دليل قصر الذهب الشامل

دليل قصر الذهب الشامل

قصر الذهب هو أحد أهم قصور الدولة العباسية، وله عدة أسماء، فيُعرف بِقصر باب الذهب لأن بابه كان مُذهّباً، ويُعرف بقصر القبة الخضراء نسبة إلى القبة الخضراء التي كانت تميزه عن غيره من القصور، كما يُعرف بِقصر المنصور لأن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور شيّده في عهد تأسيس بغداد التي كانت تعرف بمدينة السلام، ليكون المقر الرسمي للخلافة العباسية في بداياتها، وقيل إن القصر كانت له مكانة مركز أو قلب المدينة.

موقع قصر الذهب

يقع قصر الذهب في وسط المدينة المدورة أو مدينة السلام، وموقع القصر يدل على أهميته التاريخية العظيمة، فقد كانت المدينة مقسمة إلى أربعة أقسام رئيسية لكل قسم منها بوابة خاصة، وتتصل هذه الأقسام بواسطة شوارع رئيسية متشعبة تمتد لتصل بين كل بابين من الأبواب الرئيسية الأربعة، وجميع هذه الشوارع لها نقطة نهاية واحدة تلتقي فيها وهي مركز مدينة المدورة حيث يقع القصر الذي منحه موقعه أهمية كبيرة تظهر في إشرافه على جميع الرعايا من جهة، وحماية الخليفة من جهة أخرى، حيث إنّ على الأعداء قبل الوصول للقصر أن يمروا بمساكن المدينة، الأمر الذي يُتيح للخليفة الخروج من المدينة عبر أي من البوابات الأربعة.

تاريخ قصر الذهب

بقي قصر الذهب بعد وفاة الخليفة المنصور مقراً لمن عقبه من الخلفاء العباسيين، ومنهم الخليفة الأمين الذي جعل القصر مقراً لحكمه، وعندما هاجم جيش أخيه المأمون المدينة بقيادة الطاهر بن الحسين، قذف القصر بالمنجنيق وألحق به أضراراَ كبيرة،، وعلى أثر حصار المدينة قُتل الخليفة الأمين وانتقلت والدته لِقصر الخلد، وأصبح قصر الذهب خراباً وخالياً من السكان، والجدير بالذكر أن القبة الخضراء بقيت صامدة إلى أن سقط رأسها في 329هـ، وقيل أن السبب إصابتها بصاعقة برق قوية أثناء الأمطار الغزيرة أدّت إلى حرقها، وانهارت الأجزاء المتبقية منها في 653هـ، ويُرجّح أن السبب في دمارها الفيضان القوي الذي اجتاح مدينة بغداد في ذلك العام.

أهم المواقع الأثرية في قصر الذهب

تبلغ مساحة قصر الذهب 40000 متراً مربعاً، وله شكلاً مربعاً، ويبلغ ارتفاعه من الأرض إلى رأس القبة نحو ثمانين ذراعاً، وقيل إنه كان شبيهاً بقصر الحجاج بن يوسف، وقد بُني القصر من الجص والطابوق، وقيل أيضاً أن أرض قصر الذهب فُرشت بنحو 22 ألف بساطٍ، أما الحوائط فقد فُرشت بنحو 30 ألف بساطٍ بعضها من الحرير المُطرز، وقد ذكرت المصادر التاريخية بعضاً من أهم المعالم الأثرية في القصر وهي: 

  • القبة الخضراء: وهي أكثر ما يُميز القصر، وتُعرف باسم تاج بغداد، وهي أقدم القباب الإسلامية في العهد العباسي، وعلى رأس القبة يوجد تمثال فرس على ظهره فارس يحمل بيده رمحاً يدور مع الريح، ووقوفه عند إحدى الجهات يعني أن ثائر أو عدو سوف يظهر منها، وقد سقطت هذه القبة جرّاء عاصفة شديدة على بغداد.
  • شجرة الذهب والفضة: ذُكر أن في القصر كانت هناك شجرة مصنوعة من الذهب والفضة، وعليها وُضعت تماثيل طيور تتحرك، صُنعت أيضاً من الذهب والفضة.
  • الإيوان: وقع الإيوان في صدر المجلس تحت القبة الخضراء، بلغ عرضه عشرة أمتار في حين بلغ ارتفاع قوسه عن الأرض 15 متراً، وتميز بطرازه الفارسي، وقد أطلقت البعثات الأثرية التي زارت القصر على الإيوان اسم قاعة العرش لأهميته العظيمة في القصر.
  • مسجد الجامع الكبير: عُرف أيضاً بجامع القبة الخضراء، وهو ليس جزءً من قصر الذهب، وإنما أحد المعالم التي ميزته، حيث بُني ملاصقاً للسور الشمالي الشرقي للقصر، وتميّز الجامع بجدرانه المصنوعة من اللبن وأعمدته الخشبية، وكان رمزاً لِعزِِّ بغداد ومجدها لعدة قرون.
مواقع مجاورة
عرض الكل