مدينة عين تمر في محافظة كربلاء

مدينة عين تمر في محافظة كربلاء

مدينة عين تمر

تقع مدينة عين تمر على بُعد 76 كم- جنوب غرب مدينة كربلاء العراقية، وتتبع إدارياً لمحافظة كربلاء، ويحدها من الغرب منطقة شريش ومحافظة الأنبار، ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب، كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس، أما من الجنوب فتحدها منطقة السلام- التابعة لمحافظة كربلاء، وقد بلغ التعداد السكاني لعين تمر نحو 90,000 نسمة وفقاً لإحصاء 2014.

سميت عين تمر بهذا الاسم لكثرة أنواع التمر فيها واشتهارها بغابات النخيل، ويعمل قسم كبير من سكانها بالزراعة، إضافةً إلى المهن الأخرى، كما وتعد صيد الصقور وبيعها هوايةً مفضلةً لدى الكثيرين من أهلها؛ لما لها من مردود مادي وفير.

الطبيعة في عين تمر

تقع المدينة على حافة الصحراء، وتمتاز بأنها جنة من جنان الله على الأرض، فهي عبارة عن غابة من النخيل، مما تكثر فيها أشجار الفواكه ممثلةً واحةً في وسط الصحراء، وتكثر في مدينة عين التمر العيون المعدنية التي تخرج من باطن الأرض، والتي تعتبر مصدراً لري المزروعات في تلك المنطقة، وتمتاز مياه تلك العيون بقلة ملوحتها، كما أنها تحتوي على الكلوريد والكبريتات؛ الأمر الذي يجعلها غير صالحة  للشرب، وتتواجد فيها عيون الماء النقية الصالحة للشرب- والتي ما زالت تتدفق من باطن الأرض منذ آلاف السنين- ومن هذه العيون: عين السيب، والعين الحمرة، والعين الكبيرة المعروفة باسم العين الزرقة: بسبب زُرقة مياهها وهي نفسها المسماة بالعربيد من قبل البدو؛ وذلك لسرعة جريان الماء المتدفق في مجاريها، إضافة إلى عشرين عين ماء أخرى صغيرة- بعضها جفّ وبعضها ازدادت ملوحته بسبب سياسة حفر الآبار الارتوازية في المنطقة- ويعيش في بعض عيونها أنواعٌ نادرةٌ من الأسماك الصغيرة والملونة، وهي تطل على بحيرة الرزازة، التي تعتبر ثاني أكبر بحيرة في العراق.

خريطة عين تمر

تاريخ مدينة عين تمر

يرجع تاريخ هذه المدينة إلى أكثر من ألف عامٍ قبل الميلاد، حيث سكنها الآراميون، وكانت تُعرف في عهدهم باسم شفتفا “شثاثا” أي الرائقة الصافية، وتدل الآثار الموجودة فيها والمتمثلة بأطلال قصر شمعون بن جابر اللخمي- الذي نصر النعمان الرابع سنة 593- على أن عين تمر كانت جزءاً من مملكة الحيرة التابعة للمناذرة، ولازالت تُعرف باسم شثاثا، أو كما يلفظها عامة الناس شتاثا. أما في العهد الإسلامي، فقد طالت مدينة عين تمر الفتح الإسلامي عام 12 هجرية، بقيادة القائد خالد بن الوليد، زمن الخليفة أبو بكر الصديق.، وقد كانت من أولى المدن المفتوحة في العراق.

نمت بالقرب من مدينة شثاثا التاريخية القديمة قرية صغيرة بالقرب من عيون الماء، ، ثم أخذت هذه القرية بالتوسع على حساب مدينة شثاثا التاريخية الأساسية، وفي عام 1938 أطلق على هذه القرية- التي أخذت تتوسع أكثر فأكثر حتى صارت مدينةً- اسم “عين تمر” تخليداً للمدينة القديمة الأثرية.

أهمية مدينة عين تمر

كانت لعين تمر أهمية كبرى تمثلت بموقعها الإستراتيجي المميز، والذي جعل لها مكانة تجارية وعسكرية مهمة:

  • الناحية التجارية: تقع المدينة على طريق التجارة بين العراق والشام، وقد مثلت في تلك الفترة السوق الذي تزوره القبائل البدوية؛ لتشتري احتياجاتها من أطعمة وأنسجة ومؤن، وتبيع منتجاتها من الجمال والأغنام.
  • الناحية العسكرية: تكمن أهمية هذه المدينة العسكرية في أنها كانت نقطة إنذار وصد هجمات البدو، وكان ذلك بسبب موقعها الجغرافي الذي يفصل بين الصحراء وبين الممالك الداخلية في بلاد الرافدين، وقد كانت عين التمر بمثابة القلعة المتقدمة التي حمت ممالك بلاد النهرين من الهجمات البدوية، الأمر الذي يفسر كثرة الحصون أو القصور التي ما تزال بقاياها موجودة في المدينة

الأهمية السياحية لعين تمر

إضافةً إلى عيون الماء التي تجذب الناس إليها، فإن هذه المدينة تتميز بآثار دينية وتاريخية مختلفة منها:

  • قصر الأخيضر
  • قصر شمعون
  • الكنائس والمقابر المسيحية مثل: كنيسة القصير، وكنيسة البرذويل
  • السياحة الدينية الشيعية المتمثلة بالمقامات التالية: مقام الإمام الحسن، ومقام دوسة الامام علي، وحوض الامام علي، ومقام الامام زين العابدين المعروف بمرور السبايا، وقطارة الامام علي.
  • بحيرة الرزازة

من عادات سكان المدينة

ينفر أهالي عين تمر- في الفترة الواقعة بين شهري أيلول وتشرين الثاني-  مدة ثلاثة أيام خارج المدينة، إلى موقع قديم يسمى “الكهف” بالقرب من مرقد “احمد بن هاشم”؛ يتسامرون فيها ويزور بعضهم بعضاً، كما ويتصالح المتخاصمون فيما بينهم، وهي عادة معروفةٌ لديهم، إذ ترجع أصولها إلى زمن العثمانيين،  حيث نشب خلاف بين سكان المدينة وبين السلطات بخصوص الضرائب، وعلى إثره اجتمع السكان في ذلك الموقع وبقوا فيه ثلاثة أيام يتباحثون في الأمر فيما بينهم حتى حلت المشكلة، فأصبح ذلك بمثابة التقليد والعادة السنوية توارثها أبناء المدينة عن آبائهم.

مواقع مجاورة
عرض الكل