمد على الخداع البصري؛ حيث يلاحظ الزائر عند مروره بالسيارة في بداية الشارع المؤدي للنصب أنّ شطري القبة مغلقان على بعضهما البعض، وعند الاقتراب شيئاً فشيئاً يبدأ هذان الشطران بالابتعاد كبوابة تفتح تمهيداً لخروج شيء ما، وعند الدخول إلى موقع النصب يتضح للزائر أن هذا الشيء هو العلم العراقي، وذلك في إشارة إلى روح الشهيد التي ترتقي إلى السماء. 

نصب الشهيد العراقي

نصب الحرية

شيد هذا النصب في ساحة التحرير في بغداد، وذلك باعتبارها الموقع الذي يربط أهم شارعين في تاريخ بغداد وهما: شارع الحرية، وشارع السعدون، وقد نال شهرة واسعة في العراق والوطن العربي والشرق الأوسط وذلك لارتباطه بعدد من الأحداث البارزة عبر التاريخ الحديث لبلاد الرافدين، حيث يسرد المهندس المعماري جواد سليم من خلاله أحداث ثورة 14 تموز ودورها وأثرها على الشعب العراقي، وذلك من خلال مجموعة من الرسوم والنقوش البابلية، والآشورية، والسومرية القديمة.

أما عن تفاصيل هذا النصب، فهو مؤلف من 14 قطعة من المصبوبات البرونزية المنفصلة، ويلاحظ الناظر إليها أن الحركة تكون مضطربة يمين النصب ثم تبدأ بالانتظام شيئاً فشيئاً عند الاتجاه نحو اليسار، حيث تبدأ الرموز بصورة إنسان يتقدم إلى الأمام وبعدها ترتفع الرايات الجديدة في السماء، ويتبعها رمز البراءة على هيئة طفل صغير وذلك في إشارة إلى بداية الطريق، وترى بعد ذلك رمزاً لامرأة مشحونة بالغضب والانفعال ويتلوه رمز لامرأة تحتضن ابنها الشهيد وتبكي عليه، وبعد ذلك تبرز صورة الأمومة وذلك في إشارة ومحاولة من الفنان لنبذ اليأس الذي يشعر به الشعب العراقي. 

بالوصول إلى الجزء الأوسط والذي يعد الجزء الأهم في هذا النصب، يبرز تمثال السجين السياسي المؤلف من ثلاثة رموز، ويظهر فيها رجل في زنزانة على وشك الانهيار وذلك نظراً للقوة والجهد الذي يبذله لتحرير نفسه، وهي دلالة من الفنان على الدور الكبير الذي قام به الجيش في ثورة 14 تموز، أما في الجزء الأخير من النصب، فيتجلى السلام والحرية في صورة امرأة تمسك مشعلاً وتندفع نحو محررها، ويظهر نهراً دجلة والفرات وذلك باعتبارهما العمود الفقري لحضارة وادي الرافدين؛ حيث يشير الكثيرون إلى أن نهر دجلة يتجلى في رمز أشجار النخيل، أما نهر الفرات فيتجلى في رمز امرأتين إحداهما تحمل سعف النخيل والأخرى حبلى، ويتبعها رمزان لفلاحين أحدهما بالزي السومري والآخر بالزي الآشوري، ويحملان مجرفة واحدة في دلالة على وحدة البلد الذي يعيشان فيه، وإضافةً إلى ذلك يوجد رمز عراقي آخر وهو الثور الذي يعد رمزاً سومرياً، ويتبعه رمز لهيئة عامل في أقصى اليسار ويختتم به هذا النصب الفريد. 

نصب الحرية

حديقة الزوراء 

تقع هذه الحديقة في جانب الكرخ في العاصمة العراقية بغداد، وقد أنشئت في مطلع السبعينيات من القرن العشرين على مساحة تقدر بحوالي 750 دونماً، ثم اقتطع منها فيما بعد مساحة تقدر بحوالي 300 دونم لإنشاء ساحة للاحتفالات، ويقصدها الكثير من سكان المدينة والسياح وذلك للاستمتاع بأجواء الطبيعة الخلابة وقضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء، ويزداد الإقبال عليها خلال العطل الأسبوعية، والأعياد، والمناسبات، والمهرجانات ومنها مهرجان بغداد الدولي للزهور والذي يقام على أراضيها، أضف إلى ذلك أن هذه الحديقة تضم مدينة ألعاب وحديقة حيوانات، وملاعب، ومقاهي، وعدداً من المحلات التجارية. 

