تقع محافظة واسط وسط العراق، تضم في أرجائها ما يربو عن 400 موقع أثري، كما تضم قبر الشاعر المتنبي، بناها الحجاج الثقفي سنة 78 هجرية، وتُعدّ أول مدينة تم بنائها في العهد الإسلامي، وما زالت آثار هذه المدينة قائمة ليومنا هذا من قصور عباسيّة ومقابر عثمانية، وسندرج في هذا المقال عن قصر النجمي الأثري في محافظة واسط.
موقع قصر النجمي
يقع قصر النجمي شمال غرب مدينة النعمانيّة، على مسافة 23كم من محافظة واسط وسط العراق، ويبعُد الموقع مسافة 15كم عن ناحية الزبيديّة التابعة لقضاء الصويرة.
يُعد القصر بناء شاخص وشامخ إلى يومنا هذا، حيث بُني القصر على الطراز السلجوقي، وتضم جدرانه الخارجية نقوشًا مُميّزةً تعود للعصر العباسي.
يُعدّ قصر النجمي من المعالم الأثرية المُهمّة، وذلك وفق تصريح السيد أحمد حسن قادر -مدير مفتشية آثار محافظة واسط-، إلّا أنّ بُعد موقع النجمي عن طرق المواصلات جعله يتعرّض للإهمال كونه بعيد عن أنظار المسؤولين والمهتمين بشؤون الآثار، كم أنّه من الصعب الوصول إليه من قبل السياح والزوار.
خريطة قصر النجمي
سبب تسمية قصر النجمي بهذا الاسم
اكتسب قصر النجمي تسميته نتيجة منظره الخارجيّ الذي يُشبه النجمة، وهو بناء شاخص يتوسّطه قبران، وتُحيط جدرانه الخارجية بباحة داخليّة، كما يوجد فيه بئر ماء، ويُطلق عليه عدّة تسميات مثل آثار النجمي أو مسجد النجمي.
تاريخ قصر النجمي
يوجد عدة روايات تحكي تاريخ قصر النجمي، حيث تذكر الرواية الأولى عن أحد ملوك العصر العباسي الذي بنى قصرًا ليُقدّمه كمهر للزواج من إحدى النساء الفاتنات كونها جميلة للغاية، وتخالف الرواية الثانية ذلك لتقول أن أحد الأمراء في المنطقة كان يتنكّر ويُسافر خارج إمارته ليكتسب الخبرة من اختلاطه بالناس، حتى شاهد في يوم من الأيام امرأة ملثمة في إحدى جولاته كانت تُبارز الرجال وتهزمهم، لكن الأمير تمكّن من الفوز عليها، لتبادر المرأة على الفور بالكشف عن وجهها له، حينها دعاها للزواج منه ووافقت، وبنى الأمير القصر النجمي لزوجته، إلا أن جميع هذه الروايات غير مُوثّقة.
لم يذكر التاريخ أي شئ عن تاريخ القصر النجمي أو سبب وكيفية بنائه، وقد تعرّض لقلة الاهتمام به على الرغم من كونه موقع أثري، وذلك وفق تصريح لأحد المهتمين بتاريخ مدينة النعمانية، ويقال أن القصر تعرّض للكثير من عمليات السرقة خاصة بعد غزو العراق، حيث كان يحتوي القصر على نفائس وأشياء قيّمة للغاية من هدايا الأمير لزوجته الجميلة، أمّا الآن فلا أحد يعرف مصير تلك الأثار.
يتوسّط القصر قبران كُتب على أحدهما أنه للعلامة البجلي (قدس سره) وزوجته، وهي أبرز آثار القصر النجمي، ولم يُعرف بعد إن كان البجلي هو الأمير المقصود.
صيانة قصر النجمي
تُعاني المعالم الأثرية التاريخية المكتشفة في العراق من إهمال وتجاهل كبير على مدار عدة سنوات بسبب الظروف التي مرّت على العراق منذ عام 2003، كما تواجه خطر التعرض للتخريب والتدمير أو الاندثار بفعل العديد من الظروف مثل عوامل التعرية والحت الطبيعي.
في الوقت الذي يُعدّ فيه القصر أحد المعالم الأثرية، تداول عدّة نشطاء على مواقع التواصل صور تظهر حملة ترميم للقصر أدت إلى تشويه معالمه، حيث اقتصر الترميم على طلاء جدران القصر الخارجية باللون الأبيض.
بينما علقت الناشطة العراقية هالة ماجد على الموضوع بوصفها أن الإنجاز الحقيقي يتم في ترميم الطرقات المؤديّة إلى القصر، أمّا الآثار تستمد قيمتها بمقدار قدّمها، لذا لا يجوز تجديدها كما حدث عند صبغ جدران المعلم الأثري.