تل بزيخ هو أحد أهم المناطق الأثرية الواقعة في جنوب العراق، والتي تم اكتشاف فيها العديد من الألواح الطينية المكتوبة باللغة المسمارية، والتي ترجع لعصر فجر السلالات خلال الحقبة السومرية، وقد أكد عالم الآثار العراقي السيد فؤاد سفر أن هذه الألواح كشفت النقاب عن العديد من الأسرار الهامة؛ لعل أبرزها هو الكشف عن اسم المدينة القديم وهو بزخينا.
موقع تل بزيخ
يقع تل بزيخ على بعد 290كم جنوب العاصمة العراقية بغداد في محافظة ذي قار، ويحده من الجهة الشرقية قلعة سكر، ومن الجهة الشمالية ناحية الفجر وقرية ميسلون وقرية الزيتونة، بينما يحده المصب العام من الجهة الغربية والجهة الجنوبية.
وصف تل بزيخ
يأخذ تل بزيخ شكل مستطيل تبلغ مساحته حوالي 437 دونماً، ويحتوي على ثلاثة تلال في الوقت الراهن يبلغ ارتفاع أعلاها حوالي 10 متر، ونظراً لوقوع تل بزيخ في أحد المناطق الصحراوية بمحافظة ذي قار، فمن الطبيعي أن يتأثر التل بالفيضانات التي تحدث لتتحول منطقة تل بزيخ في بعض الأوقات خلال السنة لبيئة خصبة لصيد الأسماك والطيور البرية.
تسمية تل بزيخ
في الفترة ما بين عاميّ 3500 و 2800 قبل الميلاد وتحديداً خلال عصر الوركاء عُرف تل بزيخ باسم زابلام، وهو اسم سومري لم يُستدل على معناه حتى اللحظة الحالية، وتم تغيير هذا الاسم في الفترة اللاحقة ليصبح بزيخ، وهي الكلمة التي أكد الدكتور مصطفى جواد أنها كلمة آرامية تعني بيت الاستهزاء والسخرية.
اكتشافات تل بزيخ
في بداية الألفية الثالثة قامت الهيئة العامة للآثار والتراث بتشكيل بعثة برئاسة السيد حيدر فرحان لكشف النقاب حول المزيد من الآثار المتعلقة بهذه المنطقة، وتم حصر عمل البعثة على بعض النقاط كما يلي:
النقطة الأولى
تقع هذه النقطة في الجزء الشمالي الشرقي من تل بزيخ، وتم العثور فيها على بقايا معبد مبني من الطوب اللبن تعرض للتخريب على مر العصور، ولم يتبق منه سوى بعض الأجزاء التي تحتوي على ختم الملك حمورابي، والتي تؤكد على بناء المعبد خلال حقبته التي استمرت ما بين عاميّ 1792 و 1750 قبل الميلاد. أيضاً تم العثور في نفس النقطة على بقايا معبد تم تشييده على يد الملك ورد سين خلال حقبته التي استمرت ما بين عاميّ 1834 و 1823 قبل الميلاد.
النقطة الثانية
تقع هذه النقطة في الجزء الشمالي الغربي من تل بزيخ، ونجحت عمليات التنقيب في العثور على مجموعة من الشوارع التي تحتوي على بيوت مبنية من طابقين ذات أشكال ومساحات مختلفة، وتحتوي بعض غرفها على قبور.
النقطة الثالثة
تقع في الجزء الغربي من تل بزيخ، وتم العثور في هذه النقطة على مبنى يعتقد انه تم استخدامه كمدرسة خلال هذه الحقبة الزمنية، حيث تكوّن هذا البناء من طابقين، وتم وضع طبقة على الجدران الخارجية لحمايته من المياه والرطوبة، أما الجزء الداخلي من المبنى فيحتوي على قاعات مزودة بمصاطب لجلوس التلاميذ أثناء تلقي الدروس، وعلى قاعات أخرى تم استخدامها لإقامة التلاميذ والمدرسين في المدرسة. أيضاً عثر في هذه النقطة على الكثير من الألواح والأواني المصنوعة من الفخار والأختام الأسطوانية والتي تمثل مرحلة الاستيطان المتأخرة في هذه المنطقة.