مدينة نفر في العراق وأهم ما يميزها 

مدينة نفر أو كما عرفت قديمًا باسم نيبور، هي ناحية عراقية تقع في منطقة نهر الفرات الأوسط في محافظة القادسية العراقية، وتتبع قضاء عفك، وقد كانت مدينة نفر تابعة إلى مركز القضاء إلى أن تحولت بعد ذلك إلى ناحية، وذلك بعد الزيادة السكانية الكبيرة في الناحية ووجود القرى الزراعية المختلفة فيها، ويبلغ عدد سكان مدينة نفر بحوالي 24 ألف نسمة، وذلك حسب تقديرات عام 2014م.

موقع مدينة نفر 

تقع ناحية أو مدينة نفر في محافظة القادسية في الشرق من مدينة الديوانية، وهي تابعة لقضاء عفك، وتقع على الطريق الرابط بين الحلة والعمارة، مما يعني أن موقعها يجعلها تربط بين محافظات العراق.

خريطة مدينة نفر

تاريخ مدينة نفر 

تعد مدينة نفر من أقدم المدن والمناطق الحضارية في الديوانية والعراق كافة، وكانت مدينة نفر جزء من بلاد سومر، وبابل، وآشور والوركاء، حيث إنها مدينة تاريخية يعود تاريخها إلى أكثر من 7000 سنة ق.م ويطلق عليها حاليًا ناحية نفر، وهي تمتاز بتاريخ ثري وإرث عظيم.

حقائق عن مدينة نفر

كانت مدينة نفر (نيبور) هي العاصمة الدينية للسومريين والبابليين، وقد بدأت أولى عمليات التنقيب عام 1889 حينما قدمت بعثة آثارية من جامعة بنسلفانيا الأميركية، حيث تم العثور خلال التنقيبات على أول مكتبة في التاريخ، وكذلك عثر الباحثون على نصوص اقتصادية ورياضية وفلكية وأدبية، كما وجدوا في المدينة أقدم تقويم زراعي معروف فيه معلومات عن طرق الزراعة والري، وتم العثور على أول صيدلية وأول من لعب كرة القدم كان سكان مدينة نفر، حيث عثر على لوحة تظهر رجلًا وأمام قدمه ما يشبه كرة القدم يداعبها، كما تم من خلال التنقيبات الكثيرة التعرف على أقسام المدينة وتخطيطها وبناياتها وما فيها من معابد، وكذلك نصوصًا اقتصادية ورياضية وفلكية وأدبية ودينية.

الحياة في مدينة نفر

الحياة في مدينة نفر قد استمرت منتعشة ومتقدمة حتى عصر الخلافة العباسية، وذلك نتيجة لما عُرف من اقتران ألقاب بعض العلماء المسلمين في تلك الفترة باسم المدينة مثل النفري.

أهم ما يميز مدينة نفر

الزراعة 

تعد مدينة نفر من أهم المناطق الزراعية في محافظة الديوانية، حيث تزرع فيها الكثير من المحاصيل الزراعية المهمة، مثل: الحنطة، والشعير، وأيضًا الأرز، والتمر، وغيرها من الفواكه والخضروات المختلفة.

أقدم تقويم زراعي في العالم

عثر الباحثون في مدينة نفر على أقدم تقويم زراعي معروف حتى الآن، حيث يوجد فيه أقدم المعلومات عن طرق الزراعة والري التي كان يمارسها سكان العراق القدامى، ووصلت إلينا موضحة في تقويم سومري، وقد عثر عليه في خرائب مدينة نيبور، ومن المثير للدهشة أن الأوصاف التي ينطوي عليها هذا التقويم تدل على أن طرق الري والزراعة القديمة التي كانت تمارس في تلك الأزمان لا تختلف في شيء عن طرق الري والزراعة التي يطبقها الفلاح العراقي في الوقت الراهن.

يشتمل هذا التقويم الذي عثر عليه على نصائح وإرشادات يوجهها أحد المزارعين إلى ابنه حول طريقة إدارة شؤون مزرعته، وطريقة إعداد الأرض، وإنجاز عملية الحرث، وتنظيم الري في أرضه ومزرعته؛ كي يحصل على أفضل منتج وأوفر محصول، وقد دونت هذه الوثيقة التي يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام على رقيم من الطين يتكون من 108 سطر بالخط المسماري باللغة السومرية.