أهم 5 مواقع أثرية في دهوك 

أهم 5 مواقع أثرية في دهوك

تعد محافظة دهوك واحدة من الوجهات السياحية التي يقصدها الكثير من السياح في كل عام، وذلك للاستمتاع بمناخها المعتدل وطبيعتها الخلابة، ومناطقها الطبيعية من حدائق، ومنتزهات، ومساحات خضراء تضفي على الروح السكينة والبهجة، وليس هذا فحسب؛ حيث تحتضن هذه المدينة ما يزيد عن 150 موقعاً تاريخياً خلفته الحضارات القديمة التي تعاقبت عليها، وذلك في دلالة على مدى قدمها وعراقتها، فإن كنت من محبي السياحة التاريخية فإليك بعضاً من أهم المواقع الأثرية الموجودة في هذه المدينة ومنها ما يأتي:

جسر دلال 

يعد هذا الجسر واحداً من أبرز المعالم الأثريّة الموجودة في المدينة، ويقع في مدينة زاخو، ويقصده الكثير من السيّاح من داخل العراق وخارجه وبشكل مستمر وذلك لقضاء أجمل الأوقات والتقاط الصّور التذكارية؛ حيث يتألف من 5 قناطر تمر من خلالها مياه نهر الخابور، ويبلغ طوله 140 متر، وعرضه 4 متر، وارتفاعه 15-18 متر، ولعل أبرز ما يميّز هذا الجسر هو أنه بقي صامداً أمام الطبيعة القاسية وفيضانات نهر الخابور العاتية التي اجتاحت المدينة على مر العصور.

تشير عدّة مصادر تاريخية إلى أن هذا الجسر قد شُيد عام 1527 بهدف التجارة والحملات العسكرية؛ حيث كانت المدينة فيما مضى معبراً للقوافل التجارية والحملات العسكرية مثل حملة القائد اليوناني زينفون، ولا يزال حتى وقتنا الحاضر شامخاً وشاهداً على الأحداث العديدة التي تعاقبت على المدينة، ونتيجة لكونه تحفة عمرانية مميزة فقد سجل هذا الجسر كموقع أثري لدى الدولة العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي، وشهد العديد من عمليات الترميم والتي كان آخرها في العام 2013، ولا تزال الجهود قائمة حتى يتم إدراجه على لائحة التراث العالمي. 

جسر دلال 

كهف جارستين 

يقع هذا الكهف في وادي دهوك ويسمى أيضاً بالكهف ذو الأعمدة الأربعة، وهو واحد من أقدم الكهوف التي عاش فيها الإنسان؛ حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 سنة حين كانت الديانة الزرادشتية والمثرائية هي السائدة في المنطقة، ونظراً لهذه الأهمية التاريخية فقد حرصت الحكومة على ترميمه مرتين كانت أولاهما في العام 1999 والثانية في العام   2013، أما عن اسم هذا الكهف فهو يعود بالأصل إلى كلمتين باللغة الكردية هما: “جار” وتعني رقم أربعة، و”ستين” وتعني عمود، وبعد أن عاصر العديد من العلماء هذا الكهف اكتشفوا أن سبب هذه التسمية يعود إلى وجود أربعة أعمدة داخل الكهف. إضافةً لما سبق، فقد كشفت عمليات الترميم والتنقيب عن وجود العديد من المناصب والدكات التي يعتقد أنها كانت تستخدم لدفن الموتى وفقاً للعادات المتبعة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مجموعة من الرموز الدينية والرسومات الأثرية المنقوشة على جدران الكهف.

كهف جارستين 

مدرسة قبهان الأثرية 

تقع هذه المدرسة في قضاء العمادية على بعد 70 كم من مدينة دهوك، وهي ذات أهمية تاريخية عظيمة، حيث تم تأسيسها قبل حوالي 700 عام في عهد السلطان حسين الثاني، وكانت حينها منبراً لنشر الثقافة والعلوم وقبلة يقصدها الطلاب من 84 مدرسة دينية موزعة على مختلف مناطق العراق، والشام، وتركيا، ما أعطى العمادية شهرة واسعة لدى الناس في ذلك الوقت، وليس هذا فحسب؛ فقد قيل أيضاً بأن هذه المدرسة كانت تضاهي جامعة الأزهر في وقت من الأوقات، حيث كانت مؤلفة من 5 غرف تسمى حجرات للفقهاء الذين يدرسون فيها، واشتملت العلوم التي كانت تعطى للطلاب حينها على كل من: العلوم النقلية، والعلوم العقلية أو الدينية مثل علوم القرآن والشريعة، والعلوم الدنيوية مثل: الفلسفة، والحساب، والهندسة، والفلك، والطب، ما ساهم في تخريج ثلة من العلماء الذين قدموا الكثير للدولة الإسلامية في العهد العثماني، ومنهم أبو السعود العمادي الذي كان مفتي الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني ولمدة ثلاثين عاماً، ومع مرور السنوات استمرت هذه المدرسة في كونها منبراً لنشر العلم والمعرفة حتى العام 1958 حين حصل الانقلاب على الحكم الملكي، ما أدى إلى انقطاع الدعم عنها وتفرق الطلاب وانسحابهم خوفاً على أنفسهم، ثم أهملت بعد ذلك حتى أصبحت مجرد أطلال وآثار في الوقت الحاضر. 

