زقورة إيتيمينانكي.. إحدى عجائب الحضارة البابلية في العراق

زقورة إيتيمينانكي.. إحدى عجائب الحضارة البابلية في العراق

تم تشييد زقورة إيتيمينانكي عام 600 قبل الميلاد خلال حقبة الإمبراطورية البابلية الثانية لتكون بمثابة مقبرة يستقر بها الإله مردوخ الذي كان يُعبد خلال تلك الفترة، وتم معرفة زقورة إيتيمينانكي من خلال بعض الألواح الأثرية التي تم العثور عليها في مدينة أوروك والتي تضمنت وصفاً تفصيلياً للزقورة التي يعتقد أنها تم تدميرها على يد الملك الآشوري سنحاريب.

سبب تشييد زقورة إيتيمينانكي

سبب تشييد زقورة إيتيمينانكي

تم تشييد زقورة إيتيمينانكي ليستقر بها الإله مردوخ الذي كان له قدسية كبيرة خلال الحقبة البابلية، ونظراً لكون مدينة بابل المدينة الأقوى خلال هذه الحقبة الزمنية، ونظراً لتمتعها بعلاقات قوية مع مدينة إريدو، فقد تمتع الإله مردوخ بتقديس كبير في مدينة إريدو كما هو الحال في بابل، وفي نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد نجح البابليون خلال حقبة حكم الملك حمورابي في السيطرة على جميع أرجاء بلاد الرافدين ليصبح الإله مردوخ إله المملكة وتم منحه المقام الأول بين كل آلهة السماء.

وصف زقورة إيتيمينانكي

تقع زقورة إيتيمينانكي على بعد حوالي 90 متراً شمال معبد إيساكيلا الذي تم تشييده لعبادة الإله مردوخ، وتم تصميم زقورة إيتيمينانكي على شكل مبنى مدرج يحتوي على 6 درجات متناقصة الحجم للأعلى، وتبلغ أبعاده حوالي 460 متراً طولاً و420 متراً عرضاً و حوالي 91 متراً ارتفاعاً، وتحتوي الجهة الشرقية للزقورة على بوابة ضخمة للدخول، أما الجانب الجنوبي فتحتوي الزقورة على العديد من الغرف والتي يعتقد أنه تم شغلها من قبل الموظفين الإداريين والعبيد العاملين في الزقورة، وأكدت الأساطير البابلية على أنه تم تصميم الزقورة بهذا الارتفاع لتشكيل نوع من الارتباط بين عالم البشر في الأرض وعالم الآلهة في السماء، كما جرى الاعتقاد خلال هذه الفترة بأن قمة الزقورة هي المكان الذي سيقوم فيه الإله مردوخ بخلق العالم.  

تدمير زقورة إيتيمينانكي

شأنها شأن العديد من أهم معالم العالم القديم التي تعرضت للتدمير جراء الإهمال أو أحد الكوارث الطبيعية أو الحروب والصراعات على السلطة والسيادة، فإن زقورة إيتيمينانكي تعرضت للتدمير ولم يتبقى من آثارها سوى بعض الألواح التي تعود للحقبة البابلية والتي تحدثت ووصفت الزقورة بدقة، وكَثُرت الأقاويل حول أسباب تدمير الزقورة، حيث ذكرت بعض الأساطير أن الزقورة تم تدميرها أثناء الحرب بين البابليين والآشوريين، حيث قام الملك الآشوري سنحاريب بتدميرها نظراً لأهميتها الكبيرة للشعب البابلي كمقر للإله مردوخ، بينما هناك رواية أخرى تؤكد على تعرض الزقورة للتدمير أثناء قيام الملك الفارسي زركسيس الأول أثناء قيامه بعملية قمع التمرد في المدينة، وذكرت رواية أخرى أن الزقورة تعرضت للتخريب المتعمد خلال فترة ازدهار الإمبراطورية السلوقية والتي شهدت تدهور أحوال الدولة البابلية، وأخيراً ظهرت رواية آخرى تؤكد على هدم الزقورة خلال حقبة الاسكندر الأكبر، وبغض النظر عن تعدد روايات تدمير الزقورة، فقد أكدت بعض الألواح المكتوبة باللغة المسمارية على تسوية الزقورة خلال القرنين الأول والثاني ميلادياً والتخطيط تمهيداً لإعادة بنائها، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق على أرض الواقع.

خريطة زقورة إيتيمينانكي

مواقع مجاورة
عرض الكل