قصر الرحاب هو القصر الثاني في العراق بعد قصر الزهور، وقد سكنته العائلة المالكة بعد أن كانت تُقيم في منزل استأجرته في منطقة السكك، مع العلم أنّ القصر بُني عام 1939 بإشراف الوصي على العرش الأمير عبدالإله بن الملك علي على قطعة أرض أهداه إياها الملك غازي، لكونه ابن عمه وخال ابنه في الوقت ذاته، وسمي قصر الرحاب بهذا الاسم نسبة إلى قرية الرحاب القريبة من مدينة الطائف في الحجاز، وهي مقر العائلة الهاشمية والمكان الذي قدِمت منه العائلة المالكة العراقية بعد انتهاء سلطتها في الحجاز.
موقع قصر الرحاب
يقع قصر الرحاب في الجزء الغربي من مدينة بغداد، بين منطقة الحارثية ومعرض بغداد الدولي جانب الكرخ، ويطل القصر على نهر الخر من الجنوب، وكانت منطقة القصر غير مأهولة بالسكان، فأقرب سكن له كان قصر الزهور، وقصر الأميرات حالياً، والذي كان قديماً يعود إلى عبد الجبار زوج الأميرة راجحة ابنة الملك فيصل الأول، وتبعد جميع هذه القصور عن معسكر الوشاس أو ما يُعرف حالياً بمتنزه الزوراء مسافة كيلومتراً واحداً.
تاريخ قصر الرحاب
الحياة في قصر الرحاب
كانت الحياة في قصر الرحاب هادئة إلى حد ما على عكس قصر الزهور الذي كان مفتوحاً أمام الزوار والوفود، وقد سكن قصر الرحاب الملك فيصل الثاني بعد وفاة الملك غازي، وسكنه أيضاً خاله الأمير عبد الإله وزوجته الأميرة هيام، ووالدته الملكة نفيسة وابنتيها الأميرة عبدية والأميرة جليلة، ولم يكن للأميرات اختلاط بالحياة العامة خارج القصر، وإن ظهرن خارجه يلبسن الحجاب والعباءة العراقية السوداء، ولم تقُم في القصر سوى مناسبات محدودة كَمُناسبات الخطوبة وعقد القران، أو عيد ميلاد أحد أفراد العائلة الحاكمة.
مجزرة قصر الرحاب
وقعت مجزرة قصر الرحاب في 14/يوليو/1958، وهي مجزرة دامية قُتل فيها جميع أفراد العائلة الحاكمة ومُرافقيهم بطريقة وحشية وخلال دقائق دون محاكمة أو توجيه أي تهم لهم، وقد أسفرت المجزرة عن انتهاء فترة الحكم الملكي العراقي، وإعلان تأسيس جمهورية العراق بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف زعيماً تنظيم الضباط الأحرار، وقد انتهت حياة الملك الشاب في الليلة التي كان يستعد فيها للسفر إلى لندن للقاء خطيبته، ولم يَنج من المجزرة الدامية إلا عدد قليل من المقربين من العائلة الحاكمة، ومنهم الأميرة بديعة بنت الشريف علي بن الحسين، وهي أخت عبد الإله وخالة الملك فيصل الثاني، فقد هربت لِعدة مناطق مُتخفية مع زوجها وأبنائها، ثم لجأت إلى السفارة السعودية في بغداد، وكتبت عن المجزرة في مذكرات تحمل عنوان مذكرات وريثة العَرش.
نهاية قصر الرحاب
بعد انتهاء مجزرة قصر الرحاب تعرض القصر للسرقة من قبل اللصوص، حيث نهبوا التحف والأثاث وجميع مقتنيات العائلة الحاكمة، وبقي القصر مهجوراً، فترة من الزمن إلى أن تم ترميمه وتحويله إلى مستشفى، وبعد الانقلاب الحاصل في عام 1963 وإعدام عبد الكريم قاسم وبداية عهد عبد السلام عارف تم ضم جزء كبير من قصر الرحاب لمعرض بغداد الدولي بهدف الاستثمار في قطاع السياحة، وعندما جاء صدام حسين اتخذ من القصر معتقلاً للسياسيين المعارضين، وقد شهدت جدران القصر العديد من عمليات التعذيب فيه، وأُطلِق عليه قصر النهاية، حيث تحول إلى مُعتقل تُزهق فيه أرواح الأبرياء من أبناء الشعب، وفي عام 1973 تقرر هدم القصر، وبُني في موقعه دائرة المخابرات وبقيت أقوى دائرة أمنية لحفظ المعلومات إلى أن قصفتها الطائرات الأمريكية عام 1990.
أهم المواقع الأثرية في قصر الرحاب
بُني قصر الرحاب على يد مهندس معماري مصري، الأمر الذي جعله أشبه بفيلا مصرية يظهر الرقي أجزاءها البسيطة، فَمدخل القصر عبارة عن بوابة حديدية قصيرة بتتزين بالشعار الملكي، وعلى جانبِها عمودان لكل منها شكل مربع يعلوه فانوس كهربائي، وأما واجهة القصر فقد استندت على أعمدة أربعة تربط بينها الأقواس في الأعلى، وأمام واجهة القصر كانت توجد نافورة مياه على شكل صحن مرتفع تنساب منه المياه للأسفل، واشتمل القصر على طابقين، أحدهما أرضي فيه مكتب الأمير عبد الإله، وغرفة استراحة وغرفة للطعام، والآخر علوي فيه غرفة للنوم، وغرفة جلوس العائلة، وغرفتين للضيوف.