موقع أم الدباغية الأثري في العراق

موقع أم الدباغية الأثري في العراق

رغم صغر موقع أم الدباغية الذي لا تزيد أبعاده عن 100 متر طولاً وبعرض 85 متر وارتفاع 4 أمتار، إلا أن اكتشاف أم الدباغية كان بمثابة أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن الحادي والعشرين، حيث يصنف الموقع في الوقت الراهن كأقدم منطقة تنتمي للحقبة الفخارية من العصر الحجري الحديث، والذي احتوى على العديد من البقايا التي تساعد في معرفة نمط الحياة خلال هذه الحقبة الزمنية، كما تم العثور في الموقع على مجموعة من الجداريات التي تم تصنيفها كأقدم جداريات مرسومة في تاريخ بلاد الرافدين القديمة.

اكتشاف موقع أم الدباغية الأثري

يرجع تاريخ اكتشاف أم الدباغية لبداية حقبة السبعينيات حينما بدأت عالمة الآثار البريطانية ديانا كيركبرايد بالتنقيب في أحد سفوح جبال سنجار الواقعة شمال العراق، لتعثر على أقدم مجموعة أثرية ترجع لأكثر من ستة الآف عام، والتي تكشف بصورة تفصيلية مذهلة عن الحياة والمجتمع خلال الحقبة الفخارية من العصر الحجري.

نمط الحياة القديم في أم الدباغية

المجتمع 

كشفت الكثير من الحفريات في موقع أم الدباغية عن نمط الحياة خلال هذه الحقبة الزمنية، حيث عاش الأفراد في مجموعات تتكون من 20 إلى 30 فرداً في مستوطنة واحدة، وخلال هذه الفترة تم تشييد المباني بطريقة تكديس الطين الرطب لبناء منازل تتكون من مقصورة ذات حجم كبير وبعض الممرات والغرف، كما تم استخدام الطين أيضاً لتشييد المقاعد في المنزل وأماكن لتخزين الغلال وبناء الفرن الخاص والذي كان في الغالب خارج المنزل. تم تصميم تلك المستوطنات بالعديد من الأساليب، حيث تم العثور على مستوطنة تتكون من مجموعة من المنازل الصغيرة التي تأخذ شكل صفوف متقابلة ويفصل بينها جدران سميكة، بينما تم العثور على أخرى تحتوي على منازل أكبر حجماً وتحتوي على عدد أكثر من الغرف.

الاقتصاد

عمل سكان أم الدباغية في رعاية المواشي مثل مثل الماعز والأبقار، كما عملوا أيضاً في زراعة بعض المحاصيل مثل الشعير والقمح والعدس والحمص، إلى جانب العمل في الصيد، حيث قاموا بتصميم بعض الأدوات البدائية لصيد الحيوانات والتجارة في لحومها وجلودها، وتظهر جدارية تم العثور عليها في موقع أم الدباغية عملية صيد إحدى الحيوانات بعد مطاردته ووقوعه في شباك الصياد.

أهم اكتشافات موقع أم الدباغية

المصنوعات الفخارية

لم تعكس المصنوعات الفخارية التي تم العثور عليها في موقع أم الدباغية العقلية الفنية التي تمتع بها الأفراد خلال هذه الحقبة الزمنية وحسب، و إنما ساعد على معرفة العلاقات الخارجية لأم الدباغية مع المناطق المحيطة، حيث تم اكتشاف العديد من الأواني المصنوعة من مادة الفخار الأسود المعروف في منطقة الساحل السوري، وهو ما يعكس العلاقة التجارية بين المنطقتين خلال هذه الفترة، ومن أهم القطع الفخارية التي تم العثور عليها في أم الدباغية الأباريق والصحون وأواني الطعام والتي حمل جميعها زخارف ملونة ورسومات إنسانية وحيوانية.

المشغولات اليدوية

تم العثور على العديد من المشغولات اليدوية التي استخدمها سكان أم الدباغية في حياتهم اليومية مثل رؤوس النبال والمناجل والأنصال الحادة المصنوعة من الأحجار، والفؤوس ومقالع الصيد المصنوعة من أحجار البازلت، وتماثيل الإنسان والحيوان المصنوعة من الطين، كما تم العثور أيضاً على العديد من أدوات الزينة المصنوعة من الرخام والأصداف البحرية، وأدوات المائدة مثل الملاعق المصنوعة من عظام الحيوانات

الجداريات الفنية

بجانب قيامهم بالرسم على الأواني الفخارية، فإن شغف سكان أم الدباغية بالفن والرسم كان مرتفعاً على ما يبدو، حيث تم العثور على العديد من الجداريات التي تحمل العديد من الرسوم الملونة والتي تنقل بعض مشاهد الحياة خلال هذه الحقبة الزمنية، مثل رسم قطيع من الحيوانات يسير باتجاه بعض المصائد التي قام السكان بتجهيزها، بالإضافة إلى العديد من الرسوم الأخرى.

مواقع مجاورة
عرض الكل