الموقع والسكان
مدينة الكرمة هي مدينة تابعة للجمهورية العربية العراقية، وتقع في الغرب من العراق في محافظة الأنبار كقضاء من ضمن المحافظة، وإلى الشمال الشرقي من مدينة الفلوجة، وتبعد ما يقارب 16كم عن الفلوجة زهاء، وتصل مساحة المدينة إلى 1000كم²، وتعتبر أكبر مدينة ريفية في محافظة الأنبار، وتجمع المدينة ما بين المدينة والقرية، ووصل عدد سكان هذه المدينة حسب إحصائيات الأمم المتحدة في عام 2013 إلى ما يقارب 95 ألف نسمة، أما بالنسبة لسكان المدينة فهم من عشائر الحلابسة، ومن عشائر الفلاحات، ومن عشائر الجميلة، ومن عشائر البوخليفة، ومن عشائر البوشهاب.
تاريخ مدينة الكرمة
كما في سائر المدن والمحافظات العراقية، لا يخلو تاريخ مدينة الكرمة من الحروب؛ حيث شاركت المدينة في الحروب في زمن الاحتلال الأمريكي للعراق، واعتبرت هذه المدينة في تلك الفترة الواقعة ما بين عامي 2005 و 2007، من أقوى المدن التي واجهت الاحتلال الأمريكي، وفي ما بعد سيطرت الجماعات المسلحة على المدينة، وبعد الانتهاء من الحرب الأمريكية، ظهرت جماعة تنظيم الدولة الإسلامية وفرضت سيطرتها على مدينة الكرمة لفترة عامين، من تاريخ 2014 إلى 2016، وتم الإعلان عن المدينة دوليًا بأنها منطقة منكوبة؛ نتيجة تعرض الأحياء السكنية للقصف بصورة يومية، بالإضافة إلى تعرضها للمحاصرة، ومنع دخول أي نوع من الأغذية والأدوية، والمساعدات الإنسانية المختلفة، بالإضافة إلى توقف محطات الماء والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الضحايا والإصابات بين المدنيين، من رجال ونساء وأطفال بصورة يومية، إلى أن تمكّنت القوات العراقية من تحريرها وفرض السيطرة عليها، وإعادة النازحين من أبنائها إليها، ومحاولة إعادة الإعمار.
خريطة الكرمة
الاقتصاد في مدينة الكرمة
تعتبر مدينة الرطبة منطقة ريفية بامتياز، وتتوفر فيها الأشجار بكثافة، الأمر الذي عزز الاقتصاد من الناحية الزراعية، بالإضافة إلى أن أهالي هذه المدينة قاموا بإنشاء العديد من المصانع والتي تزيد عن 500 مصنع، أغلبها تتخصص في مجال الإسمنت، والحصى، والرمل، والجص، والتي تمثّل معززًا للاقتصاد، وذو أهمية كبيرة في تشغيل أبناء المدينة وتحقيق مصدر لكسب الرزق، ولكن للأسف مع الحروب المتواصلة على الأراضي العراقية، أغلبية هذه المصانع متوقفة عن العمل، نتيجة تعرضها للتدمير، والتخريب، والسرقة، لأدواتها ومعداتها وبنائها، وتدمير ما يزيد عن 60% منها، ويحاول أهالي المنطقة إعادة إحياء اقتصادها وإعادة تشغيل هذه المصانع لما لها من أهمية اقتصادية ليس على الكرمة فحسب، إنما على جمهورية العراق بشكل عام؛ وذلك لأن المدينة تصدر انتاجاتها إلى مختلف المحافظات العراقية.
الكرمة في مرحلة ما بعد الحرب
بعد الانتهاء من الحروب ومن تواجد التنظيمات المختلفة على مدن محافظة الأنبار مثل الرمادي، والفلوجة، والكرمة، تعمل الحكومة العراقية على إعادة إعمار هذه المدن بعد الدمار الذي تعرضن إليه، وتعمل الدولة على إقامة بوابات ومداخل متطورة لكل مدينة بما فيهن مدينة الكرمة، والتي ستشكّل مظهرًا جميلًا وعصري، ولتزيين هذه المدن المتضررة بحلة جديدة، بالإضافة إلى استخدام هذه البوابات كنقاط أمنية وتفتيشية؛ حيث إنه تم تزويدها بكاميرات، وبأجهزة الشرطة والأمن، كمحاولة للحفاظ على الأمن والأمان، ومنع أي محاولات للتشكيلات المسلحة مجددًا، بالإضافة إلى محاولة إعادة الإعمار بصورة شاملة، من نواحي الكهرباء، ونواحي الماء، وإنشاء الجسور والمعابر، التي من شأنها أن تحسن وصول السكان إلى الخدمات المختلفة، وإعادة إحياء البنية التحتية.
محافظة الأنبار
محافظة الأنبار هي من أحد أكبر محافظات الجمهورية العربية العراقية، من حيث المساحة والتي تبلغ 138.500كم²، والتي تشكّل ما يعادل ثلث مساحة العراق، أما بالنسبة لعدد سكان المدينة فيصل إلى مليون و600 ألف نسمة وذلك حسب إحصائيات أجريت عام 2014، وتتميز المدينة بثرواتها الطبيعية المتمثلة بوجود الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى المعادن مثل الذهب، والفوسفات، والحديد، وغيرها، ويعتبر المناخ في المنطقة شبه صحراوي، حيث يوجد تباين كبير بين الحرارة في النهار والحرارة في الليل، وبين الحرارة في الصيف والشتاء، بالإضافة إلى انخفاض الرطوبة.