تم إنشاء متحف الناصرية في عام 1969، وقد قامت ببنائه شركة كولبنكيان النفطية التي كانت تعمل في العراق في ذلك الوقت، ويعد متحف الناصرية ثاني أكبر متحف في العراق من حيث المساحة، وهو من أهم المعالم البارزة في محافظة ذي قار، وقد وهج بريقه في حقبة السبعينات، وظل معطلًا بعد ذلك بسبب الحروب، رغم ذلك فهو صرح حضاري يضم أكثر من 1200 قطعة أثرية.
تصميم متحف الناصرية
يتكون متحف الناصرية من طابقين، يحتوي كل طابق على سبع قاعات، القاعة الأولى تمثل عصور ما قبل التاريخ، والقاعة الآشورية، والبابلية، والقاعة السومرية، والحضرية، والقاعة الإسلامية، وكل قاعة تمثل دور تاريخي لبلاد وادي الرافدين، ويضم مئات القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى 8 آلاف عام من عصور سومرية، وبابلية، وأكدية، ومن مختلف الحضارات، وقد تم استخراجها من مواقع أثرية من محافظة بابل، ونينوى، والنمرود، والبصرة، وميسان، ومدن أثرية أخرى.
محتويات متحف الناصرية
يوجد بالمتحف تمثال حقيقي للملك أور- نمو من النحاس، وهو يحمل سلة بناء، وهيكل عظمي لإنسان حقيقي يعود عمره إلى 8 الآف سنة، ويسمى بالرجل الصياد، يعود لفترة العبيد قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد، حيث تم اكتشافه في مقابر موقع أريدو غربي الناصرية، ولا يزال موجودًا بمخازن المتحف ستارة ملكية لإحدى بوابات المعابد، فيها ختم الملك أمار- سن، حفيد الملك أور- نمو من مدينة أور، وهناك مبخرة مزينة ومزخرفة تعود لسبعة آلاف عام قبل الميلاد، كما توجد واحدة من أقدم العجلات التي تم اكتشافها في بلاد وادي الرافدين، وتماثيل مهمة لأمراء وملوك من مدينة الحضر، والتي تعود إلى 250 عامًا من قبل الميلاد، منها: الملك سنطروق، وهي مصنوعة من رخام الحجر الكلسي، كما تتزين القاعة الحضرية لتماثيل أمراء وشخصيات مهمة وكهنة قسم، منها: سومرية، وبابلية، وآشورية
أحداث وحروب شهدها متحف الناصرية
في عام 1991 تم أخذ كل القطع الأثرية الموجودة بالمتحف وإرسالها إلى المتحف الوطني، وظل مغلقًا 22 عامًا، وأعيد افتتاحه مرة أخرى واسترجاع كل القطع الآثارية إليه في عام 2015، حيث بدأ العمل بتطبيق خطة جديدة وتفعيله من جديد؛ لاستقطاب الزائرين إليه، وليكون واجهة حضارية، وتم ذلك عن طريق افتتاحه للمواطنين في المناسبات العامة.
فعاليات ثقافية وفنية في متحف الناصرية
أجريت في المتحف معارض فنية، ومعارض للرسم، وكذلك تم فتح ورشة متحف الناصرية التي يشرف عليها عدد من الموظفين والمتطوعين، ومهمة هذه الورشة هي إنتاج مجسمات من زقورة أور، وتقديمها الى زائري المتحف، وقد توسع عمل ورشة المتحف ليتم صنع مجسمات جديدة غير زقورة أور، مثل: بوابة عشتار، والثور المجنح، والقيثارة السومرية، وتم توزيع أكثر من 1000 مجسم على مرتادي المتحف خلال الفترة الماضية، وزار المتحف شخصيات مهمة على مستوى العالم، منها: مديرة متحف اللوفر في باريس، ومسؤولون بمتحف الأرميتاج في روسيا، ومتحف برلين في ألمانيا، ومسؤولون في متاحف وروما في إيطاليا.