حديقة الزوراء

المدرسة المستنصرية 

تقع هذه المدرسة بمحاذاة نهر دجلة بالقرب من جسر الشهداء في جانب الرصافة في العاصمة بغداد، وتعد واحدة من أهم المعالم الأثرية الإسلامية العريقة التي شيدت في العصر العباسي؛ حيث شيدت في العام 1233م على مساحة تعادل 4836 متر مربع، وهي مؤلفة من طابقين فيهما 100 غرفة متباينة في الحجم، ناهيك عن مجموعة من الإيوانات والقاعات، وقد كانت في ما مضى أول مكان متخصص بتدريس الفقه على المذاهب الأربعة، وليس هذا فحسب؛ حيث كانت أول جامعة عربية منفصلة عن التعليم في المساجد، وأول جامعة يدرس فيها مختلف العلوم وذلك بما يشمل: الطب، والرياضيات، والفلك، والصرف، والمنطق، والفلسفة، والعلوم الفقهية.

كانت الدراسة في هذه المدرسة تستمر لمدة 10 أعوام يمنح بعدها الطالب شهادة ذات قيمة كبيرة، وكانت أيضاً مزاراً يقصده أهم الملوك والأمراء في العالم وذلك لكونها بلاطاً اجتماعياً، ومكاناً تحل فيه المشاكل السياسية العليا، لتصبح بذلك معلماً يشير إلى هوية بغداد التي كانت عاصمة العلم والتحضر في ذلك الوقت، كذلك فقد زخرت المكتبة التابعة لهذه المدرسة بعدد كبير من الكتب النادرة والمجلدات النفيسة والتي بلغ عددها 450 ألفاً، وكانت مقصداً للكثير من العلماء والفقهاء الذين استفادوا منها على نحو قرنين من الزمن، وقد كانت تختار طلابها من المدارس المختلفة وخاصة أولئك الذين اشتهروا بالتصنيف، والتأليف، والتدريس، ومن مختلف المدن في العراق والبلاد الإسلامية كالأندلس، وقونية، ومصر، وبلاد الشام، وخراسان، وأصفهان. 

المدرسة المستنصرية

شارع المتنبي 

يقع هذا الشارع في وسط العاصمة بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع الشهيد، وهو واحد من أقدم وأهم الشوارع الموجودة في المدينة؛ حيث شيد في نهاية العصر العباسي أي قبل أكثر من ألف عام على نحو كيلومتر واحد، وقد سمي بهذا الاسم لكثرة محال بيع الكتب والمقاهي التي يقصدها الشعراء والأدباء، أما اليوم فهو يعد بمثابة السوق الثقافي الذي يقصده الكثير من أهالي المدينة المحبين للعلم والمعرفة؛ حيث تنتشر فيه المحال المتخصصة ببيع الكتب من مختلف الأنواع والمجالات، ناهيك عن وجود عدد كبير من المقاهي الشعبية والتراثية مثل: مقهى الشهابندر، والزهاوي، وأم كلثوم وغيرها، وعدد من المكتبات التي تختص بعرض الكتب والمخطوطات النادرة، وأخرى تختص بعرض الكتب بإصداراتها الحديثة.

الجدير بالذكر هنا أن هذا الشارع يشهد اكتظاظاً ملحوظاً في يوم الجمعة عادة؛ حيث يقصده الناس من كافة شرائح المجتمع وذلك لشراء الكتب والتزود بالعلم والمعرفة، أو لحضور حفلات توقيع الكتب، والجلسات الغنائية، والثقافية، والشعرية، والعروض المسرحية التي تقام بين الحين والآخر. 

شارع المتنبي
مواقع مجاورة
عرض الكل