تاريخ وأهمية القصر العباسي وأبرز صفاته المعمارية

تاريخ وأهمية القصر العباسي وأبرز صفاته المعمارية

تنتشر في بغداد العديد من المعالم التاريخية التي ترجع في تاريخها إلى العصر العباسي، فقد اتخذت الدولة العباسية من مدينة بغداد عاصمة لها في الماضي، ويُعتبر القصر العباسي أحد أهم هذه المعالم التاريخية، وهو القصر العباسي الوحيد الذي بقيت آثاره خالدة في بغداد إلى يومنا هذا، ويتميز القصر بساحاته الداخلية والخارجية الكبيرة، كما يمكن للعائلات أن تقوم بقضاء أوقات رائعة ورحلة سياحية جميلة فيه.

تاريخ القصر العباسي

اتفق بعض المؤرخين على أنّ القصر العباسي يرجع تاريخه إلى عام 1197 ميلادي، حيثُ قام الخليفة الناصر لدين الله العباسي ببناء هذا القصر في بغداد تحديداً في الجهة الشمالية المُطلة على نهر دجلة من جهة الرصافة في منطقة الميدان، كما نسب بعض المؤرخين بناء هذا القصر إلى مقدم الجيوش شرف الدين إقبال الشرابي ليكون مدرسة له، إلا أن جميع الآراء تتفق بأن من قام ببناء هذا القصر هو الخليفة الناصر لدين الله، وقد أكد على ذلك الراحلة العربي المعروف ابن جبير حين قدم إلى بغداد، ورأى الخليفة الناصر لدين الله ينزل من زورقه إلى القصر هو وجنوده.

خريطة القصر العباسي

مكانة القصر في العصر العباسي

احتل القصر العباسي مكانةً مهمة في العصر العباسي، فقد تعددت استخداماته في ذلك العصر، فمثلاً استخدمه الخليفة الناصر لدين الله كمكان لنشر الثقافة والأدب، والدليل على ذلك اهتمام الخليفة ببناء المكتبة العظيمة الموجودة في القصر، كما كانت غُرف القصر عبارة عن قاعات للتدريس والتدوين، وكان يُقيم الخليفة العديد من جلسات الترفيه في القصر، والتي كان لها مكان مخصص في القصر يدخله الخليفة عن طريق ممر طويل مغطى بقماش خشن يسمى بالخيش، وكان يتعطر هذا القماش بالمسك والزعفران عند مرور الخليفة من هذا الممر، ومن الجدير بالذكر بأن قماش الممر كان مزين برسومات جميلة وملونة.

عمارة القصر العباسي

يتميز القصر العباسي بطريقة بنائه وعمارته؛ فهو يتكون من جدران مُحكمة استطاعت أن تبقى صامدة إلى يومنا هذا، وتتزين هذه الجدران بزخارف إسلامية تم نحتها بطريقة مميزة، ويحتوي القصر على العديد من الساحات الداخلية والخارجية، وتتوسط الساحات الداخلية الموجودة في القصر نافورة كبيرة، كما يُحيط بالساحة الداخلية رواق يتكون من طابقين، وهو بمثابة الحد الفاصل بين الساحة الداخلية والغرف الصغيرة الموجودة داخل القصر.

يضم القصر في الجهة الشرقية بناءً عظيماً يُعتبر من أجمل الأقسام والأبنية الموجودة في القصر، ويتميز هذا البناء بضخامته، ويتزين بزخارف جميلة، كما يُزين سقفه المقرنصات المزخرفة بطريقة إبداعية، ويضم القصر 4 قاعات كبيرة بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الغرف التي تتوزع على الطوابق، حيثُ يضم القسم الشرقي من القصر 16 غرفة يُقابلها 18 غرفة في القسم الغربي من القصر، كما يوجد في القصر دهليز كبير يبلغ طوله 26 متر، ويبلغ عرضه 1.28 متر، ويبلغ ارتفاعه 9.20 متر.

يتميز القصر أيضاً بفتحات التهوية التي تعمل على تدفئة القصر في فصل الشتاء، وتمرير الهواء البارد له في فصل الصيف، وتعتمد زخرفة القصر على الفن الإسلامي، حيثُ تظهر المثمنات والمقرنصات بشكل واضح في زخرفة القصر إضافة إلى التداخلات الذكية التي تُعطي البناء مظهر متناغم ومميز، ومن الجدير بالذكر بأن الباحثين اتفقوا على أن زخارف القصر العباسي ليس لها مثيل في بغداد؛ فهي تجمع ما بين التزينات الهندسية والرسومات الزهرية، وقاموا بتشبيه زخارفه بخلايا النحل، والنقوش التي تشبه الأحجار المحفورة.

عمارة القصر العباسي
مواقع مجاورة
عرض الكل