قصر الزهور هو القصر الملكي الرئيسي والقصر الأول في العراق، وقد بُني في مدينة الحارثية في بغداد، وبدأ في بنائه الملك فيصل الأول عام 1931، ولكنّه توفي قبل أن ينتهي منه، فأتمّ بنائه الملك غازي عام 1933، وسَكنه هو وزوجته الملكة عالية وشقيقه الأمير عبد الإله، وقد بلغت كلفة بناء القصر نحو 150 ألف دينار عراقي، أما تصميمه فكان على يد معماري الحكومة آنذاك وهو جيمس مولسون ولسون، وقيل أن من صممه الإنجليزي هارولد ميسن، كما ذُكر في بعض الأبحاث أن المعماري أج. سي . جبسون له دور في تصميمه، ومن أهم الأسماء التي أُطلقت على القصر اسم قصر الضيوف العظماء، حيث إنه أصبح بعد وفاة الملك غازي والملكة عالية القصر الخاص باستقبال ضيوف الدولة والشخصيات الهامّة.
موقع قصر الزهور
بُني قصر الزهور غرب مدينة بغداد على قطعة أرض اشترتها الحكومة العراقية عُرفت بمزرعة الحارثية، وتقع هذه المزرعة بجانب الكرخ، وتُطل على نهر الخر أو الوشاش والذي يفصل بين قصر الزهور وقصر الرحاب، وعندما بُني قصر السلام الرئاسي تم ضم قصر الزهور إليه، حيث إنه يقع ضمن حدائقه وعلى بُعد أمتار قليلة منه، إلى دُمّر بالكامل في الغزو الأمريكي في عام 2003.
تاريخ قصر الزهور
قيل إن سبب تسمية قصر الزهور بهذا الاسم هو وجود الزهور المتنوعة المزروعة في الحدائق الواسعة المحيطة بالقصر، إضافة إلى الأشجار المزروعة على جوانب القصر والتي تحجب أشعة الشمس وتعطي منظراً جمالياً، أما شكل قصر الزهور الخارجي فيتألف من أبراج عدة تُشكل الواجهة الأمامية له، ومن أهمها البرج الاسطواني ذو السقف المخروطي المكسو بالقرميد الأحمر، والذي يشتمل في داخله على سلم يصل طوابق القصر بالسطح، بالإضافة إلى وجود النوافذ المتعددة والشُرفات، الأمر الذي يُعطيه شكلاً معقداً شبيها بفيلات الأرياف التي كان يَسكنها النبلاء الإنجليز.
في عام 1936 قام الملك غازي بإنشاء إذاعة قصر الزهور في أحد أجنحة قصر الزهور، وقيل إنه كان مولعاً بأجهزة البث اللاسلكي، مما دعاه لِإنشاء الإذاعة وتطويرها، وبدأت الإذاعة البث في عام 1936 لتكون إذاعة تجريبية مؤلفة من محطة واحدة بمثابة محطة احتياط لإذاعة بغداد الرئيسية، وفي 15 حزيران من عام 1937، بدأت البث بشكل رسمي، فكانت تبث أموراً متنوعة كالروايات العالمية والأغاني وغيرها من الأمور الأدبية والثقافية والفنية ولم يكن لها أي طابع سياسي.
بعد نجاحها قرّر الملك غازي تطويرها وإنشاء محطة ثانية في شهر كانون الأول من عام 1937، وفي 20 نيسان عام 1938م تم إنشاء المحطة الثالثة، وتحول طابع الإذاعة إلى طابع سياسي بإشراف الملك، لِتُذيع القصائد الحماسية وأخبار القضايا العربية، خاصة قضايا فلسطين وسوريا، ثم حصل الملك على موجة دولية من اتحاد البث اللاسلكي الواقع في سويسرا، ليتم تطوير الإذاعة أكثر فأصبحت أقوى من إذاعة بغداد، واشتملت في عام 1939 على خمس محطات، والجدير بالذكر أنه في عام 1938 أصدرت الإذاعة مجلة ثقافية شهرية اسمها مجلة راديو قصر الزهور، وكان أول عدد في 31 آذار من عام 1938، وبلغ إصدارها 7 أعداد إلى حين وفاة الملك غازي، حيث كان آخرها في 7 آذار من عام 1939.
في السبيعنات شغلته وزارة الثقافة والإعلام، وفي التسعينات استُخدم القصر من قِبل دائرة السينما لتصوير فيلم سينمائي فيه عن الملك غازي، وفي عام 2003 دُمّر القصر بشكل كامل في الهجوم الأمريكي لكونه قريباً من القصر الرئاسي، وبعد ذلك تمت إزالة أنقاض القصر وتحول مكانه إلى ساحة وُضعت فيها كرفانات للجنود لِينامو فيها.