تعرف مدينة الشروباك أو شوروباك بأنها واحدة من مدن الحضارة السومرية / الأكادية، وتبعد مسافة 35 ميلاً جنوب نيبور وتطل على نهر الفرات عند موقع يسمى “تل فارة” في محافظة القادسية في العراق، ولها أسماء عدة منها: تل فارة، ونينليل، وسود، وقد أصبحت مدينة قبل حوالي 3000 سنة قبل الميلاد وذلك عقب انتهاء فترة أوروك، وبعد انخفاض مستوى مياه الطوفان أصبحت المدينة كبيرة وذلك في نهاية عصر السلالة الثالثة في الأعوام (2600-2350) قبل الميلاد، وكانت مساحتها حينها تعادل حوالي 100 هكتار.
ملوك مدينة الشروباك
كانت هذه المدينة آخر مدينة حلت فيها الملوكية قبل الطوفان، وقد ذكر في قائمة الملوك السومريين أسماء ثلاثة ملوك لهذه المدينة هم: أوبارا، و تاتو، وشروباك الذي نقلت عنه مجموعة من الوصايا أطلق عليها اسم تعاليم شروباك.
تعاليم شروباك
تعرف تعاليم شروباك أو وصايا شروباك بأنها أول نص أدبي في التاريخ تمت كتابته في العام 2600 قبل الميلاد، وقد صنفت ضمن “أدب الحكمة” وذلك لكونها تشتمل على مجموعة من تعاليم الملك السومري شروباك التي قدمها كنصائح لابنه، وتتحدث عن الفضيلة بشكل خاص، وقد كانت أساساً للتعاليم وأدب الحكمة في مصر، وطرأت عليها بعض التعديلات البسيطة بإضافة بعض الأجزاء إليها وحذف أجزاء أخرى بما يتناسب مع المكان والزمان اللذين وجدت فيهما. والجدير بالذكر هنا أن هذه التعاليم تنقسم إلى 3 أقسام يبدأ كل منها بلازمة مكررة في دلالة على إعطاء شروباك الوصايا لولده وهي كما يأتي:
1- القسم الأول
يشبه هذا القسم بدايات الحكايات العربية التي أتت بعده بآلاف السنوات، ويذكر بالأيام الخوالي التي مضت، وقد جاء فيه عبارات مثل: (فيما مضى .. في تلك الأيام العصيبة البعيدة .. الخ) بشكل يوازي الصياغة العربية المشهورة: (كان يا ما كان .. في قديم الزمان .. الخ).
2- القسم الثاني
يتضمن هذا القسم مجموعة من التحذيرات التي تتعلق بتجنب الطمع، وتجنب الإجحاف في تسديد أجور أسرة القصب والخبز، والحكمة في إدارة القصر والبيت والعمل، والتنويه إلى أهمية التعامل الواقعي مع الحياة كما جاء في قوله: (السماء بعيدة، الأرض هي الأثمن).
3- القسم الثالث
تضمن هذا القسم مجموعة من النواهي حول السفر واقتناء الخدم، وتناول أهمية الإصغاء إلى الأخ الأكبر والأخت الكبرى، كما حث على الزواج والتعامل مع الآخرين بورع وحكمة، وتمعن في النهي بشكل خاص مع شرح طبيعته.
مقتطفات من تعاليم شروباك
حفظت النصوص التاريخية مجموعة من التعاليم التي تركها شروباك لابنه ومنها ما يأتي:
- لا تحفر في مكان عملك فإنها ستسبب الأذى لك ولغيرك.
- لا تشهد على شخص (زوراً) لأنه سيملك حقاً عليك، ولا تدع أحداً يتكفل بك لأن من سيتكفلك سيحتقرك.
- لا تخبر عن مكان المشاجرة لأنها ستجعلك شاهداً.
- لا تسرق، لا تقتحم بيتاً، لا تحب مالاً.
- لا تقم حقلاً على الطريق، لا ينبغي أن تحرث حقلاً يقع على طريق.
- لا تبن بيتك عند ساحة عامة لأن هناك حشداً من الناس.
- لا تبحث عن أحد لأن الطوفان سيعيده لك.
- لا تكن في مشاجرة ولا تكن سبباً لها، قف جانباً منها ولا تتخذ طريقاً آخر.