الشطرة، (باللغة الإنجليزية: Al-Shatrah)، هي من المدن العراقية التي تتبع إدارياً إلى قضاء الشطرة، وتتخذ موقعاً لها في محافظة ذي قار، وبلغ تعدادها السكاني حسب الإحصاءات التي أجريت عام 2014 ما يقارب 254 نسمة.
تسمية مدينة الشطرة
يُقال أن مدينة الشطرة سُميت بهذا الاسم بسبب موقعها الجغرافي على ضفتيّ أحد أفرع نهر الغراف، والذي بدوره يقسمها إلى جزأين متساويين، هما: الشطر الغربي، والشطر الشرقي، حيث إن الشطرة هو اسم مؤنث مأخوذ من كلمة (الشطر)، والذي يعني النصف أو القسم.
موقع مدينة الشطرة الجغرافي
تتخذ مدينة الشطرة موقعاً لها على أحد فرعيّ نهر الغراف الذي ينحدر من نهر دجلة داخل منطقة الفرات الأوسط، إلى الجزء الجنوبي من دولة العراق، وعلى مسافة 350كم تقريباً إلى الجنوب من العاصمة بغداد.
مدينة الشطرة تابعة من الناحية الجغرافية والإدارية إلى محافظة ذي قار، أي أنها تتوسط تقريباً ما بين العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية والخليج العربي، الأمر الذي يجعلها تتميز بموقع جغرافي حيوي هام، نظراً إلى أنها تسيطر على طرق النقل البري والمواصلات ما بين الخليج العربي وبغداد من ناحية، وما بين بغداد وبقية المدن الجنوبية من ناحية أخرى.
خريطة مدينة الشطرة
التعداد السكاني في مدينة الشطرة
غالبية سكان مدينة الشطرة قديماً كانوا متعلمين وحاملي شهادات علمية ومثقفين، وكان يُطلق عليهم (أهل الولاية)، إلا أنه بعد كثرة هجرة الأفراد من الريف إلى المدن لم تتمكن المدينة من المحافظة بشكل كامل على هويتها الأصلية، مع العلم أن عدد السكان فيها وفقاً لآخر احصاءات تم إجراؤها عام 1997 بلغ ما يقارب 650,750 نسمة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التعداد يتضمن إلى جانب سكان الشطرة، سكان النواحي والقرى التي تتبع لها.
التسلسل الهرمي الإداري في مدينة الشطرة
إن التقسيم الإداري في دولة العراق يبدأ من المحافظة التي تعد أكبر وحدة إدارية بها، ثم إلى قضاء، ثم إلى ناحية، والتي تتجزأ بدورها إلى قرى ومناطق، أما الشطرة فهي عبارة عن قضاء في محافظة ذي قار، ويتبع لها إدارياً كل من: ناحية الغراف، وناحية النصر، والكثير من القرى الكبيرة والصغيرة التي تشكل مجتعمة قضاء الشطرة الكبير.
أهمية مدينة الشطرة تاريخياً
يعود تاريخ مدينة الشطرة إلى فترة قدوم قبائل الاكديين إليها، وبذلك أطلق عليها قديماً اسم (أكد)، كونها باتت ضمن نطاق دولتهم، وباتت واحدة من مراكز الحضارة والتراث الخاص بهم، واستمر ذلك حتى قدوم الآشوريين، حيث عملوا على ضمها مع بقية دويلاتهم التي أسسوا بها الإمبراطورية الآشورية، والتي تمثل أول إمبراطورية بالتاريخ، وامتدت حدودها بدايةً من تركيا وبلاد الشام من الجزء الشمالي والشمالي الغربي، أما من الجنوب والجنوب الشرقي امتدت من بلاد فارس والخليج العربي.
أهمية مدينة الشطرة اقتصادياً
تتوسط مدينة الشطرة تقريباً المسافة ما بين العاصمة بغداد والخليج العربي على الطريق الواصل فيما بينهم، مما جعلها ذات دور حيوي في مجال النقل البري ونقل البضائع ما بين الموانئ العراقية وبغداد، كما أن التعداد السكاني الكبير للشطرة ومساحتها الجغرافية الكبيرة وما يتبع لها من مناطق، جعلها تتميز بسوق تجاري ضخم، وموقع فعال في مجال بيع البضائع.
تتميز مدينة الشطرة من الناحية الاقتصادية أيضاً في الصناعات الشعبية داخل المدينة، بحيث تعمل على تصديرها إلى غالبية المحافظات العراقية، مثل: الأحذية، والسجاد، والعقال، والمنتجات النباتية.
مساحة وتخطيط مدينة الشطرة
تصنف الشطرة كثاني أكبر قضاء في العراق، وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في المساحة الكبيرة التي تمتد عليها جغرافياً، وما تشهده من تعداد سكاني كبير، حيث يقطن بها العديد من العشائر الموزعة ما بين النواحي والقرى التي تتبع لها، إلى جانب من يسكن في المدينة نفسها.
يحد مدينة الشطرة من الجهة الشمالية قضاء الرفاعي الذي يُمثل بدوره انتهاء حدود محافظة ذي قار الإدارية من الشمال، ويفصل ما بينها وبين محافظة واسط، أما من الجنوب فهي تلتقي مع مدينة الناصرية التي تمثل مركز محافظة ذي قار، ومن الغرب تلتقي في حدودها مع مدينة البطحاء التي تمثل انتهاء حدود محافظة ذي قار الإدارية من الغرب، وتفصل ما بينها وبين محافظة المثنى، في حين تلتقي من الشرق أراضي عشائر بني سعيد التي تتبع للشطرة وصولاً إلى هور الحمار وحدود محافظة ميسان.
من حيث المساحة؛ تقع مدينة الشطرة طولياً على ضفتيّ النهر لمسافة 25-35كم تقريباً، مع العلم أن الشطرة كان من المخطط لها أن تكون عبارة عن محافظة بحد ذاتها، بحيث تصبح تمثل المحافظة التاسعة عشر، إلا أن هذا الأمر لم يتم تنفيذه.