أسكي موصل هي إحدى البلدات العراقية القديمة التي تقع على بعد 50 كم في الجزء الشمالي الغربي لمدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى، وتعتبر بلدة أسكي من البلدات التي تكاثرت حولها الأقاويل وذكرها المؤرخون في العديد من المراحل التاريخية، حيث ذكر أحد المؤرخين أن الحوت الخاص بسيدنا يونس عليه السلام قد أطلق سراحه هناك، وذكر آخر أن سكان مدينة أسكي يعودون في الأصل لمدينة الموصل التي تعرضت لزلزال مدمر ترتب عليه هروب سكان الموصل لأسكي، بينما ذكر آخر أن سبب هروب السكان لمدينة أسكي موصل هو ظهور الجان في الموصل والذي قام بطردهم لاحقاً الشيخ فتحي الموصلي.
تسمية بلدة أسكي موصل
على مر العصور تغير اسم أسكي عدة مرات، حيث أطلق عليها الآشوريون أسم بلداي أو بلطاي، وفي العصر الإسلامي تغير الاسم ليصبح بلط أو بلد قبل أن يقوم العثمانيون بتغيير الاسم لآخر مرة ليصبح أسكي موصل أي الموصل القديمة.
بلدة أسكي موصل جغرافياً
في الماضي كانت بلدة أسكي من أهم المدن العراقية نظراً لوقوعها على طريق القوافل المتجهة لنصيين وسنجار وجزيرة عمرة، وفي الوقت الراهن تعتبر بلدة أسكي من أفضل مدن محافظة نينوى للحياة بفضل موقعها القريب من نهر دجلة، وخصوبة أراضيها المرتفعة، أضف إلى ذلك مناخها المعتدل طوال العام.
بلدة أسكي موصل تاريخياً
الحقبة الآشورية
خلال الحقبة الآشورية تمتعت بلدة أسكي موصل بمكانة رفيعة نظراً لكونها أحد أهم مراكز المحاجر التي استخدم الآشوريون إنتاجها لبناء القصور وتشييد التماثيل ذات الأحجام الضخمة، مثل تماثيل الثيران المجنحة التي يتم اكتشافها على ضفاف نهر دجلة.
الحقبة الفارسية
خلال هذه الحقبة الزمنية سكنت بلدة أسكي موصل بعض القبائل العربية، وعرفت المدينة خلال هذه الفترة باسم شهر أباذ وحكمها الحاكم مرزبان حتى تعرضت المدينة للفتح الإسلامي.
الحقبة العباسية
تعتبر من أفضل الفترات التي مرت على مدينة أسكي موصل، وخلال هذه الحقبة الزمنية تبعت المدينة حكم النصيين و حكم الحمدانيين و العقيليين قبل أن تتعرض المدينة للغزو من قبل المغول.
انهيار مدينة أسكي موصل
رغم المكانة التي وصلت لها مدينة أسكي موصل في العديد من العصور، إلا أنها تعرضت للعديد من الأحداث التي ترتب عليها أنهيار المدينة وتدهورها بصورة كبيرة كما يلي:
- الخوارج: كان لوجود العديد من الخوارج في المدينة تأثير مدمر، حيث نشبت العديد من الصراعات مع السلطة الحاكمة خلال هذه الفترة ترتب عليها تعرض المدينة للدمار.
- حكم ناصر الدولة: من أهم الأسباب التي دعت الكثير من سكان مدينة أسكي موصل للهروب من المدينة هو وصول ناصر الدولة و أبنه لرأس السلطة وقيامهم بفرض الكثير من الضرائب على السكان.
- السلطان طغرل بك: لعب السلطان السلجوقي طغرل بك دوراً كبيراً في تدهور أحوال مدينة أسكي موصل عبر قيامه بترحيل نسبة كبيرة من سكانها لمدينة الموصل.
- حروب نور الدين أرسلان: خلال فترة حكمه دخل الملك نور الدين أرسلان في العديد من الحروب لعل أبرزها حربه مع الملك قطب الدين حاكم سنجار وحليفه الملك الأشرف موسى بن الملك العادل والتي خسرها نور الدين أرسلان وترتب عليها تعرض مدينة أسكي موصل للنهب من قبل جيوش الملوك المنتصرة.
- المغول: كان دخول المغول لمحافظة نينوى ومنها لمدينة أسكي موصل بمثابة كتابة كلمة النهاية لمدينة تضرب في أعماق التاريخ، فكعادة المغول المتبعة عند قيامهم بغزو أي مدينة لم يكتفوا بالسيطرة على المدينة ونهب ثرواتها وحسب، و إنما حرصوا على حرق الأخضر واليابس وتدمير أي أثر لأي حضارة على الأرض، وبالتالي كان من الطبيعي عدم ذكر المدينة على لسان أي مؤرخ بعد قيام المغول بإتمام جريمتهم البشعة في القرن السابع ميلادياً.
خريطة بلدة أسكي موصل
أهم معالم مدينة أسكي موصل
المسجد الجامع
من معالم المدينة التي ذكرها العديد من المؤرخين في كتاباتهم، حيث تمت الإشارة إليه في كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي، وعلى مر العصور تعرض المسجد الجامع للتدمير نتيجة الإهمال في صيانته، حيث لم يتبق منه سوى بناية تحتوي على قواعد وملحق بها برج يصل ارتفاعه لخمسة أمتار.
السور الحصين
نظراً للأهمية الكبيرة للمدينة في الحقب الزمنية المنصرمة، فقد ترتب على هذا الأمر تشييد سور كبير يحيط بالمدينة و يحميها من غزو الأعداء، ويأخذ هذا السور شكل نصف دائرة من ناحية نهر دجلة ويحتوي على العديد من الغرف بداخله والتي تمتلئ بالأنقاض في الوقت الراهن.
جسر قنطرة
هو أحد الجسور التي تم تشييدها في حقبة الحكم الإسلامي للموصل قبل القرن السادس ميلادياً، ويقع جسر قنطرة على مسافة 3 كم شمال مدينة أسكي موصل، وتعرض الجسر خلال العصور الماضية للتدمير، حيث تم إزالة أطراف وجوانب الجسـر، ولم يتبق منه إلا القنطرة الوسطى.
القلعة العثمانية
تعرف أيضاً باسم الخان، وتم تشييد هذه القلعة خلال حقبة الحكم العثماني لتكون بمثابة خط دفاع أول لحماية المدينة من أي غزو محتمل، وتقع القلعة العثمانية في أعلى نقاط المدينة شمالاً بالقرب من وادي المر، وتتكون من جدران ضخمة يحيط بها أبراج مرتفعة من الجهات الأربعة لمراقبة جميع النقاط المحيطة بالمدينة.