بحيرة ساوة في العراق

بحيرة ساوة في العراق

بحيرة ساوة هي عبارة عن بحيرة مُغلقة مالحة تقع في محافظة المثنى بالقرب من نهر الفرات، ولا تملك أي أنهار أو روافد تصب فيها أو تخرج منها، بل تتزوّد من المياه الجوفيّة الواقعة تحتها، والتي ترشح إليها من نهر الفرات عبر الصدوع والشقوق، بالإضافة إلى مياه الأمطار، وقد شك بعض العلماء بأن هناك ينابيع داخل البحيرة تغذيها بالمياه، والمفاجأة كانت أن قاع البحيرة مكوّن من صخور صلدة، وهذا ما جعلها تشكل لغزاً حقيقياً حيّر العلماء، ولذلك لقبت بالعديد من الأسماء والألقاب منها العجيبة والغريبة، وأجمل اسم أُطلق عليها هو لؤلؤة الصحراء، ويذكر أنّ كلمة ساوة مأخوذة من كلمة سورث باللغة الآرامية القديمة.

موقع بحيرة ساوة

موقع بحيرة ساوة

تقع بحيرة ساوة تحديداً غرب مدينة السماوة، وتبعد عنها حوالي 23كم، حيث تقع وسط صحراء مدينة السماوة الواقعة في أقصى الجنوب الغربي من مركز محافظة المثنى جنوب بغداد، والتي تبعد عنها مسافة 282كم، وتبعد حوالي 30كم عن مدينة الوركاء الأثرية، وتعد البحيرة من أهم المعالم المميزة في جنوب العراق، بسبب تكوينها الفريد المختلف عن باقي البحيرات حول العالم، وبسبب الظواهر الطبيعية التي صاحبتها، ويصل ارتفاع البحيرة عن مستوى سطح البحر حوالي 5م، وهذا ما يحول دون رؤيتها إلا من مسافة قريبة جداً، كما أنها محاطة بحائط كلسي طبيعي يعيد غلق نفسه تلقائياً عند كسره؛ وذلك بسبب سرعة تصلب المادة الكلسية الموجودة بالماء، فيما يبلغ طول البحيرة حوالي 5كم، وعرضها حوالي 2كم.

خريطة بحيرة ساوة

الحياة الطبيعية في بحيرة ساوة

تتزين البحيرة وما حولها بأنواع مختلفة من الطيور المائية، المحلية أو المهاجرة، والتي تصل إلى 25 نوعاً، أهمها البط، وغر أوراسي، والهدهد العراقي، والغطاس الصغير، والخناق الرمادي، ولا تنمو النباتات المائية في داخلها أو على ضفافها بسبب ملوحة مياهها المرتفعة، ويعيش نوع واحد من الأسماك فيها هو سمكة الجرو العربية، كما أنها تحتوي على نوع من الأسماك الصغيرة جداً عالية الشحوم، إذ تذوب بالكامل عند طبخها أو تعرضها للحرارة، كما تعيش في الحزام الصحراوي الذي يحيط بالبحيرة العديد من اللبائن، منها الثعالب والضباع، وأنواع من الزواحف، أهمها ثعبان الماء.

الدراسات التي تم إجراؤها على بحيرة ساوة

الدراسات التي تم إجراؤها على بحيرة ساوة

تعرضت بحيرة ساوة بسبب خواصها الغريبة للعديد من الدراسات العلمية من قبل الاتحاد السوفيتي، وظلت الرحلات البحثية تتوافد إلى العراق لفترة من الزمن، وقد اكتشف العلماء أن طبيعة الماء تتشابه مع طبيعة بحر القزوين الذي يبعد عنها آلاف الأمتار، واعتقد البعض أن هناك رابط بين البحيرة والبحر، ولكن وبعد الدراسات والأبحاث لوقت أطول أثبتت هذه الفكرة فشلها، وذلك لارتفاع البحيرة بمسافة جيدة فوق مستوى سطح البحر، ولم تتوصل الأعمال البحثية لتفسير علمي عن طبيعة البحيرة.

حسب الدراسات التي أصدرتها بحوث الباحثين من دول مختلفة مثل أمريكا واليابان وغيرهم بأن بحيرة ساوة لا تشبه أي بحيرة أو مصدر مائي آخر في تكوينها المائي والقاعي في كافة أنحاء العالم، وحتى في كمية ونسب العناصر الكيميائية والفيزيائية فيها، فهي تختلف عن مثيلاتها في كل العالم.

