بطارية بغداد في العراق الدليل الشامل

بطارية بغداد في العراق الدليل الشامل

بطارية بغداد هو اسم شائع لإثني عشر قطعة فخارية مصنوعة من الطين الأصفر ومحروقة بالنار، وقد صُنعت في بلاد الرافدين، وتعود في تاريخها إلى الحضارة البارثية أو الساسانية أي إلى ما قبل 2000 عام تقريباً، ولذلك يُطلق عليها اسم البطارية البارثية أيضاً، واكتُشفت بطارية بغداد في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي وتحديداً عام 1936 في قرية تقع جنوب شرق  بغداد وهي خوجوت رابو، وقد تم اكتشافها خلال إحدى عمليات الحفر لإنشاء قنوات جديدة، ولم يُعِر الحفارون هذه الجرة أي انتباه واعتبروها قطعة أثرية وُضعت في متحف العراق مع قطع أثرية أخرى.

وصف بطارية بغداد 

يبلغ طول الجرة 13 سم، ويبلغ عرضها 8 سم، وقاع الجرة ضيق يبدأ بالاتساع بالاتجاه نحو الأعلى إلى أن تصل الجرة في أوسع نقطة لها عند بلوغ ثلثي طولها، وفي داخل الجرة توجد صفيحة نحاسية طولها 9.5 سم، وعرضها 2.5 سم ملفوفة على شكل اسطوانة مجوفة مغلقة من الأسفل، وهذه الاسطوانة النحاسية مثبتة بعنق الجرة بسبيكة من الرصاص والقصدير بطريقة تشبه عملية اللِّحام، وفي داخل الاسطوانة يوجد قضيب حديدي متآكل تقريباً يبلغ طولة 8 سم مثبت في وسطها، ويرتفع 1 سم خارجها، وتغلق الجرة من الأعلى أيضاً بالإسفلت.

اكتشاف بطارية بغداد

في عام 1938 أثارت بطارية بغداد اهتمام عالم الآثار الألماني ومدير المتحف العراقي فيلهلم كونيغ، وقد حاول مراراً أخذها إلى ألمانيا وإجراء الأبحاث عليها إلّا أن الحرب العالمية الثانية وقفت حائلة دون ذلك، ومع ذلك نشر ويلهلم بحثاً له في اللغة الألمانية يحمل عنوان (عنصر كلفاني من الفترة البارثية)، وفيه تكهّن أنّ هذه الجرة الفخارية يمكن أن تكون بطارية تستخدم لطلاء القطع الفنية بالكهرباء، وأطلق عليها اسم بطارية بغداد، ولكنه لم يقدم معلومات دقيقة عنها.

مبدأ عمل بطارية بغداد

يُقال أنّ أول من اخترع البطارية الكهربائية العالم الإيطالي فولتا، والذي استنتج أن وضع قضيبين معدنيين مصنوعين من مادتين مختلفتين في وسط كيميائي يؤدي إلى نشوء فرق جهد بينهما، الأمر الذي يولد تياراً كهربائياً، ولكن اكتشاف بطارية بغداد أسفر عن نتيجة مفادها أن فولتا لم يكتشف البطارية الكهربائية، ولكنه أعاد اكتشافها من جديد، فبعد أن نشر ويلهلم كوينغ بحثه عن بطارية بغداد، بدأ الباحثون بدراستها، وإجراء التجارب عليها، وإحدى هذه الدراسات كشفت عن وجود لِمادة الخل كوسيط بين النحاس والحديد، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء تيار كهربائي.

تم إجراء دراسات في مختبرات جنرال إلكتريك وعمل نموذجاً يحاكي بطارية بغداد، وتم توليد تيار كهربائي بنجاح، وفي عام 1970 قام عالم بإجراء تجربة على نموذج يماثل بطارية بغداد واستخدم عصير العنب كوسيط كيميائي لإحداث فرق الجهد، وبالفعل تولد تيار كهربائي بفرق جهد 0.87 فولت، وأشار هذا العالم إلى أن شحنة واحدة من البطارية قادرة على طلاء تمثال متوسط الحجم من الفضة بالذهب.

سبب اختراع بطارية بغداد

حاولت العديد من الفرضيات إثبات سبب اختراع العراقيين القدامى للبطارية الكهربائية، إحدى هذه الفرضيات تشير إلى أن سبب اختراعها هو طلاء التماثيل بالذهب والفضة مستدلة على ذلك بوجود العديد من المعادن المطلية بالقرب من مكان اكتشاف الجرة، وهناك أيضاً فرضية تشير إلى أن السبب هو حفظ النصوص المقدسة المكتوبة على ورق البردي، لوجود اسطوانات نحاسية  في المتحف مماثلة لما في الجرة تحتوي في داخلها على أجزاء من  ورق البردي.

 هناك فرضية أخرى مفادها أن البطارية كانت تستخدم للعلاج بالإبر لوجود العديد من الإبر في مكان الاكتشاف، حيث يُستخدم تياراً كهربائياً خفيفاً عند العلاج بالإبر، والجدير بالذكر أن كل ما سبق هو فرضيات لم يتم التأكد من أي منها، ولم يُعرف السبب الحقيقي المرجو من صنع هذه البطاريات، كما وظهرت عدة فرضيات غربية تنفي فكرة أن تكون هذه الجرار بطاريات كهربائية لكون توليد الكهرباء يحتاج إلى مواد وأدوات أخرى  لم يتم العثور على أي منها في مناطق الاكتشاف أثناء الحفريات.

مواقع مجاورة
عرض الكل