بيث ياقين هي أقوى الممالك الكلدانية خلال الفترة ما بين 626 – 539 قبل الميلاد، والتي كانت موطناً للعديد من أشهر الملوك الكلدانيين مثل الملك مردوخ بلادان الذي لعب دوراً هاماً في توحيد جميع الممالك والقبائل الكلدانية تحت تاج واحد، كما كان له دور هام في نهضة المملكة الكلدانية ووقوفها في وجه الهيمنة الآشورية في العديد من المواقف، لعل أبرزها قيامه بتحرير مدينة بابل من الاحتلال الآشوري.
موقع بيث ياقين
منذ أكثر من 15 قرناً من الزمان كان موقع بيث ياقين في منطقة الحوض الأسفل من نهر الفرات مروراً بجزر وشواطئ الخليج وصولاً إلى الخليج العماني، أما عاصمتها دور ياقين فقد كان موقعها في المنطقة ما بين مدينة الناصرية ومدينة البصرة والتي تعرف في الوقت الراهن باسم تل اللحم.
أشهر ملوك بيث ياقين
مردوخ أبلا إيدينا الثاني هو أحد أشهر الملوك الكلدانيين والذي ينحدر من قبيلة بيث ياقين الكلدانية، وتولى العرش خلفاً للملك مردوخ زكير شومي الثاني، وترجع الشهرة الكبيرة للملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني أو ميساسومنا أو كما يعرف في الكتاب المقدس مردوخ بلادان لدوره الكبير في التصدي لهيمنة الدولة الآشورية على المنطقة بوجه عام وعلى بابل بوجه خاص، حيث حرص الملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني على التعاون مع بلاد عيلام وآرام في وجه الهيمنة الآشورية.
كانت أبرز إنجازات هذا التعاون هو نجاحه في تحرير مدينة بابل، وهو الأمر الذي كان له رد فعل عكسي من الدولة الآشورية، حيث بدأ الملك الآشوري سرجون في تنفيذ خطة انتقام تمثلت في القيام بقمع جميع حلفاء الملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني في عيلام وآرام، كما قام بإعلان الحرب عليه والانتصار وإخراجه من مدينة بابل ونفيه لبلاد عيلام أو إيران في الوقت الراهن، وبعد وفاة الملك سرجون قرر الملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني العمل على استعادة عرشه ومدينة بابل مرة أخرى ليعود للمدينة ويشعل حركة التمرد ضد الحكم الآشوري التي ترتب عليها إعلان حكم الملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني مرة أخرى، وبعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر عاود الآشوريون الهجوم مرة أخرى، وكانت هذه المرة عبر معركة كيش التي تقع على بعد 12 كم من مدينة بابل والتي تعرض فيها الملك مردوخ أبلا إيدينا الثاني لهزيمة ساحقة قرر على إثرها الانسحاب والهروب مرة أخرى لبلاد عيلام والاستقرار بها حتى وافته المنية.