تعرف مدينة أور باسم تل المقير في جنوب العراق، وهي تقع جنوب شرق موقع بابل على بعد 225 كيلومتراً، وتعتبر أطلال هذه المدينة موقع أثري مميز، فهي منجم للتحف الفنية الأثرية، وكانت تتميز هذه المدينة بشكل بيضوي على مصب نهر الفرات قرب إريدو، أما حالياً فهي تقع في منطقة نائية وذلك يعود إلى تغير مجرى نهر الفرات فقد أصبحت المدينة بعيدة عنه، وتعتبر مدينة أور واحدة من أقدم وأهم الحضارات الموجودة والمعروفة في تاريخ العالم، واشتهرت أور بشكل أساسي بالزقورة التي كانت عبارة عن معبد للآلهة، كما احتوت على 16 مقبرة ملكية بنيت من اللبن والطوب، فهي من أهم المدن الأثرية في العالم التي تعتبر نقطة جذب لمحبي الآثار.
أهم المعالم الأثرية في مدينة أور
السور الخارجي للمدينة
يحيط السور بعدة مباني موجودة داخل المدينة، كالزيقورة والمباني المقدسة والمعابد الدينية وذلك لخصوصيتها الكبيرة، بالإضافة إلى رغبتهم في تمييز هذه المباني عن باقي المباني الموجودة حولها، ويحتوي السور على 6 بوابات، وهي:
- بوابة نانا.
- بوابة قورش.
- بوابة نبونيد.
- بوابة آمار سن.
- البوابة الجنوبية الشرقية.
- بوابة نبوكودوري أوصر.
الزقورة
تعتبر الزقورة من أهم المعالم الأثرية الموجودة في بلاد ما بين النهرين، وهي عبارة عن برج على شكل هرم مدرج مبني من الطوب والقصب والطين، ويكون مقصور بالقار والآجر، وتوجد الزقورة في مدينة أور في الشمال الغربي من الحي المقدس، وتتميز بأن زواياها تلتقي مع اتجاهات البوصلة، تم بنائها من قبل الملك أور ناما وهو مؤسس سلالة الأور الثالثة.
ساحة نانا
تقع ساحة نانا في شرق الزقورة، وهي تتألف من فناء كبير مرصوف ومحاط بعدد من الغرف الصغيرة، وقد تم استخدام هذه الغرف كورشات عمل ومكاتب ومخازن، ويتكون الهيكل الأساسي لها من طابقين؛ تم بناء الطابق السفلي باستخدام الطوب الحراري، أما الطابق العلوي فتم بنائه باستخدام الطوب الطيني.
المقبرة الملكية
تعتبر هذه المقبرة واحدة من أغنى المقابر المكتشفة في العراق القديم حتى يومنا هذا، وتضم المقبرة 16 قبر وهي قبور ملكية، فهي تحتوي على ممتلكات ثمينة، وكانت تحتوي كل مقبرة على بئر، وكان يدفن في كل قبر الملك مع جواريه وحليهن وملابسهن، حيث كانوا يقوموا بقتلهم بالسم بعد موت ملكهم، وكان لكل مقبرة بنيان يعلوه قبة.
بناية إي خور ساك
تقع هذه البناية في الزاوية الجنوبية في الحي المقدس وتكون في الجهة الجنوبية الشرقية للزقورة، ومعنى اسمها بالسومرية هو بيت رأس الجبل، وهذه البناية هي واحدة من أهم المعالم في المدينة، فهي تتميز بجدرانها الضخمة المقصورة بالقار والآجر، وتتميز بمسقطها مربع الشكل، ويكون طول كل ضلع منها 59 متر، وتحتوي على الكثير من الممرات والمرافق، وتضم أيضاً ساحة تطل عليها المداخل، ويتوقع بأن بناية إي خور ساك كانت بناية حكومة أو قصر إداري.
المصطبة
وجدت جميع الأبنية الرئيسية داخل المجمع الديني في عصر ملوك أسرة أور الثالثة، فقد قام الملك أورنمو ببناء زقورته على مصطبة عالية يحيط بها سور مزدوج يضم غرف داخلية، ثم أضاف باحة أخرى لها بوابة عظيمة في نفس المستوى للمجمع الديني، ويتكون المدخل الأساسي لمصطبة الزقورة من بوابة بمعالم غير واضحة توجد في الزاوية الشرقية، وكانت تحتوي على رواق خارجي مطل على الجهة الجنوبية التي تحتوي على تمثال للآلهة نانار، وتم استعمال هذا الرواق كمجلس للقضاء، وبعدها قام الحكام بفصله عن المصطبة وتحويله إلى محكمة.
المعابد
تميزت المعابد في مدينة أور بمداخلها ذات الأبراج والمزارات الداخلية والردهات المسقوفة وأماكن للعبادة، والتي كانت مرتبة في اتجاهين متقابلين من الساحة المركزية مما أضاف مشهد مميز وفريد لينتهي بالتمثال الديني، وقد تركزت كل الطقوس الدينية حول التمثال الديني في العصر السومري وكانت كل دلائله موجودة في المنحوتات النافرة في تصور الآلهة.
تماثيل الأسس
وضعت تماثيل الأسس في المعابد تحت الزوايا الأربعة للمعابد وتحت دكة المحراب والمداخل، وقد تم استخدام التماثيل بالإضافة إلى المعابد في القصور الملكية، وقد صنعت هذه التماثيل في الدرجة الأولى من البرونز، وصنعت بعضها من الحجارة والفخار والخشب، وقد تعدت تماثيل الأسس القمة من حيث الدقة في النحت، ومن أهم هذه التماثيل تمثال أساس الملك السومري أور نمو الذي يعود إلى عام 2050 قبل الميلاد، ويحمل التمثال على رأسه سلة مواد بناء، ويرتدي مئزر طويل له نطاق ويقف على قاعدة دائرية الشكل، ويوجد على التمثال كتابة مسمارية تذكر اسم الملك والآلهة واسم المعبد، وتمت صناعة هذا التمثال من البرونز، إلى جانب تمثال يعود تاريخه إلى العصر السومري الحديث في عام 2100 قبل الميلاد، وتمثال أساس للملك أورنمو يصب الماء.
زيارة مدينة أور
يمكن الوصول إلى الموقع عن طريق البصرة أو بغداد من خلال الطريق السريع، كما يوجد طريق مباشرة للمدينة الأثرية من الناصرية، ويحتوي موقع المدينة على مواقف سيارات عند المدخل، كما يوجد مراكب مخصصة لنقل الزوار من مواقف السيارات حتى الممر الذي تبدأ عنده الجولة داخل المدينة.
يعود تاريخ المنطقة إلى 2600 قبل الميلاد، لكنها ازدهرت وأصبحت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد.