تعد بحيرة الحبانية واحدة من أهم وأكبر المسطحات المائية في العراق، وهي موجودة في مدينة الحبانية الواقعة غربي العراق بالقرب من مدينة الخالدية، وبين كل من مدينتي الفلوجة والرمادي، ويستفاد من مياهها لغايات الزراعة، والصناعة، والاستهلاك البشري، كما أقيمت حولها مجموعة من المرافق السياحية التي تؤهلها لتكون متنفساً لسكان المدينة والمناطق المحيطة بها؛ حيث تستقبل أعداد هائلة من السياح، والتي قد تصل إلى 10-15 ألف سائح أسبوعياً.
مساحة بحيرة الحبانية
تغطي هذه البحيرة مساحة تقدر بحوالي 426 كم مربع، وتستوعب حوالي 3.3 مليار متر مكعب من الماء، ويصل أقصى عمق لها إلى 51 متر مكعب، ولذلك فهي قادرة على تلبية كافة احتياجات القرى والمشاريع الموجودة حولها، وقد ساعد في ذلك وجودها في مكان يبعد عن العاصمة بغداد مسافة 68 كم، ويبعد عن الفلوجة مسافة 20 كم، ويبعد عن جنوب الرمادي مسافة 25 كم.
تأسيس بحيرة الحبانية
يعود تاريخ تأسيس هذه البحيرة إلى العام 1956 وتحديداً إلى عهد الملك فيصل الثاني؛ وكان الغرض منها هو تصريف وتخزين مياه نهر الفرات عند فيضانه، وبالتالي درء خطورته عن المناطق المحيطة، وقد استخدمت مياهها في ري المحاصيل الزراعية الموجودة بالقرب منها وخاصة في أيام الصيف الحارة والجافة، وتنمية الثروة السمكية، والعديد من الأغراض الصناعية الأخرى.
نظراً لما تتمتع به هذه البحيرة من جمال طبيعي وإطلالة مهيبة فقد أقيمت حولها مدينة سياحية ضخمة في العام 1976، وافتتحت رسمياً في العام 1979 على مساحة تقدر بحوالي مليون متر مربع، وأصبحت البحيرة بذلك مقصداً للكثير من السياح القادمين من داخل العراق وخارجها، وخاصة أولئك الذين يفضلون قضاء فترة الإجازة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
تضم هذه المدينة عدداً من المطاعم التي تقدم ألذ الأصناف العربية والغربية، وعدداً من الاستراحات، والشاليهات، والفنادق، والأبنية السكنية التي تقدم خدماتها على أعلى مستوى، كما تضم أيضاً مرسى للزوارق، وعدداً من المحال التجارية والصالات الرياضية، وليس هذا فحسب؛ حيث تعد هذه البحيرة أيضاً منطقة عسكرية مهمة، ويوجد فيها قاعدة عسكرية، ومطار ضخم مخصص لتلبية الاحتياجات المختلفة.
المناخ والنباتات الطبيعية بالقرب من بحيرة الحبانية
يمتاز المناخ في هذه المنطقة بكونه حاراً نسبياً ابتداءً من شهر أيار وحتى شهر تشرين الأول، أما بقية الأشهر فتمتاز بالبرودة والاعتدال، ونظراً لكون هذه المنطقة واقعة ضمن الإقليم المناخي الصحراوي الجاف الذي يعرف بقلة الأمطار، يمكن القول بأن بحيرة الحبانية تتغذى بشكل رئيسي من مياه نهر الفرات وليس من مياه الأمطار، من ناحية أخرى توجد حول هذه البحيرة مجموعة من النباتات الطبيعية صغيرة الحجم التي استطاعت أن تتكيف مع الظروف القاسية، ومنها:
- النباتات الحولية: هي النباتات التي تنمو عند توافر كمية كافية من المياه، ومنها: الصمعة، والخباز، والشعير البري.
- النباتات المعمرة: هي النباتات التي تتكيف مع الظروف المحيطة وتعيش لمدة أطول مقارنة بالنباتات الحولية، ومنها: العاكول، والحنظل، والطرفة.
- نباتات البيئات المالحة والمستنقعات: من الأمثلة عليها القصب والبردي، والعجرش، والطراطيع، والطرفة وغيرها.
التجمعات السكانية والأنشطة الاقتصادية بالقرب من بحيرة الحبانية
يتواجد السكان بالقرب من هذه البحيرة على شكل تجمعات يغلب عليها الطابع الريفي والعشائري، ومن العشائر الموجودة: البو مرعي، والبو خليفة، والبو جابر، والبو عيسى، والبو شعبان، والعكيدات، والبو ريشة والعديد من العشائر الأخرى، ويعرف عنهم تمسكهم بالعادات والتقاليد القديمة كالزواج المبكر، وتعدد الزوجات، وتكوين الأسرة الكبيرة، ويعمل غالبيتهم في الزراعة، والرعي، وصيد الأسماك، ونسبة ضئيلة منهم ينخرطون في الوظائف الحكومية، ومن أهم المحاصيل المزروعة وأكثرها انتشاراً في هذه المنطقة الحنطة والشعير، وذلك لقدرة كل منهما على تحمل الظروف الصعبة مثل الملوحة والجفاف. أما عن الصناعة، فيدخل الماء فيها كمادة خام أو عنصر تبريد، ولذلك توجد مجموعة من المعامل بالقرب من بحيرة الحبانية ومنها: معامل الجص، والرمل، والبلوك الكونكريتي.
مدينة الحبانية السياحية تستقبل السياح من جديد
بعد مرور عامين من الإغلاق نتيجة الوضع الأمني وتداعيات جائحة كورونا، استقبلت مدينة الحبانية السياحية مؤخراً أعداد كبيرة من السياح القادمين من مختلف أرجاء المدن العراقية، وقد أكدت إدارة المدينة أنها على أتم الاستعداد لاستقبال السياح الذين يتراوح عددهم ما بين 10-15 ألف شخص خلال الأسبوع الواحد، كما أشارت اللجنة الأمنية أنها تعمل وبشكل مستمر لتوفير أعلى مستويات الأمان والحماية والتنظيم، كما أكدت إدارة المدينة السياحية في الحبانية على جاهزية كافة المرافق لاستقبال السياح طيلة أيام الأسبوع، وتقديم الخدمات المختلفة على أعلى المستويات.