تُعتبر دولة العراق من الدول التي تزخر بالعديد من المعالم الأثرية المميزة، ويعود ذلك لتنوع الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على مر التاريخ على هذه الدولة وتركت فيها آثاراً عريقة، وتُعتبر المئذنة الملوية واحدة من أهم هذه الآثار وأكثرها تميزاً، ويمنحها شكلها الأسطواني الحلزوني النادر هذا التميز والذي يدل على فن العمارة الإسلامي.
موقع الملوية
تقع مئذنة الملوية في مدينة سامراء بالقرب من شارع المعالم وشارع الخطيب، ويُحيط بها مجموعة من المعالم المعروفة مثل منتزه سامراء، وقصر البركة العباسي، ومنطقة القلعة السياحية.
خريطة المئذنة الملوية
تاريخ الملوية
يعود تاريخ مئذنة الملوية إلى عهد الدولة العباسية، فقد أمر الخليفة المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله ببناء مسجد في منطقة سامراء في عام 848 هجري، وبدأت عمليات البناء على يد أبو الفضل جعفر المتوكل على الله في عام 235 هجري واستمر إلى عام 237 هجري، وقد تم بناء هذا المسجد على نمط العمارة العباسية المميزة، وتُعتبر مئذنة الجامع الملوية هي الجزء الأهم في البناء، كما كانت رمز للعمارة العباسية فهي ذات طراز معماري مميز في العالم الإسلامي.
فن العمارة العباسية في مئذنة الملوية
تميزت مئذنة الملوية عن غيرها من المآذن الأخرى بأنها بُنيت على شكل حلزوني، و تقع هذه المئذنة على بُعد 27 متر من حائط المسجد، وتقوم على قاعدة مربعة الشكل يبلغ ضلع هذه القاعدة ما يُقارب 33 متر، ويبلغ ارتفاعها ما يُقارب 53 متر، وقد تم بناء مبنى أسطواني يتكون من خمس طبقات فوق القاعدة، وكلما زاد ارتفاع المبنى للأعلى تناقصت سعة الطبقات، ويُحيط في المبنى من الخارج سلم حلزوني تم بناؤه بعكس اتجاه عقارب الساعة، ويبلغ عدد درجات السلم ما بُقارب 400 درجة، وفي الطبقة الأخيرة من طبقات المبنى الاسطواني هناك ما يُعرف باسم الجاون، وهي المكان الذي كان يصعد إليه المؤذن أثناء الأذان.
نبذة عن جامع الملوية
تم بناء المسجد على أرض تبلغ مساحتها 27,920 متر مربع، ويبلغ طوله ما يُقارب 240 متر، ويبلغ عرضه 158 متر، ويتسع هذا المسجد لعدد كبير من المصلين يصل إلى ثمانين ألف مصلي، وقد استخدم العباسيون في بناء هذا المسجد مادتي الجص والطابوق، ويبلغ ارتفاع جدران الجامع 11 متر، ويحتوي المسجد على 44 برج بالإضافة الى 15 باب يمكن الدخول منها إلى المسجد.