تعرف تلول خيوط ربوعة بأنها منطقة أثرية موجودة في الجانب الشرقي من العاصمة بغداد، وتحديداً في القسم الشمالي من مدينة ألعاب بغداد الحالية، وعلى الجهة الغربية من نقطة تقاطع سكة حديد بغداد – كركوك مع قناة الجيش، ولهذا الموقع الأثري أهمية تاريخية كبيرة تعود إلى قديم الزمان، وتم اكتشاف عدد من الآثار النادرة فيها.
الأهمية التاريخية لتلول ربوعة
كشفت مجموعة من أعمال التسوية التي أجريت في المنطقة بإشراف دائرة الآثار العراقية عن وجود بناية قديمة في المنطقة، وهي بناية ذات جدران سميكة مبنية بالآجر واللبن وتبلغ أبعادها حوالي 20*26 م، وقد أشارت نتائج البحث والتحري الفني إلى أنها قد تكون على الأرجح معبداً إخمينياً أو فرثياً يعود تاريخه إلى القرن الرابع – الثاني قبل الميلاد، وليس هذا فحسب؛ حيث كشفت عمليات الحفر والتنظيف أيضاً عن وجود مجموعة من القطع النقدية الرومانية التي تعود إلى عهد الإمبراطور تراجان، ورأس تمثال من الطراز الروماني، وعدد من الفخاريات، وصورتين يرجح أنهما تعودان إلى العصر الفرثي.
أهم الاكتشافات في تلول خيوط ربوعة
بعد عمليات التنقيب التي أجريت في المنطقة تم اكتشاف مجموعة من المواد المختلفة التي يعتقد بأنها تشكل مع بعضها البعض أقدم بطارية كهربائية عرفت في العراق، وقد أطلق عليها البعض اسم “بطارية بغداد”؛ وهي عبارة عن إناء فخاري على شكل جرة صغيرة فيها نتوء في الوسط ويصل ارتفاعه إلى حوالي 15 سم، ويضم في داخله أسطوانة نحاسية يغطي قاعها بطبقة من الإسفلت، وثبت في وسطها قضيب من الحديد بحيث يبرز قليلاً عن فوهتها المغطاة أيضاً بطبقة من الأسفلت أو القار، وقد أشار باحث يدعى كونيك إلى أن تاريخ هذه البطارية يرجع إلى الفترة الممتدة ما بين العامين (250-224) قبل الميلاد، بينما أشار باحث آخر يدعى جون سمبسون إلى عدم وجود أي أدلة تشير إلى أن تاريخ هذه البطارية يعود إلى الفترة المذكورة، لكن وبالنظر إلى تشكيلة الجرة يمكن الاستدلال إلى أنها تعود إلى عهد الساسانيين.