تعرف مدينة بابل الأثرية بأنها المدينة الأكثر شهرة في بلاد ما بين النهرين القديمة، حيث تقع على بعد 94 كم جنوب غرب بغداد، وقد تم إدراجها على لائحة التراث العالمي لكونها تقف شاهدة على إحدى أكثر الإمبراطوريات تأثيراً في العالم القديم، ولكونها تمثل ذروة الإبداع الذي عرفت به الإمبراطورية الكلدانية، حيث اتخذت عاصمة للإمبراطورية البابلية الحديثة أو الإمبراطورية الكلدانية ما بين عامي 626 و539 قبل الميلاد، وفي الوقت الحالي تجري عمليات تنقيب مستمرة للآثار البابلية، وعمليات إعادة بناء لبعض معالمها مثل إعادة هيكلة قصور الملك نبوخذ نصر وغير ذلك، وتحتوي على العديد من المعالم البارزة التي يزورها السياح باستمرار، وتشمل كل من:
برج بابل
هو عبارة عن برج ضخم بني وسط محراب الهيكل الأكبر، يبلغ ارتفاعه 200 قدم، وترتفع فوقه مجموعة من الأبراج الأصغر حجماً لتشكل في النهاية 8 أبراج، وتلتف حوله الدرجات بشكل لولبي بحيث تحيط بجميع الأبراج، وهو من أهم الآثار القديمة التي يزورها السياح للتأمل فيها والتعرّف على النمط المعماري للحضارة القديمة.
جدران بابل الأثرية
بنى حمورابي في عهده جداراً يحيط بالمدينة بالكامل، وتبعه في ذلك نبوخذ نصر حيث أضاف ثلاثة حلقات بلغ طولها 40 متراً، وقد وصف المؤرخ الإغريقي هيرودوت هذه الجدران قائلاً أن سباقات بين العربات كانت تقام فوقها، وذلك في إشارة إلى مدى سماكتها، أما في الوقت الحالي فتحيط معظم هذه الجدران بالمدينة القديمة، وتم بيع أجزاء أخرى منها لمؤسسات ومتاحف مثل متحف المتروبوليتان في نيويورك، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
الحدائق المعلقة
بنيت هذه الحدائق في القرن السادس وتحديداً في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني، وذلك باستخدام حجارة نادرة الوجود كانت تقدم كهدايا للملك، وهي عبارة عن مجموعة من المتاهات البرجية وشرفات الحدائق التي يبلغ ارتفاعها 75 قدماً، وتحيط بها الأزهار، والأشجار، وشلالات المياه، وقد اعتبرت من عجائب الدنيا السبع وذلك لأنها كانت تنمو على شرفة القصر الملكي، وكانت تروى بطريقة فنية وذلك بواسطة نظام من المضخات كان يستخدم لتوصيل مياه نهر الفرات إلى الأعلى، وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الحدائق كانت هدية من الملك لزوجته أميتيس التي تحب الطبيعة والنباتات.
بوابة عشتار
هي قلعة تاريخية بنيت بارتفاع 38 قدماً لتكون مدخلاً رئيسياً لسور المدينة الداخلي، وذلك عام 575 قبل الميلاد في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني، واعتبرت واحدة من عجائب الدنيا السبع وذلك نظراً لفخامة تصميمها، ولجمال أطرافها وسطوحها التي تغطيها الأشكال الحيوانية المصممة باستخدام الخزف الملون، والسيراميك، إلى جانب النباتات المنقوشة على الجدران ونقوش العجول التي تعد رمزاً لآلهة أدد، والأسود التي تعد رمزاً لآلهة عشتار، والتنين الشهير المعروف باسم موش خوش والذي يعد رمزاً لآلهة مردوخ، وقد كشف مجموعة من العلماء الألمان هذه البوابة في مطلع القرن العشرين.
أسد بابل
هو تمثال صخري فريد أسود اللون عمره 2600 عام، يصل طوله إلى 260 سم ويصل ارتفاعه إلى 1195 سم، وقد بني من البازلت الأسود وثبت على قاعدة صخرية متينة مبنية من الصخر ذاته، وذلك بأمر من الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني، وأصبح رمزاً للأمة العراقية وذلك لكونه يعبر عن آلهة الخصوبة والحب والحرب، وقد عثر عليه من قبل بعثة ألمانية كانت قادمة للتنقيب بالقرب من حدائق بابل، ولكن في الوقت ذاته فقد طرحت مجموعة من النظريات التي تشير إلى أن ملكية هذا الأسد تعود لحضارات أخرى غير حضارة بابل، وذلك لكون منطقة حكم البابليين خالية من نوع الصخور التي استخدمت في صنع هذا التمثال.
مسلة حمورابي
هو عبارة عن لوح ضخم يصل ارتفاعه إلى 8 أقدام ويبلغ وزنه أربعة أطنان، وهو مصنوع من حجر الديوريت المتين، وقد نقش في قمته نقش بارز ارتفاعه قدمان ونصف، ويظهر فيه حمورابي وهو يتسلم القانون المشار إليه بصولجان وشريط، أما ما تبقى من ارتفاع يبلغ سبعة أقدام وخمس بوصات فقد نقشت عليه قوانين شديدة ملزمة وضعها الملك حمورابي وجعلها معروضة لكافة الناس، وقد اكتشفت هذه اللوحة عام 1901 على إثر حملة فرنسية للتنقيب في منطقة تبعد نحو 400 كم عن مملكة حمورابي، وكانت حينها مكسورة إلى ثلاثة قطع، وتم نقلها بعد ذلك إلى متحف اللوفر في باريس وترجمتها ونشرها على نطاق واسع باعتبارها مثالاً على أقدم الشرائع القانونية المكتوبة.