تُعتبر الوركاء المدينة التاريخية للحضارة السومرية والبابلية، وقد أطلق عليها عددًا من الأسماء مثل “أوروك” باللغة السومرية وتعني المستوطن، وقد ذُكرت في التوراة باسم “أيريخ”، فقد كانت مركز ديني مرموق في تلك الفترة.
تبعد الوركاء 30 كيلومترًا عن مدينة السماوة العراقية، و 50 كيلومترًا عن مدينة أور، وكانت تقع على نهر الفرات، إلا أنّها تبعُد عن النهر مسافة كبيرة في الوقت الحالي بسبب تغيّر مسار الأنهار لمجاريها نتيجة عوامل مختلفة.
متى تأسست مدينة الوركاء؟
تُعدّ مدينة الوركاء أول مدينة تأسست في العالم قبل 4000 عام قبل الميلاد، وقد أسسها السومريون، وهي أحد المراكز الحضارية في العالم، حيث إنّ الكتابة اخترعت فيها وظهر فيها الحرف الأول في العالم في عام 3100 قبل الميلاد.
كانت الكتابة في بدايتها تُكتب على شكل صور، ثم أصبحت الكتابة المسمارية، وانتشرت الكتابة بعد ذلك في عدد من البلاد مثل عيلام، وسوريا، واستخدمت في المراسلات الحورية والحيثية.
لعبت مدينة الوركاء دورًا رئيسيًا في العالم، فقد كانت أكبر مدينة في العالم في تلك الفترة؛ أي قبل حوالي 2900 عام قبل الميلاد، وكان عدد سكانها 50 ألف شخص، ومحيطها كان يمتد إلى 6كم تقريبًا.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المدينة سكنها السومريون، ثم الأكديون، ثم البابليون، ثم الكيشيون، ثم الآشوريون، ثم الكلدانيون، فالفرس، ثم الأخمينيون، ثم الإغريق، والسلوقيين، والفرثيون.
إنجازات حضارة الوركاء
سُميت حضارة الوركاء باسم الحضارة المكتوبة، حيث تم تحقيق عدد من الإنجازات بها على الصعيدين الحضاري والتقني، إذ ظهر التدوين على ألواح الطين -التي تُعرف باسم التابليتات- بمجموعة من الرموز والعلامات؛ وكان يُستخدم في الكتابة القصب البردي -كبديل للقلم-، كما تم اختراع ختم لتوثيق الملكية الخاصة بالأفراد، وكان اسطوانيّ الشكل.
بدأ في تلك الحضارة استخدام العجلة والقرص السريع في صناعة الفخار، كما بدأت العمارة تتطور وتأخذّ أشكال متطورة، وكان يُبنى أسوار منيعة حول المدن لتحصينها، كذلك تم بناء المعابد وتشييد بيوت سكنية للمواطنين من عامة الشعب، وكانت المباني مُشيّدة من القصب، والطين، والحصران.
كانت مدينة الوركاء قرية للمزاراعين، ثم مارس السكان بها مهنة التجارة، الأمر الذي جعل حضارة الوركاء مزدهرة، حيث كان السكان يتاجرون بعددٍ من الأصناف مثل التمر، والنبيذ، وكان يأتي إلى الوركاء التجار من الهند، ومصر، والأناضول، وأفغانستان، ويستبدلون ما يأخذونه بأصناف أخرى مثل الكريمة، والصدف، والعاج، والنحاس، والحجارة الصلبة التي كانت تُستخدم في صناعة التماثيل.
بُنيّ في حضارة الوركاء بناء يُطلق عليه اسم “بت ريش” والذي كان مركز المدينة، وكان يحتوي على خزينة الدولة، كما فيه دائرة جباية الضرائب، وكان يجتمع بداخله الحُكّام، والملوك، والكهنة، كما كان يجتمع به مجلس الحكماء الذي يُناقش القرارات التي تم اتخاذها قبل تنفيذها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المدينة تم اكتشافها في بداية القرن العشرين.
أشهر المواقع الأثرية في الوركاء
- يوجد آثار لعدد من المباني الكبيرة التي بُنيت في حضارة الوركاء مثل معبد الإلهة الأم إنانا، كما يوجد جدار يحيط بالمدينة بمحيط 9كم، ويرتفع مسافة 8 متر، وتم استخدام 360 مليون قطعة من الأحجار لبناء هذا السور، والذي استغرق بناؤه 2.5 مليون ساعة بناء.
- يوجد كذلك عدد من المسلات والأختام، والأواني والألواح الأثرية.
- يوجد عدد من الواجهات الخاصة بالمعابد المغطّاة بالفسيفساء.
- يوجد تلال أثرية تم تنقيبها، كما يوجد تلال أخرى لم يتم تنقيبها.
- تم العثور على أقدم قارب في الوركاء، ويعود إلى 4000 سنة تقريبًا على يد البعثة الألمانية إلى العراق في شهر آذار/2022، في محافظة المثنى قرب مدينة الوركاء.
- تم العثور في نهاية عام 2021 على قطع طينية أثرية تعود إلى 4300 سنة قبل الميلاد، كما تم العثور على قبور وهياكل عظمية تعود إلى عصر حضارة الورقاء، في محافظة أربيل في كردستان العراق، على يد فريقيّ تنقيب إسباني وأمريكي.
خريطة الوركاء
أسئلة شائعة
تُعدّ مدينة الوركاء هي مدينة الحرف الأول، حيث إنّها أول مدينة في العالم عرفت الكتابة، إذّ بدأ تدوين الأحرف فيها في سنة 3100 قبل الميلاد.
تم بعد ذلك استخدام اللغة المسمارية التي ساعدت الناس على تنظيم أمورهم المادية والمعاملات المادية، كما ساعدت الملك على تنظيم الإدارة في المدينة.
تُعدّ كلمة أوروك كلمة سومرية، وتم تحريف الكلمة السومرية إلى العربية وأصبحت تُنطق باسم الوركاء.
تأسست مدينة الوركاء قبل 5 آلاف عام في جنوب العراق قرب السماوة.
تقع مدينة أوروك (الوركاء) شمال السماوة على بعد 15كم، وتبعد عن العاصمة العراقية بغداد مسافة 260كم.
تقع مدينة الوركاء بالقرب من نهريّ دجلة والفرات، وهي مدينة ذات أرض خصبة، الأمر الذي جعلها مدينة حضارية.
يُعدّ الملك جلجامش أهم ملك من ملوك الوركاء، وقد كتبت ملحمة جلجامش (أول قصيدة ملحمية بالتاريخ) باسمه، وكانت باللغة الأكدية، وذلك في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد.
حكم الوركاء عددًا من الملوك وأشهرهم لوكال زاكيزي، ودموزي واتوحيكال.