جفاف بحيرة ساوة

جفاف بحيرة ساوة

في 17 من شهر نيسان عام 2022، أعلن متحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية عن جفاف بحيرة ساوة كاملةً، وأن هذا الجفاف يحدث لأول مرة في تاريخ العراق، وفي 14 من شهر أيار عام 2022 نقلت وكالة الأنباء العراقية مقاطع فيديو تُظهر عودة المياه إلى البحيرة وبشكل منتظم، وهناك 3 عوامل رئيسية وراء جفاف البحيرة، وذلك حسب موقع (ويذر تشانل) الأمريكي المتخصص بأخبار المناخ، وهي التغيير المناخي الذي أصاب العالم خلال السنوات الماضية، وأن العراق من أكثر البلدان تأثراً به، وثانياً تغيير الصفائح الزلزالية في باطن الأرض تحت البحيرة، والتي غيرت المجرى الطبيعي لها، ما أدى إلى عدم وصول الماء من الآبار المحيطة بها، فضلاً عن قيام العشرات من الفلاحين وأصحاب المصانع والمعامل في المنطقة المحيطة بها بإنشاء آبار ارتوازية واستخدامها في أعمالهم، ما أدى إلى الإسراف في استخدام المياه الجوفية، ما ساهم بانخفاض الكميات الواصلة إلى البحيرة بشكل كبير جداً.

أسئلة شائعة

كم تبلغ نسبة ملوحة بحيرة ساوة؟

تبلغ نسب الملوحة في البحيرة حوالي 1500 جزء من المليون، وهي تعد نسبة عالية جداً، وتفوق ملوحة مياه الخليج العربي بمرة ونصف، ويتباين مستوى المياه فيها بين مواسم الجفاف ومواسم الرطوبة والأمطار، إلا أنها لا تجف بسبب التوازن بين الكمية المضافة إليها من المياه الجوفية والمياه المتبخرة.

ما المناخ السائد في منطقة بحيرة ساوة؟

تتصف المنطقة بشكل عام بالمناخ الجاف، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 27.6-44.6 درجة مئوية، ويصل معدل الأمطار السنوي إلى 110مم، وأعلى درجات التبخر تبلغ حوالي 506مم، وذلك في شهر تموز/ يوليو، بينما تبلغ أقل درجة تبخر حوالي 89مم في شهر كانون الثاني/ يناير، وتهب الرياح بصورة عامة باتجاه الشمال -الغربي مع رياح تبلغ سرعتها حوالي 4.1م/ الثانية.

ما هي أهمية بحيرة ساوة من الناحية الدينية؟

يشير الباحث العراقي الدكتور صفاء جاسم في كتابه (بحيرة ساوة.. دراسة طبيعية وبيئية وسياحية)، إلى أن اسم بحيرة ساوة مذكور في الكتب التاريخية التي تتحدث عن تاريخ حضارة العراق القديم، حيث وجد بعض الإشارات التي تدل على أن البحيرة كانت منبع تدفق المياه الذي أغرق الأرض بسبب الطوفان في عهد سيدنا نوح عليه السلام، كما أنها فاضت بشكل كبير وغير مسبوق  يوم ولادة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويوم اهتزاز عرش كسرى، لذلك فقد قدسها البعض دينياً على مدار السنين واعتبروها مكاناً لليُمن والبركة.

ما هي أهمية بحيرة ساوة السياحية؟

ظلت تحتل بحيرة ساوة أهمية سياحية كبيرة في الماضي القريب، وذلك خلال فترة ازدهار واستقرار دولة العراق، إذ تم إنشاء عدد من الخدمات السياحية حولها مثل البيوت والفنادق والمطاعم لخدمة محبي المناطق الطبيعية البعيدة عن صخب المدينة، وكان يفد عليها الراغبين في العلاج، لأن لها قدرة فعلية على علاج الأمراض الجلدية لاحتوائها على الكبريت بنسبة كبيرة، كما تحتوي البحيرة على عدد من الكهوف والخفايا الداخلية التي جذبت الكثيرين من محبي تلك الكهوف.

مواقع مجاورة
عرض الكل