تم اكتشاف قصر الهندية في شهر شباط من عام 1983 في محافظة بابل، وذلك أثناء إجراء مسح أثري لمشروع استصلاح الأراضي في المنطقة، حيث يُعتبر من الأبنية التراثية العائدة للمؤسسة العامّة للآثار والتراث العراقيّة، وتم تنظيم استمارة كشف خاصة به وأصبح من المعالم الأثرية المهمة في العراق.
أين يقع قصر الهندية؟
يقع قصر الهندية وسط بساتين الزيتون والنخيل والبرتقال والسدر جنوبًا ناحية سدة الهندية على بعد 12 كم، وعلى الضفة اليمنى لأحد فرعي نهر الفرات المُسمّى شط الحلّة، ويبعد شمال مدينة الحلّة بمسافة 30 كم تقريباً، والتي تُعدّ مركز محافظة بابل.
من أين جاءت تسمية قصر الهندية؟
يتبع القصر إداريًا إلى ناحية سدّة الهندية، ويُذكر أنّ أحد الأثرياء الهنود كان قد أمر في أواخر القرن الثامن عشر بشق جدول من نهر الفرات جنوب المسيب، وذلك لإيصال الماء إلى النجف، وبدأ الجدول منذ عام 1800 يأخذ ماءه من نهر الفرات بصورة مُنتظمة، ومع مرور الزمن بدأ يتّسع مجرى الجدول حتى أصبح نهر الفرات بغالبيته يجري فيه، وسُميّ باسم شط الهندية نسبةً إلى هذا الثري الهندي.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الثري الهندي يُدعى المهراجا يحيى آصف الدين الهندي والذي زار العراق لزيارة العتبات المقدسة الموجودة في النجف الأشرف، وعندما لاحظ عدم توفّر أنهار فيها أمر بحفر مجرى مُتفرّع من نهر الفرات وأُطلق عليه اسم نهر الهندية، وكان المهراجا وزير ملك الهند محمد شاه الهندي.
وصف قصر الهندية
يمكن وصف القصر بأنّه مربع الشكل، حيث تُقدّر أبعاده بـحوالي 80×80 متر، ويُحيط به من الخارج سور تم بناؤه من اللبن والطين، كما توجد حديقة تُحيط بالقصر مُباشرة ذات شكل مُربّع، وتبعد أسوار القصر الخارجيّة عن بناء القصر مسافة من 23 إلى 33 متر من جميع الجهات.
يقع المدخل الرئيسي للقصر في الضلع الشرقيّة والمُطلّة على شط الحلة، حيث توجد بوابة تسدها دعامتان ضخمتان في منتصف الضلع الشرقية مبنيتان من الطابوق والجص، بينما الضلع الجنوبية من السور الخارجي تضم ملحق للقصر يحتوي على المطبخ والحمام والمخازن وجناح الخدم.
بالنسبة لتفاصيل الأقسام الداخلية للقصر فمن الصعب معرفتها نظرًا لتراكم الأنقاض فيها،كما لم يتم ذكر عمر القصر في أي من المصادر لذا يصعُب تحديد عمره، إلّا أنّه عند مقارنته بخانات منطقة الكفل وبني سعد وغيرها يُرجّح أنْ يكون من أقدم الأبنية التراثية.
خريطة قصر الهندية
المواد المستخدمة في بناء قصر الهندية
- تم استعمال الطابوق بأحجام مختلفة، كما تم استخدام الجص، واللبن، والطين، والخشب، واستعمل الجص كمادة لاصقة للطابوق، وتم استعماله أيضًا في بناء الرفوف والجدران من الداخل، فضلاً على استخدام الجص والطابوق في بناء مداخل السور.
- تم بناء السور الخارجي للقصر باستخدام مادتي اللبن والطين، كذلك فقد بُني الاسطبل الذي يقع في الركن الجنوبي خارج السور الخارجي باستخدام مادة اللبن، أما الخشب فقد تم استخدامه في تقوية الجدران، وتم استخدام ألواح خشبية كبيرة في تشكيل سقف القصر.
- لوحظ استخدام خليط من القصب والجص في بناء مساند الكمر أو جوائز السقف.