مدينة دور شروكين في العراق

دور شروكين (بالإنجليزية: Dur-Sharrukin)‏، بمعنى قلعة سرجون، كانت تُمثل عاصمة الإمبراطورية الحديثة خلال فترة عهد الملك سرجون الثاني، حيث أصدر قراراً ينص على بنائها، وتم الانتهاء من ذلك خلال عام 706 قبل الميلاد، بعد وفاة الملك سرجون الثاني، أما حالياً؛ فهي تعرف باسم خورسباد، والتي تمثل قرية تتخذ موقعاً لها على مسافة 15كم إلى الشمال من مدينة الموصل.

تاريخ مدينة دور شروكين

خلال عام 717 قبل الميلاد، أمر الملك سرجون الثاني ببناء قصر المدينة على ملتقى نهريّ الزاب الأعظم ودجلة، إذ تم تقديم المواد اللازمة للبناء وقدوم الحرفيين من مديـنة فينيقيا الساحلية، إذ تم معرفة ذلك من خلال الرسائل الآشورية التي نصت على أن ديون عمال البناء تم إلغائها بهدف استقطاب عدد كافي من القوى العاملة، فيما تم استخدام ما يحيط بها من أراضي في الزراعة، بحيث تم زراعة الزيتون في بساتينها من أجل تغطية النقص الموجود في إنتاج الزيت. 

خريطة دور شروكين

وصف مدينة دور شروكين

تتخذ مدينة دور شروكين شكلاً مربعاً بقياس 1758×1635 متراً، ويحيط بها جدار سميك وطويل، كما أنها مُحصنة بـ 175 برجاً، و7 أبواب تتيح إمكانية الدخول للمدينة من كافة الاتجاهات، كما تضم القصر الملكي والمعابد. 

كانت القصور الموجودة في مدينة دور شروكين تتميز بالزخارف والنقوش والتماثيل، أما الجدران فكانت محمية بتمثايل يصل وزنها إلى 40 طناً، كما تم العثور في المدينة على متنزه ملكي مخصص للصيد، وبستان يضم مختلف أنواع أشجار الفاكهة والنباتات العطرية التي تم استقدامها من الأناضول، إذ تم معرفة ذلك من خلال ما عُثر عليه من كتابات تشير إلى نقل آلاف الأشجار، مثل: أشجار السفرجل، واللوز، والتفاح.  

اكتشاف آثار مدينة دور شروكين

تم إيجاد أول موقع للمدينة خلال عام 1842 من قبل القنصل الفرنسي في الموصل، إذ تم الاعتقاد حينها أن خورسباد هي آشور توراتية، إذ بدات التنقيبات بإشراف منه في الفترة الواقعة ما بين 1844 و1842، ثم استمرت التنقيبات في الفترة ما بين 1852-1855، ولكن تم خسارة الكثير من الآثار التي تم العثور عليها في دور شروكـين من قبل الفرنسيين، نتيجة غرقها في حوادث نقل نهري. 

تم إعادة التنقيب والبحث في موقع خورسباد ما بين الأعوام 1928-1835 على يد بعض علماء الآثار الأمريكيون القادمون من معهد الدراسات الشرقية في شيكاغو، بقيادة أدوارد جيرا، للتركيز على البحث في منطقة القصر، وعليه تم إيجاد الثور المجنح الكبير منقسماً إلى 3 أجزاء كبيرة، بحيث بلغ وزن الجذع 20 طناً، وتم شحنه إلى شيكاغو، واستكمال التنقيب في موقع القصر ومجمع المعابد وبوابة المدينة. 

أسئلة شائعة