الإمبراطورية الآشورية الحديثة هي إمبراطورية ظهرت في الفترة ما بين منتصف القرن العاشر قبل الميلاد وحتى نهاية القرن السابع قبل الميلاد في المنطقة الواقعة جنوب غرب آسيا، والتي تُعرف باسم بلاد الرافدين، وكانت الإمبراطورية الآشورية بمثابة منافس شرس للعديد من الممالك مثل الإمبراطورية البابلية وإمبراطورية أوراتو الواقعة جنوب غرب بحر القزوين ومملكة عيلام في إيران، ونجحت الإمبراطورية الآشورية في الانتصار عليها لتصبح الإمبراطورية الأقوى خلال هذه الفترة الزمنية قبل أن يبدأ نجمها في الخفوت نتيجة العديد من العوامل التي أدت لنهايتها وتحولها من قوة عظمى لمجرد تابع لإمبراطورية الميديين.
تأسيس الإمبراطورية الآشورية الحديثة
ظهرت المملكة الآشورية كإحدى الممالك التابعة للإمبراطورية الأكدية التي بزغ نجمها خلال القرن الخامس والعشرين والرابع والعشرين قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة نجح الملك الأكدي سرجون في توحيد الشعب السومري والشعب الأكدي تحت لواء واحد وقانون واحد، وخلال حقبة العصر البرونزي المبكر بدأت الإمبراطورية الأكدية في التفكك بصورة كبيرة، وفي الوقت نفسه ظهور بوادر تكوين إمبراطورية جديدة تحت لواء المملكة الآشورية التي كانت تحكم خلال هذه الفترة منطقة شمال بلاد ما بين النهرين، كما كانت تنافس بقوة الممالك الكبيرة الأخرى مثل أسن وأور ولارسا، كما بدأت في مناطحة مملكة بابل التي كانت تسيطر على العديد من المستعمرات في منطقة آسيا الصغرى خلال هذه الحقبة الزمنية، أضف إلى ذلك قيام المملكة الآشورية بالقيام بالعديد من الغارات الناجحة على ممالك المنطقة الجنوبية لزيادة مستعمراتها، لتصبح الإمبراطورية الآشورية بمثابة أولى الإمبراطوريات الحقيقية في التاريخ متفوقة على العديد من الإمبراطوريات الأخرى مثل تلك التي تواجدت في منطقة شمال إفريقيا وآسيا الصغرى.
انهيار الإمبراطورية الآشورية الحديثة
تمثلت بداية النهاية للإمبراطورية الآشورية الحديثة في بعض التقلبات الاقتصادية، والتي ترتب عليها ضعف الإمبراطورية قبل أن يتحد ضدها البابليين والميديين والسكيثيين لإسقاط إمبراطورية كانت الأقوى منذ منتصف القرن العاشر وحتى نهاية القرن السابع قبل الميلاد، لتتحول الإمبراطورية الآشورية لمجرد محافظة تابعة للإمبراطورية الفارسية.
أشهر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة
يعتبر تغلث فلاسر الثالث هو أشهر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة، والذي حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل للطريقة التي وصل بها لعرش آشور، حيث لم يظهر أي دليل على وصوله للعرش بالوراثة أم حصل على مساعدة للقيام بهذا الأمر، وإن كان الأمر المؤكد هو أن الثورة التي قامت في مدينة كالخو كانت نقطة انطلاق الملك تغلث فلاسر الثالث للوصول للعرش.
سياسة الملك تغلث فلاسر الثالث
فور توليه العرش بدأ الملك تغلث فلاسر الثالث في العمل على جعل الإمبراطورية الآشورية أكثر قوة عبر جمع مزيد من الضرائب لتمويل الجيش الخاص بالإمبراطورية، والذي خاض العديد من المعارك الناجحة في مناطق مملكة دمشق وامتداد الخليج العربي وسيناء. أيضاً قام بتقسيم الإمبراطوريات لإدارات صغيرة يتم إدارتها بواسطة ولاة يقوم بتعيينهم بنفسه، كما بدأ في العمل على تطبيق سياسة التوطين الإجباري والتي كان لها دوراً كبيراً في توحيد الإمبراطورية الآشورية، حيث بدأ في توزيع المواطنين على جميع بقاع الإمبراطورية، بما في ذلك المناطق الحدودية بصورة ترتب عليها امتزاج جميع القبائل والعشائر الموجودة في الإمبراطورية، وإضعاف اللهجات المحلية لتبدأ في الاختفاء، ويعتمد الجميع على لغة موحدة يتم استخدامها في جميع أرجاء الإمبراطورية الآشورية