مدرسة قبهان الأثرية 

كهف هلاماتا الأثري 

يقع هذا الكهف الأثري على بعد 7 كم جنوب غرب مدينة دهوك، وتحديداً في الجهة المقابلة لقرية كفركي، وهو مؤلف من أربعة نقوش آشورية بارزة متجاورة ومنحوتة في جانب الجرف يبلغ ارتفاعها مترين وطولها حوالي 6 أمتار، وتعد شاهداً على الانتصار الذي حققه الملك الآشوري سنحاريب على العيلاميين قبل أكثر من 25 قرناً مضت، ويظهر كل منها موكباً مؤلفاً من سبع من الآلهة تمتطي ظهور حيوانات مقدسة، بينما يقف الملك سنحاريب أمامها بشموخ كبير. في الوقت ذاته فقد أثرت عوامل التعرية بشكل كبير على المنحوتات الموجودة في هذا الكهف، حتى أن بعضها قد خلعت واندثرت تماماً، ورغم ذلك فهو يبقى بمثابة دليل واضح على صراعات ونزاعات قديمة كانت الانتصارات فيها تنحت على الصخر، ونظراً لكونه واقعاً بين جنبات الجبال الشاهقة قد يكون الوصول إلى هذا الكهف أمراً صعباً على بعض الأشخاص.

كهف هلاماتا الأثري 

قلعة العمادية 

تعد هذه القلعة واحدة من القلاع الحصينة التي لعبت دوراً أساسياً في في تاريخ العراق عبر أجيال عديدة، حيث يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من 5000 سنة مضت، وتقف اليوم شامخة على قمة جبل يرتفع مسافة 1400 متر فوق سطح البحر وتطل على وديان عميقة محيطة بها، وهي ذات شكل بيضاوي وترتكز على قطعة صخرية واحدة ذات مسافة محدودة، وقد أشارت المصادر التاريخية إليها وقيل عنها أنها قلعة النسور وعاصمة الإمارة الكردية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى حاكم الموصل عماد الدين زنكي، ولها مدخلان هما: 

  •  باب الزيبار: سمي بهذا الاسم لأنه كان يؤدي إلى باب الزيبار، ويمتد منه طريق لقوافل الحيوانات إلى كلي زنطة، ثم يستمر منها إلى مدينة أربيل التاريخية. 
  • باب الموصل الغربي: سمي بهذا الاسم لأن القوافل التجارية كانت تعبر من خلاله باتجاه مدينة الموصل، ولعل أبرز ما يميزه أنه لا زال يحتفظ بهيئته الكاملة، ولا تزال التماثيل المنحوتة على جدرانه والتي تعود إلى العهود المثرائية القديمة حاضرة إلى هذا الوقت. 

إضافةً لما سبق، يظهر داخل القلعة جامع العمادية الكبير الذي يعد واحداً من أهم المعالم الأثرية في المدينة؛ حيث يعود تاريخ بنائه إلى العام 1177، ويقصده الكثير من السياح في كل عام وذلك لقيمته التاريخية المهمة، ويأتي على مساحة تعادل 2000 متر مربع، وفيه حرم كبير مكون من أقواس وقباب بنيت باستخدام الجبس والصخر، وهو مقسم إلى جزئين علوي وسفلي، ولعل أبرز ما يميزه المنارة التي شيدت في زمن السلطان حسين الوالي بارتفاع 30 متر على قاعدة عرضها 3 متر، ولها باب طوله متر ونصف وعدد من النوافذ الصغيرة، وهي ذات تصميم فريد يجعلها تبدو وكأنها واحدة من فنارات سواحل البحار، وليس هذا فحسب، حيث يوجد في الجامع أيضاً مدرسة تسمى مدرسة قوباد، حيث كان الطلاب يقصدونها لدراسة مختلف العلوم الفقهية، والدينية، وعلوم اللغة العربية، وفيها مكتبة تضم عدداً كبيراً من الكتب الفقهية والمراجع القيمة، وما زالت هذه المدرسة حاضرة بهندستها المعمارية الجميلة بعد مرور ما يقارب 615 عاماً على إنشائها، وتعد مقصداً للكثير من محبي السياحة التاريخية من مختلف المناطق.

قلعة العمادية 
مواقع مجاورة
عرض الكل