معلومات عن مسجد الجوادين في بغداد

معلومات عن مسجد الجوادين في بغداد

تُعتبر مدينة بغداد من أهم المدن العراقية التي شهدت العديد من الحضارات التاريخية المعروفة، واكتسبت بغداد أهمية اضافية كونها عاصمة الجمهورية العراقية، وتنتشر المعالم التاريخية والدينية في جميع أرجاء مدينة بغداد، ويقصدها الزوار من جميع أرجاء العراق، ويُعتبر مسجد الجوادين أو المسجد الصفوي الجامع واحد من أهم المعالم الدينية الموجودة في  شمال بغداد، والذي اكتسب أهمية إضافية لمجاورته الحضرة الكاظمية المعروفة هناك، حيثُ يقع قبر الإمام موسى بن جعفر، وإلى جانبه قبر حفيده الإمام محمد الجواد.

تاريخ مسجد الجوادين

يرجع تاريخ مسجد الجوادين لعصر الدولة العباسية التي اتخذت من شمال العاصمة بغداد عاصمة لها، وقد عُرف في ذلك العصر باسم مسجد باب التبن، وتم إعادة بناء هذا المسجد في عام 914 هجري على يد الشاه الصفوي إسماعيل، وأصبح يُعرف باسم المسجد الصفوي، وقد أكمل سليمان القانوني الذي تولى حكم بغداد في عام 941 هجري توسعة المسجد والتعديل على طريقة بنائه، وتولى فيما بعد عملية الإعمار العديد من الشخصيات العراقية والإيرانية والتركية المعروفة، وقد ارتبط مسجد الجوادين بالحضرة الكاظمية وأصبح من معالمها المشهورة بعد القيام بتوسيعها ليصبح مسجد الجوادين من معالم الصحن الكاظمي.

عمارة مسجد الجوادين

بُني مسجد الجوادين على الطراز العثماني القديم فهو يتكون من قبة كبيرة الحجم يبلغ قطرها ما يُقارب الثلاثين متر، كما تتوزع الأقواس في جميع أرجاء المسجد والتي تم زخرفتها بنقوش إسلامية مميزة، وقد شهد البناء العديد من التغييرات والتحديثات التي ارتبطت ببعض الحُكام والأمراء الذين حكموا بغداد، واعتمد نظام التهوية في المسجد على قنوات التهوية التي تعمل على نقل الهواء الدافئ في فصل الشتاء من أعلى نقطة في القبة إلى منطقة إيوان الصلاة، وتقوم في فصل الصيف بنقل الهواء البارد من أسفل بناء المسجد إلى باحة الصلاة، ويُعتبر مجد الجوادين من أكبر المساجد الموجودة على مستوى العراق؛ حيثُ يتكون المسجد من 76 عمود، وفي منتصف هذه الأعمدة توجد قبة ترتفع ما يُقارب 25 متر عن سطح الأرض، و القبة لها أربعة أعمدة إضافية، كما يتصل المسجد بالحضرة الكاظمية من الجهة الشمالية.

عمارة مسجد الجوادين

الأهمية الثقافية والدينية لِمسجد الجوادين

احتل مسجد الجوادين مكانة مهمة لدوره الثقافي الذي كان يقوم به في المجتمع العراقي منذ قديم الزمان، فقد كان مسجد الجوادين عبارة عن مركز لتدريس العلوم المُختلفة، وتحفيظ وتلاوة القرآن الكريم، وقد درس فيه العديد من العلماء العراقيين وعلماء العالم الإسلامي مثل: أبو القاسم الموسوي الخوئي، والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي، كما كانت تُقام المناسبات الدينية المُختلفة في مسجد الجوادين مثل الإحتفالات الدينية، وكان العديد من علماء الكاظمية يقومون بعقد الاجتماعات واللقاءات في مسجد الجوادين منذ بداية القرن العشرين، ومن الجدير بالذكر بأن مسجد الجوادين تم تحويله إلى مركز لتدريس العلوم المختلفة على يد الخالصي الكبير وكان يقوم بإلقاء العديد من دروسه في هذا المسجد.

الأهمية السياسية لِمسجد الجوادين

كان لِمسجد الجوادين دور كبير في مواجهة الهجوم الروسي القيصري الذي شهدته العراق في عام 1910، كما كان له دور كبير في مقاومة الإحتلال البريطاني الذي احتل بغداد في عام 1914، فقد كان مركز للتجمعات الشعبية المقاومة في بغداد، وقد برز الدور السياسي للمسجد على يد الشيخ مهدي الخالصي الكبير، كما كان المسجد المكان المُخصص لإجتماع لجنة الثورة علم والتي نشأت في العراق على يد مهدي الخالصي الكبير في عام 1920، وتراجع الدور السياسي للمسجد بشكل ملحوظ عندما تم نفي الشيخ مهدي الخالصي الكبير على يد عبد المحسن السعدون إلى إيران.

خريطة مسجد الجوادين

مواقع مجاورة
عرض الكل