دليل قصر إيوان كسرى الشامل

دليل قصر إيوان كسرى الشامل

قصر إيوان كسرى هو قصر فخم وعظيم يُعد أحد المباني العجيبة، وقد بُني في القرن الرابع للميلاد وتحديداً في 540م، على يد سابور بن هرمز بعد الحملة العسكرية على البيزنطيين، وقد استغرق بناؤه عشرين سنة ونيّفاً، ويُعرف أيضاً باسم طاق كِسرى، أو إيوان كسرى أنوشروان لأنه بُني في عهد كِسرى أنوشروان، كما يُعرف باسم إيوان المدائن لوقوعه في منطقة المدائن، وإيوان كسرى هو موقع تراثي عريق يُعد من أبرز ما تبقى من حضارة بلاد الرافدين.

موقع قصر إيوان كسرى

يقع قصر إيوان كسرى على بعد أربعين كيلو متراً جنوب مدينة بغداد في موقع مدينة قطسيفون في محافظة واسط بين مدينتي بغداد والكوت، وتتبع قطسيفون إدارياً لمدينة بغداد وتُعرف باسم سلمان باك تيمناً باسم الصحابي سلمان الفارسي الذي دُفن فيها، ويُمكن القول أن القصر واقع في وسط منطقة المدائن على الضفة الشرقية من نهر دجلة، بحيث لا يفصل بين القصر ونهر دجلة سوى الحدائق والبساتين الخضراء المنتهية عند ضفة النهر.

تاريخ قصر إيوان كسرى

ورد في عشرات كتب السيرة والتي يعد كتاب البداية والنهاية أشهرها ربط اسم الرسول صلى الله عليه وسلم بإيوان كسرى، ومن أبرز ما قيل فيها أن قصر إيوان كسرى اهتز ليلة ميلاد الرسول وتصدعت جدرانه وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وفي تلك الليلة خمدت نيران فارس وغاصت بحيرة ساوة، وقد ورد عن عدد من الفقهاء ومنهم الشيخ محمد الغزالي، تضعيف هذه الروايات موضحين ذلك بأن ميلاد الرسول كان بداية لِزوال الظلم ولكن الناس عبّروا عن ذلك بروايات ضعيفة لإثبات هذه الفكرة.

فتح المسلمون المدائن مسكن الأكاسرة بقيادة سعد بن أبي وقاص في شهر صفر عام 16هـ أي عام 637م، وكان أول ما فعله دخول إيوان كسرى، حيث صلّى فيه 8 ركعات وحده، وبعد ذلك حوّله إلى مسجد، وكانت كمية الغنائم من القصر كثيرة، فقيل إنه عندما أحرق المسلمون ستر باب الإيوان أخرجوا منه مليون مثقال من الذهب، وقيل إنه في عهد العباسيين حدثت محاولتين لهدم القصر، أولها في عهد الخليفة المنصور عندما أراد هدم القصر لِيستخدم حجارته في بناء عاصمة الخلافة، إلّا أن وزيره خالد البرمكي نصحه بعدم الهدم، لكن الخليفة لم يسمع له وعزم على الهدم لكنه تراجع لمّا رأى نفقات الهدم الكثيرة.

أما المحاولة الثانية عندما أراد هارون الرشيد هدم الإيوان ونصحه وزيره يحيى بن خالد البرمكي بعدم هدمه، وانتهت المحاولة الثانية بنفس نهاية المحاولة الأولى، وقيل أنه وقع سيل أدى إلى هدم ثلث القصر تقريباً، إلّا أن الرئيس الراحل صدّام حسين بدأ بمحاولات لترميمه في الثمانينات، ولم تكتمل عمليات الترميم بسبب وقوع حرب الخليج، ولا زالت المحاولات جارية إلى يومنا هذا لِترميم هذا المعلم الأثري العريق الذي يعد أعجوبة من عجائب الهندسة المعمارية.

خريطة قصر إيوان

أهم المعالم الأثرية في قصر إيوان كسرى

ورد في وصف المؤرخون لِقصر إيوان كسرى بأنه قصر له سور بُني من الآجر، وله أبواب عدة كان الحراس يقفون عندها يحملون التروس والرماح، وفوق تلك الأبواب توجد رسوم فارسية طُبعت بالطين النيء، ومن بين الأبواب يوجد باب كبير يُطل على المدينة وعلى جانبيه يوجد تمثالان كبيران قيل إنهما يُمثلان الثور الآشوري، وهو ثور له جناحان ورأس إنسان ولحية طويلة، ويعلو رأسه تاج، وفي داخل السور توجد حديقة تزدان بالأزهار والأشجار، وفي أحد زواياها يوجد بناء الأفيال، وهو بناء كانت توضع فيه الفيلة التي ركبها الاكاسرة.

الطرقات الواصلة بين الحديقة والقصر كانت مُرصفة بالحصى الملون والمرتب على شكل فسيفساء تمثل أسوداً وفرساناً ومركبات يركبها الملوك، وأكبر هذه الطرقات هو الطريق الذي يصل بين الباب الكبير وباب الإيوان والذي يصطف الحرس على جانبيه عند دخول كسرى الإيوان، وعلى جانبي الباب يوجد أسدان مصنوعان من الرخام والذهب، وعيناهما من الزمرد الأزرق، وكان للقصر شرفات عدة مزخرفة تطل على الجهات الأربع وتقوم على أعمدة على شكل صفوف يتألف منها رواق يحيط بإيوان كسرى من الأربع جهات.

طاق كسرى هو عرش كسرى، ويُعرف بالفارسية باسم إيوان خسرو، هو الأثر المتبقي من القصر الأبيض أحد قصور كسرى أنوشروان، وبناء الإيوان عبارة عن قاعة كبيرة مبنية من الآجر والجص، ويبلغ طولها نحو مائة ذراع، في حين يبلغ عرضها نصف طولها تقريباً، وتقوم القاعة على أعمدة من الرخام، وفي السقف توجد رسومات الأبراج والأفلاك والنجوم، وأما الجداران فهي مزينة برسوم كثيرة من ضمنها صورة كسرى أنوشروان وغيره من الأكاسرة القدماء، وهناك أيضاً لوحة تُمثل معركة أنطاكيا التي وقعت بين الفرس والروم، ويظهر فيها كسرى وهو يحمس الجنود للقتال مرتدياً لباسه الأصفر والأخضر، كما يظهر فيها الجند وهم في حالة القتال، ويظهر عرش كسرى في وسط القاعة مرصعاً بالذهب والحجارة الكريمة، وفوقه قبة أو حنية داخلها مروحة مصنوعة من ريش النعام، وعلى جوانب العرش توجد مجالس خاصة بالأعوان.

مواقع مجاورة
عرض الكل