بحيرة الرزازة.. ثاني أكبر بحيرة في العراق

 بحيرة الرزازة.. ثاني أكبر بحيرة في العراق

تعرف بحيرة الرزازة بأنها مسطح مائي كبير ينقسم ما بين محافظتي كربلاء والأنبار ويغطي مساحة تقدر بحوالي 1800 كيلومتر مربع، وهي جزء من وادٍ واسع يضم كلاً من: بحيرة الثرثار، والحبانية، وبحر النجف، وتعد ثاني أكبر بحيرة في العراق؛ حيث تستمد مياهها من نهر الفرات، وتبلغ سعتها التخزينية الكلية حوالي 26 مليار متر مكعب، ويصل أقصى منسوب للتخزين فيها إلى 40 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتعد بمثابة الموطن للعديد من الطيور المهمة في العراق، وواحدة من الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية؛ حيث تتعدد أوجه الاهتمام فيها ما بين سياحية، وتاريخية، ودينية، واجتماعية، واقتصادية، وبيئية. 

تاريخ بحيرة الرزازة 

يعود تاريخ وجود هذه البحيرة إلى العهد العثماني؛ حيث كانت حينها على شكل مجموعة من المنخفضات المائية المتفرقة، وفي الوقت ذاته كان نهر الفرات كثير الفيضانات، الأمر الذي شكل خطراً على العديد من المدن العراقية وخاصة مدينة بغداد، ومن هنا جاءت فكرة تحويل قسم من مياه النهر عند فيضانه إلى الصحراء الغربية، واستخدمت المتفجرات لحفر العديد من الممرات المائية في الأراضي المرتفعة غربي النهر. 

شكل بحيرة الرزازة 

تتخذ هذه البحيرة شكل حبة الكمثرى، ويقع رأسها بالقرب من بحيرة الحبانية، بينما تقع قاعدتها ضمن محافظة كربلاء، وقد كانت فيما مضى مكونة من: هور أبي دبس في شمال غرب المدينة، وبحر الملح الموجود إلى الشمال من هور أبي دبس، وفي الجهة المقابلة حصن الأخضر وعين تمر التمن، وكانت في ذلك الوقت عبارة عن مستنقع شديد الملوحة تغذية مجموعة من العيون المالحة، وكان الملح يستخرج منه ويباع للمواطنين، وكان فيها أيضاً مجموعة من المنخفضات والمستنقعات المائية التي تمتد لتصل إلى بحيرة الحبانية. 

خصائص مياه بحيرة الرزازة 

توصف هذه البحيرة بالميتة وذلك لكون المياه تدخل إليها ولا تخرج منها، وإنما يتم تصريفها عن طريق التبخر والامتصاص الأرضي، ونتيجة لذلك فهي تعتبر واحدة من البحيرات شبه المالحة؛ حيث تتراوح نسبة الملوحة فيها ما بين 5 بالألف في حال ارتفاع منسوب المياه، و18 بالألف في حال انخفاضه وخاصة في أشهر الصيف، حيث يقدر معدل التبخر بحوالي 2 سم في اليوم الواحد، والجدير بالذكر هنا أن ملوحة مياه البحيرة ناتجة بشكل أساسي عن وجود نسب كبيرة من كلوريد الصوديوم، وكلوريد البوتاسيوم الذي يتسبب أيضاً في عسرة الماء. 

كانت البحيرة مصباً يتحول إليه جزء من مياه نهر الفرات لدرء خطر الفيضانات، واستُخدمت أيضاً في تخزين المياه لأغراض الري. واعتاد العراقيون والسياح زيارتها للاسترخاء والترفيه عن أنفسهم خلال فصول الصيف الحارة، لكن نقص مياه المنابع والجفاف وزيادة التبخر خلال فصل الصيف يعرضها إلى الخطر حالياً.

مواقع مجاورة
عرض الكل