تقع قرية بستان سور في وادي شهرزور التابع لمحافظة السليمانية في كردستان العراق، وهي واحدة من القرى الأثرية التي يعود عمرها إلى 9000 عام قبل الميلاد، ولها تاريخ طويل وإرث في الزراعة وتربية المواشي، وقد اشتملت على واحدة من أوائل الحضارات التي انتقلت إلى العصر الحجري الحديث.
الحفريات والتنقيبات في بستان سور
كشف فريق بحثي متخصص بالآثار في عام 2018 أن قرية بستان سور بدأت بالزراعة منذ حوالي 9000 عام قبل الميلاد، وأن سكان القرية انتقلوا من مهنة تربية المواشي إلى مهنة الزراعة فيها، وبذلك تكون فترة العصر الحجري الجليدي هو فترة بدأ مهنة الزراعة بشكل واضح، وقد غيرت هذه التنقيبات ما كان يعرف في التاريخ السابق أن قرية جرمو في شرق السليمانية هي واحدة من أقدم القرى التي امتهنت الزراعة في التاريخ ويعود تاريخها إلى حوالي 7000 عام قبل الميلاد في فترة العصر الحجري، وقد تم تصنيف القرية أنها موقع أثري تحتوي أكثر من 600 منطقة أثرية.
حضارة قرية بستان سور
تعتبر حضارة قرية بستان سور واحدة من أولى الحضارات التي انتقلت إلى العصر الحجري الحديث، وتعود هذه القرية إلى فترة ما بين عام 10,000 وعام 7,000 قبل الميلاد، وقد اكتشف فيها علماء الآثار مجموعة من الأدوات الحجرية والسجاد وبقايا لهياكل مواقد وآثار عمارة، كما اكتشف فيها رسغ مفصلي لخنزير وجزء من عظام ماعز، وذلك ما يدل على النشاط البشري الكبير في العصر الحجري الحديث.
ثم تم اكتشاف مجموعة من المباني التي تحتوي على غرف وجدران مبنية من اللبن البني والمحمر والطوب المشيد جيداً، وذلك ما يدل على وجود حضارة عمرانية قديمة في قرية بستان سور، كما تبين وجود استراتيجيات في استخدام الموارد، فوجد أيضاً في القرية أدوات لصيد الغزلان والأسماك وغيرها، بالإضافة إلى وجود مجموعة كبيرة من الأدوات الزراعية والأماكن المخصصة لتخزين الحبوب مثل القمح والشعير والقصب والجوز وبعض الأعشاب والحشائش النباتية، وذلك ما يوضح ثراء الحياة في القرية.
عثر العلماء أيضاً على مباني تحتوي على رفات أشخاص من مختلف الأعمار، وقد تحتوي بعض المباني على رفات لأكثر من 50 شخص، ويتوقع أنها تنتمي لأسرة واحدة، وذلك ما يؤكد إلى وجود علاقات أسرية طويلة الأمد وواسعة في مجتمع قريبة بستان سور، كما تم اكتشاف خرزات من الحجر والصدف والتماثيل والقواقع، بالإضافة إلى العديد من الجدران الحجرية والأفران والحفر والأدوات الفخارية المميزة.
