عقرة هي مدينة عراقية من المدن التاريخية الموجودة في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، ويعود تاريخ هذه المدينة إلى عهد خلافة الصحابة وتحديداً إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويدل على ذلك وجود الجامع الكبير المعروف في هذه المنطقة والذي يعود إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيثُ تم بناؤه في عهده عند فتح العراق وانتشار الإسلام فيها، وكانت مدينة عقرة فيما سبق تابعة إدارياً لمحافظة نينوى، وبقيت كذلك لغاية عام 1991، ومع قيام الثورة في ذلك الوقت أصبحت هذه المدينة تتبع محافظة دهوك التابع لإقليم كردستان العراق بشكل رسمي في الخامس عشر من تموز عام 1992، وسُميت مدينة عقرة بهذا الاسم نسبة إلى الأمير زيد الذي أطلق عليها اسم “ئاكري”، وهو اسم مشتق من اللغة الكردية التي كانت لغة المدينة السائدة آنذاك، وكلمة ئاكري بالكردية تعني النار.
موقع عقرة
تكتسب مدينة عقرة مكانة مميزة بسبب موقعها الاستراتيجي؛ فهي تقع على حدود ثلاث محافظات كبرى في العراق وتبعد عن مركز محافظة دهوك ما يُقارب 100 كيلومتر، ويُحيط بها من الناحية الشمالية قضاء ميركه سور، ومن الناحية الجنوبية للمدينة تقع محافظة نينوى، ومن الناحية الشرقية تقع محافظة أربيل، ومن الناحية الغربية للمدينة تقع منطقة قضاء شيخان،
خريطة مدينة عقرة
تاريخ مدينة عقرة
يعود تاريخ مدينة عقرة إلى بعض الحضارات المعروفة التي سكنت العراق في قديم الزمان، فقد أكد العديد من المؤرخين وجود بعض الآثار التي تدل على وجود مدينة عقرة في العصر الطباشيري، كما يؤكد البعض بأن مدينة عقرة تم إنشاؤها قبل 700 عام من الميلاد على يد أمير من القبائل الزرادشتية كان اسمه الأمير زيد، وذُكرت مدينة عقرة في العديد من المعاجم التاريخية المهمة مثل معجم البلدان للكاتب الحموي، ومعجم ابن الأثير، وقد ازدهرت هذه المدينة بشكل واضح في عهد الأمير الكردي عيسى الحميدي، وشهدت على حُكم العديد من السلاطين مثل السلطان حسين وه لي، واسماعيل باشا الثاني.
الطبيعة الجغرافية والاقتصادية للمدينة
تقع مدينة عقرة على حافة سهول محافظة نينوى، وتتميز المنطقة بكثرة التلال والوديان الموجودة فيها، كما يوجد في مدينة عقرة بعض الشلالات المهمة والتي تُعتبر واجهة سياحية تجذب العديد من الزوار والسياح إلى مدينة عقرة وهما شلال سيبه جبيل، وشلال سليى، ومن الناحية الاقتصادية يعتمد سُكان مدينة عقرة على الزراعة بشكل كبير وقد استغل أهالي المدينة مياه العيون المنتشرة في المدينة لري محاصيلهم حيثُ تنتشر محاصيل الأرز، والرمان، والإجاص، والزيتون، والتين بشكل كبير في المنطقة، كما يعمل سُكان المنطقة في مهنة التجارة حيثُ تُعتبر مدينة عقرة السوق التجاري الرئيسي لمحافظة دهوك.
المعالم الأثرية الموجودة في عقرة
تنتشر في مدينة عقرة العديد من المعالم الأثرية التي تعود للعديد من العصور التاريخية القديمة ومن أشهر هذه المعالم مايلي:
قلعة عقرة
تقع على جبل شاهق يبلغ ارتفاعه حوالي 450 متر في شمال مدينة عقرة، وتم بنائها عام 580، تحتوي على أكثر من طابق؛ حيث خصص الطابق العلوي ليخدم إقامة الأمير، والطابق الوسطي للأرزاق، ويتوسط القلعة صخرة منبسطة من الأسفل، وتزود قاعدة أرخميدس القلعة بالماء.
قرية كربيش
تتخذ قرية كربيش موقعاً لها على القرب من جبل بيرس والذي يبعد حوالي 24 كم عن مدينة عقرة، وتتميز بأنها مصدر للمياه المعدنية، كما تعتبر وجهة كل من يرغب بالاستجمام والتمتع بأجواء الطبيعة.
ضريح الشيخ عبد العزيز الكيلاني
يقع في الجهة الغربية من مدينة عقرة على وادٍ تحيطه الأشجار، ويرتاده الزوار على مدار السنة من جميع البلاد مثل: إيران، وتركيا، والباكستان وغيرها، ويعود ذلك لمكانة الشيخ العالية، حيث شارك بتحرير القدس مع صلاح الدين الأيوبي.