القصر الجمهوري في العراق

القصر الجمهوري في العراق

يحتوي العراق على عدد كبير من القصور الرئاسية يصل إلى 81 قصرًا، حيث القاعات الفسيحة من الرخام والأسقف المُقبّبة التي تتدلّى منها ثريات الكريستال الصناعي وأعمدة رخاميّة شاهقة العلو، وقد كانت هذه القصور محور تحقيقات الرابطة الدولية للطاقة الذرية لسنوات عدة، والقصر الجمهوري واحد من أهم الأمثلة على هذه القصور، وهو عبارة عن قصر يقع في بغداد وشُيّد بأوامر الملك فيصل الثاني وكان المكان المُفضّل للرئيس السابق صدام حسين للقاء رؤساء الدول الزائرين.

معلومات حول القصر الجمهوري

معلومات حول القصر الجمهوري

تم تصميم القصر للملك فيصل الثاني في عام  1954 ليكون المقر الرسمي له، وذلك من قبل المهندس المعماري البريطاني جون بريان، الذي صمم كلية الهندسة ودار رئيس الوزراء نوري السعيد عام 1936، حيث كان المهندس كوبر يعمل  في دائرة المباني العامة التابعة للحكومة العراقية، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ تكلفة إنشاء القصر بلغت 50 ألف دينار عراقي وتم الانتهاء منه في عام 1958.

يقع مدخل القصر بالقرب من الشارع الرئيسي، حيث يحوي مظلّة ترتكز على ستة أعمدة، ينتهي إلى قاعة دائرية في وسط المبنى بالضبط، وتم تنفيذ جميع الجدران الخارجية باستخدام أحجار مستوردة من الأردن بدلاً من الطوب المعتاد بشكل غير نموذجي.

قام الرئيس السابق صدام حسين بتوسيع القصر وإضافة جناحين جديدين على يمين القصر وعلى شماله، ووضع أربعة تماثيل عند بداية ونهاية كل جناح على برج مُميّز، حيث تمثّل التماثيل رأسه وهو مرتديًا خوذة عسكرية تاريخية، علمًا أنّه تبلغ مساحة الجناح الواحد بقدر مساحة القصر الملكي بأكمله، ويضم كلا الجناحين قاعات للاجتماعات ومكاتب رسمية ومكاتب استقبال، حيث وصل عدد غرف القصر إلى 400 غرفة ما بين صالة وقاعة، وتم تزيين الواجهة الأمامية بشعر عربي محفور على الحجر.

يتكوّن القصر أيضًا من طابقين، ويعد كتلة مُتناظرة ومستطيلة الشكل تبلغ مساحتها 52 مترا في 125 متر، يتوسّطه قبّة مركزيّة يبلغ قطرها 16 مترًا، وترتفع على اسطوانة دائرية بمقدار 3 أمتار، وتم تزيينها بالفسيفساء الفيروزية التي تميًز القباب التاريخية النموذجية العراقية، وعلى كلا الجانبين يوجد فناء مفتوح.

موقع القصر الجمهوري

موقع القصر الجمهوري

يقع القصر الجمهوري على الضفة الغربية لنهر دجلة، في أحد أرقى أحياء بغداد وهو حي كرادة مريم.

يبعد القصر الجمهوري مسافة 2.9 كم عن السفارة الأمريكية، ويبعد القصر مسافة 4.2 كم عن وزارة الخارجية العراقية، كما يبعد القصر مسافة 4.9 كم عن المنطقة الخضراء، ويبعد القصر مسافة 4.9 كم عن قصر السلام، علمًا أنّه يبعد عن قصر السجود مسافة 5.2 كم، في حين يبعد القصر عن جامعة بغداد مسافة 7.5 كم.

خريطة القصر الجمهوري في العراق

تاريخ القصر الجمهوري

تاريخ القصر الجمهوري
  • تم تأسيس القصر الجمهوري على يد الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق في أوائل خمسينيات القرن الماضي، وفي 14 تموز 1958 أودى انقلاب عسكري بحياة الملك الشاب فيصل وكامل عائلته.
  • يذكر أنّ عبد الكريم قاسم وهو رئيس أول حكم جمهوري في العراق أطلق عليه تسمية القصر الجمهوري، ولم يستخدمه أبدًا حتى أنّه لم يُشاهده أو يزوره، حيث أقام حينها في مكتبه ضمن وزارة الدفاع، ويعتبر الرئيس عبد السلام عارف أول من أقام فيه وهو ثاني رئيس للجمهورية العراقية، حيث استخدمه أيضًا مكتب له آنذاك.
  • تولّى صدام حسين رئاسة الجمهورية للجمهورية في تموز عام 1979 لكنه لم يقم في القصر الجمهوري، بل اتّخذ من قصر الرضوانية غرب بغداد قرب المطار الدولي مقرًا لسكنه، في حين بقي المجلس الوطني مكتبًا له، لكنّه استقبل ضيوفه في القصر الجمهوري.
  • في عام 1991 تعرض القصر الجمهوري للقصف الجوي وذلك من قبل القوات الأميركية، وفي عام 1992 أعاد الرئيس السابق صدام حسين ترميمه وقام بتوسيعه في فترة التسعينات حيث جعله مقر إقامته الرسمي. 
  • استولى الجنود الأمريكيون في نيسان عام 2003 على القصر الجمهوري على الفور، وذلك أثناء غزو العراق حيث أقاموا مقرًا لهم في القصر، وأصبح أحد مقرات جيشه، ثم تم استخدامه كمقر للحاكم المدني الأميركي بول بريمر وذلك حتى نهاية عام 2008.
  • أنشأت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة سفارتها هناك، وذلك بعد حل سلطة التحالف المؤقتة التي اتخذت القصر مقرًا لها وحكمت البلاد حتى يونيو 2004.
  • أصبح القصر مركز “المنطقة الخضراء” في وسط بغداد، والذي يضم السفارات الغربية الرئيسيّة والإدارات العراقيّة وتمثيل الأمم المُتّحدة، لذا يخضع هذا القطاع لحماية شديدة.
  • انتقل التمثيل الأميركي إلى سفارته الجديدة وهي عبارة عن مجمع ضخم مُكوّن من 21 مبنى ويقع على بعد بضع مئات الأمتار من القصر، حيث أنفقت وزارة الخارجية 736 مليون دولار لبناء سفارة جديدة، وتمت إعادة القصر الجمهوري إلى الحكومة العراقية حيث انتقل الرئيس العراقي جلال طالباني حينها إلى القصر.
  • تم تسليم القصر للحكومة العراقية من قبل الإدارة الاميركية في بداية عام 2009، وتمت تسميته رسميًا باسم قصر الحكومة.
  • لم يستخدم القصر أي رئيس جمهورية بعد عام 2003، حيث أقام الرئيس جلال طالباني في قصر سندباد الذي شيّده صدام حسين والمعروف حاليًا بقصر السلام، حيث اتّخذه طالباني مسكنًا ومقرًا له على ضفاف دجلة في الكرادة، وما يزال قصر السلام مقرًا لرئيس الجمهورية حتى يومنا هذا.
مواقع مجاورة
عرض الكل