يمكن اعتبار مدينة أبريساغريغ بمثابة أحد أهم ألغاز الحقبة السومرية في بلاد الرافدين التي حيرت العلماء كثيراً نظراً لعدم التوصل لأي أثر لهذه المدينة حتى عام 2018، حينما نجح بعض العلماء في ترجمة بعض النصوص المسمارية المحفورة على بعض الألواح الطينية، والتي قد تكون بمثابة خيط للتوصل لمدينة أيريساغريع.
تقدم مدينة أيريساغريغ في العراق
رغم عدم الوصول لأي علامة قد تدل على موقع أيريساغريغ، إلا أن الألواح الطينية التي تم العثور عليها وترجمة الكتابات المسمارية عليها ساعدت العلماء على معرفة مدى تقدم هذه المدينة التي يرجع تاريخها لأكثر من 4 الآف عام، حيث احتوت بعض هذه الألواح على وثائق لمراسلات إدارية وقانونية تشبه مراسلات البريد الإلكتروني الموجودة في عصرنا هذا، والتي تدل على وجود نظام دقيق وقانون حكم مدينة أيريساغريغ.
السلالات الحاكمة لمدينة أيريساغريغ في العراق
سلالة أور الثالثة
تم تأسيس سلالة أور الثالثة على يد الأمير أور نامو الذي يعرف بأنه مؤسس أول شريعة قانونية في التاريخ، وخلال نهاية القرن الثالث قبل الميلاد حكم خمسة ملوك من سلالة أور الثالثة مدينة أيريساغريغ ومنطقة جنوب بلاد الرافدين بالكامل لأكثر من مائة عام، حرصوا خلالها على إعادة اللغة السومرية لتكون اللغة الرسمية للبلاد بعد أن نافستها اللغة الأكدية لفترة طويلة، وعلى إقامة الشعائر الدينية السومرية بانتظام مرة أخرى، وتقديم الآلهة السومرية على غيرها من الآلهة، أيضاً حرص حكام سلالة أور الثالثة على النهوض بالفنون والعلوم والآداب.
السلالة البابلية الأولى
ظهرت السلالة البابلية الأولى خلال بداية وحتى منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، وعلى مدار ثلاثة قرون متتالية حكم أحد عشر ملكاً من هذه السلالة منطقة جنوب بلاد الرافدين، فبعد سقوط سلالة أور الثالثة وانسحاب العيلاميين من المنطقة نتيجة بعض الأحوال السياسية، بدأت بعض المدن مثل أوروك وإشنونا وآشور وبابل في الاستقلال بنفسها وعدم التبعية لأي مملكة، وبمرور الوقت بدأ الصراع يظهر بين هذه المدن للسيطرة على المنطقة، واستمر هذا الصراع لفترة تزيد عن قرن من الزمان قبل أن ينجح الملك البابلي حمورابي في الانتصار وإجبار هذه المدن على الانضمام لمملكته التي عرفت باسم المملكة البابلية القديمة، وخلال فترة حكم هذه السلالة تم وضع قانون موحد لحكم البلاد عرف باسم قانون حمورابي، كما تم العمل على الارتقاء بالعلوم والمعارف، وتم تعميم استخدام اللغة الأكادية باللهجة البابلية القديمة لتكون اللغة الرسمية للمملكة، وازدهرت التجارة بصورة غير مسبوقة في هذه المنطقة.