معبد إيساكيلا الأثري في العراق

معبد إيساكيلا الأثري في العراق

من بين أكثر من 1179 معبداً بابلياً تم ذكرها في العديد من الوثائق التاريخية ذُكر معبد إيساكيلا كأحد أهم معابد الحقبة البابلية، والذي تم تخصيصه لعبادة الإله مردوخ، والذي تم بنائه باستخدام الكثير من المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والبرونز، كما تم تصميم تمثال ضخم خاص بالإله مردوخ من الذهب الخالص يبلغ وزنه أكثر من ثلاثة أطنان.

موقع معبد إيساكيلا

على عمق أكثر من 18 قدم في باطن الأرض يقع معبد إيساكيلا في مدينة بابل القديمة وتحديداً في منطقة تل عمران، ونظراً لاحتواء الموقع على ضريح عمران بن علي والمسجد الملحق، فقد تسبب هذا الأمر في صعوبة عملية التنقيب عن المعبد، حيث لا يمكن الوصول لموقع المعبد إلا عبر التنقيب من الجهة الغربية له فقط.

تشييد معبد إيساكيلا

ذكرت بعض الوثائق البابلية أن معبد إيساكيلا تم تشييده خلال عصر الإمبراطورية البابلية الثانية لعبادة الإله مردوخ، ووصفت بعض الوثائق التاريخية المعبد بكونه أحد التحف المعمارية خلال هذه الحقبة الزمنية، ونتيجة لبعض الأحداث السياسية قام الملك الآشوري بإعلان الحرب على مدينة بابل التي تكبدت العديد من الخسائر، لعل أبرزها تدمير المعبد بالكامل ليقرر الملك الكلداني نبوبولاسر أن يستكمل عملية البناء ابنه الملك نبوخذ نصر الثاني، ليقدم للحضارة الإنسانية تحفة معمارية ذكرها الكثير من أشهر المؤرخين مثل المؤرخ الإغريقي هيرودوت، كما تكاثرت حول المعبد العديد من الشائعات على مر التاريخ، لعل أبرزها هو بعض النظريات التي تؤكد على أن برج بابل المذكور في الكتاب المقدس التوراة هو نفسه معبد إيساكيلا.

أهم المعالم القريبة من معبد إيساكيلا

على بعد 90 متراً شمال معبد إيساكيلا يقع ما يُعرف باسم زقورة إيتيمينانكي، والتي تعني باللغة السومرية أساس بيت السماء والأرض، والتي يُعتقد أنها مرقد الإله مردوخ، وتتكوّن زقورة إيتيمينانكي من مبنى متدرج تبلغ أبعاده 460 متراً طولاً، و 420 متراً عرضاً، وتحتوي قاعدة المبنى على أربعة سلالم يبلغ طول كل منها حوالي 91 متراً، وبحسب تفسيرات العديد من علماء الآثار فإن بناء الزقورة بتصميم يتكون من ستة مدرجات ذات أحجام متناقصة بارتفاع كبير؛ يرجع للاعتقاد الذي يؤكد على قيام الزقورة بين عالم البشر وعالم الآلهة، وأن مكان الزقورة هو المكان الذي سيقوم الإله مردوخ بخلق العالم. ورغم المعلومات الكثيرة التي تم العثور عليها مدونة على لوح إيساكيلا، إلا أن الزقورة اختفت من الوجود منذ العصور القديمة ولم يتم التنقيب عنها.

وصف معبد إيساكيلا

يتكوّن معبد إيساكيلا من بوابة ضخمة مصنوعة من معدن البرونز في الجهة الشرقية، وتقود للقاعة الرئيسية التي تبلغ أبعادها حوالي 103 أمتار طولاً و 81 متراً عرضاً، والذي يُعتقد أنها كانت مكان تجمع الآلهة برئاسة مردوخ خلال عيد رأس السنة البابلية الجديدة، وبعدها تقع العديد من الغرف المخصصة للآلهة المقيمين في المعبد، وتم تزيين المعبد بالعديد من المعادن والأحجار والأخشاب النفيسة، كما تم استخدام الذهب الخالص في بناء التمثال الخاص بالآله مردوخ نظراً للاعتقاد أن الإله يسكنه.

تدمير معبد إيساكيلا

نظراً للمكانة الرفيعة التي تمتع بها المعبد كونه مكان العبادة الرئيسي في الدولة البابلية القديمة، فقط كان من الطبيعي أن يكون هدفاً رئيسياً لأي عدو أو غازي، وتكاثرت الروايات التاريخية حول الأسباب أو الطريقة التي تم استخدامها لتدمير المعبد، حيث ذكرت بعض الروايات التاريخية قيام الملك الفارسي خشایارشا الأول بتدمير المبعد عام 482 قبل الميلاد، أثناء قيامه بقمع عملية تمرد، بينما أكدت رواية أخرى على قيام الإسكندر الأكبر بهدم المعبد لاستخدام أحجاره في بناء مسرح مدينة بابل، ورغم اختلاف الروايات، إلا أن النتيجة واحدة، وهي تدمير أهم معالم الحضارة البابلية القديمة.

مواقع مجاورة
عرض الكل